الباب الخامس في بعض
مناقب سيدنا إبراهيم ابن سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفيه أنواع :
الأول : في
أمه ، وميلاده ، وعقيقته ، وتسميته ، وفرح رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمه :
مارية القبطية بنت شمعون ، ذكرت في مناقب أمهات المؤمنين في أبواب نكاحه صلى الله عليه وسلم ، ولد في ذي الحجة سنة ثمان
بالعالية ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17095مصعب بن الزبير .
وروى
ابن سعد عن
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معجبا
بمارية القبطية ، وكانت بيضاء جميلة ، فأنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم على
nindex.php?page=showalam&ids=11088أم سليم بنت ملحان ، وعرض عليها الإسلام ، فأسلمت فوطأ
مارية بالملك ، وحولها إلى مال له
بالعالية ، كان من أموال
بني النضير ، فكانت فيه في الصيف وفي خرافة النخل ، فكان يأتيها هناك ، وكانت حسنة الدين ، وولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما فسماه
إبراهيم ، وعق عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة يوم سابعه ، وحلق رأسه ، فتصدق بزنة شعره فضة على المساكين ، وأمر بشعره فدفن في الأرض ، وكانت قابلتها
سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرجت إلى زوجها
أبي رافع ، فأخبرته بأن
مارية ولدت غلاما ، فجاء
أبو رافع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبشره فوهب له عبدا ، وغار نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واشتد عليهن حين رزق منها الولد .
سلمى مولاة صفية ولا شك أن مولاة عمة الشخص مولاته .
وروى
ابن سعد عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس -رضي الله تعالى عنه- قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=936755لما ولد إبراهيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليك يا أبا إبراهيم . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=13564ابن منده بلفظ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=936755لما ولد إبراهيم ابن مارية جاريته كاد يقع في نفس النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتاه جبريل ، فقال : السلام عليك ، يا أبا إبراهيم!
وروى الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم وابن سعد عنه ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=100621خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح ، فقال : إنه ولد لي في الليلة ولد وإني سميته باسم أبي إبراهيم .
وذكر
الزبير عن أشياخه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عنه بكبشين ، وحلق رأسه
أبو هند ، وسماه يومئذ هكذا ، قال
الزبير : سماه يوم سابعه .
الثاني : في
رضاعه ومن أرضعه .
روى
ابن سعد nindex.php?page=showalam&ids=14413والزبير بن بكار عن
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال :
ولد [ ص: 22 ] سيدنا إبراهيم ابن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتنافست فيه نساء الأنصار أيتهن ترضعه وأحببن أن يفرغوا مارية لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لما يعلمن من ميله إليها ، فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم بردة بنت المنذر بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ، وزوجها البراء بن أوس بن خالد بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن النجار ، فكانت ترضعه ، وكان يكون عند أبويه في بني النجار ، ويأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم أم بردة فيقيل عندها ويؤتى بإبراهيم -عليه السلام- وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم بردة قطعة نخل .
وروى الشيخان عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس -رضي الله تعالى عنه-
nindex.php?page=hadith&LINKID=661287أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع سيدنا إبراهيم -عليه السلام- إلى أم سيف امرأة قين بالمدينة ، يقال له : أبو سيف ، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبعته حتى انتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ بكيره ، وقد امتلأ البيت دخانا ، فأسرعت في المشي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهيت إلى أبي سيف فقلت : يا أبا سيف ، أمسك ، جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصبي فضمه إليه ، وقال : ما شاء الله أن يقول .
وروى أيضا عنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=661288ما رأيت أحدا أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان إبراهيم مسترضعا في عوالي المدينة ، فكان يأتيه (ونجيء معه) فيدخل البيت وإنه ليدخن ، قال : وكان ظئره قينا فيأخذه فيقبله .
الثالث : في
وفاته وتاريخه ، وصلاته عليه ، وحزنه عليه
مات سنة عشر ، جزم به
nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي ، وقال : يوم الثلاثاء لعشر خلون من شهر ربيع الأول .
وقالت
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : عاش ثمانية عشر شهرا . رواه الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد . وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أنه عاش سبعة عشر شهرا أو ثمانية عشر شهرا على الشك .
وقال
محمد بن المؤمل : بلغ سبعة عشر شهرا وثمانية أيام .
وروى
ابن سعد عن
مكحول ، وابن سعد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء ، وابن سعد عن
nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف ، وابن سعد عن
بكير بن عبد الله بن الأشج ، وابن سعد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، وابن سعد عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس -رضي الله تعالى عنهم-
nindex.php?page=hadith&LINKID=658أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ بيد nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف ، فانطلقا به إلى النخل الذي فيه إبراهيم -عليه السلام- فدخل وإبراهيم يجود بنفسه فوضعه في حجره ، فلما (مات) زرفت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف : تبكي يا رسول الله ؟ أولم تنه عن البكاء ؟ قال : "إنما نهيت عن النوح وعن صوتين أحمقين فاجرين؛ صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير الشيطان ، وصوت عند مصيبة خمش وجه ، وشق جيب ، ورنة شيطان" . [ ص: 23 ] وفي رواية :
nindex.php?page=hadith&LINKID=67296 "إنما نهيت عن النياحة ، وأن يندب الميت بما ليس فيه" ، ثم قال : "وإنما هذه رحمة ، ومن لا يرحم لا يرحم ، يا إبراهيم لولا أنه أمر حق ، ووعد صادق ، ويوم جامع . . . " .
وفي لفظ :
"لولا أنه أجل معدود ، ووقت معلوم ، ووعد صادق ، وأنها سبيل مأتية ، وإن أخرانا ستلحق أولانا لحزنا عليك حزنا أشد من هذا ، وإن بك يا إبراهيم لمحزونون تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول ما يسخط الرب" .
وفي رواية :
nindex.php?page=hadith&LINKID=100621فلقد رأيته يكيد بنفسه ، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول ما يسخط الرب ، والله يا إبراهيم ، إنا بك لمحزونون" .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود وابن سعد والإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس -رضي الله تعالى عنه-
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني عن
nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=100621 "تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضي الله تعالى ، والله إنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون" .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في "الكبير"
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=10382أسماء بنت يزيد -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=678091 "تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول ما يسخط الرب ، ولولا أنه وعد صادق ، وموعود جامع ، وأن الآخر منا يتبع الأول لوجدنا عليك يا إبراهيم وجدا أشد من هذا ، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون" .
وروى
ابن سعد عن
بكير بن عبد الله بن الأشج -رضي الله تعالى عنه-
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى على ابنه إبراهيم فصرخ nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد ، فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : رأيتك تبكي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "البكاء من الرحمة ، والصراخ من الشيطان" .
وروى
ابن سعد عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما- قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=933559أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فانطلق بي إلى النخل الذي فيه إبراهيم فوضعه في حجره ، وهو يجود بنفسه ، فذرفت عيناه ، فقلت له : أتبكي يا رسول الله ، أولم تنه عن البكاء ؟ قال : "إنما نهيت عن النوح ، عن صوتين أحمقين فاجرين ، صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان ، وصوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان" .
قال : قال
عبد الله بن نمير في حديثه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=100619 "إنما هذا رحمة ، ومن لا يرحم لا يرحم ، يا إبراهيم ، لولا أنه أمر حق ، ووعد صادق ، وأنها سبيل مأتية ، وإن أخرانا ستلحق أولانا لحزنا عليك حزنا هو أشد من هذا ، وإنا بك لمحزونون ، تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول ما يسخط الرب عز وجل" .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=14155والحكيم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس -رضي الله تعالى عنه-
nindex.php?page=hadith&LINKID=677977لما قبض إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تدرجوه في أكفانه ، حتى أنظر إليه" فأتاه فانكب عليه وبكى . [ ص: 24 ] واختلف : هل صلى عليه أم لا ؟
وروى الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وابن سعد من طريق
جابر الجعفي وهو ضعيف عن
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء ، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي عن
جعفر بن محمد عن أبيه ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه بسند ضعيف عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وابن سعد nindex.php?page=showalam&ids=12201وأبو يعلى عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي مرسلا عن
عطاء بن أبي رياح ، nindex.php?page=hadith&LINKID=64879أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على ابنه سيدنا إبراهيم ، زاد
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : "في المقاعد" وهو موضع الجنائز ، زاد
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : وكبر عليه أربعا ، وهذه الطرق يقوي بعضها بعضا .
وروى
ابن سعد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء ، وابن سعد عن
مكحول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على شفير قبر ابنه فرأى فرجة في اللحد ، فناول الحفار مدرة وقال : "إنها لا تضر ولا تنفع ، ولكنها تقر عين الحي" ، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي بإصبعه ، ويقول : "إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه؛ فإنه مما يسلي بنفس المصاب" .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزبير بن بكار : ولما دفن قبل
nindex.php?page=showalam&ids=8علي قبره ، وأعلى بصلاته ، وهو أول قبر رش .
وروى
ابن سعد عن رجل من آل
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دفن سيدنا إبراهيم ، قال : هل من أحد يأتي بقربة ، فأتى رجل من الأنصار بقربة ماء ، فقال : رشها على قبر إبراهيم ، وقال : وقبر
إبراهيم قريب من الطريق ، وأشار إلى قريب من دار
عقيل .
الرابع : في
انكساف الشمس يوم وفاته
روى
ابن سعد عن
عبد الرحمن بن حسان بن ثابت ، عن أمه
سيرين قالت :
حضرت موت إبراهيم فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما صحت أنا وأختي ما ينهانا ، فلما مات نهانا عن الصياح .
وغسله
nindex.php?page=showalam&ids=69الفضل بن عباس ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=showalam&ids=18والعباس جالسان ، ثم حمل فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على شفير القبر
nindex.php?page=showalam&ids=18والعباس جالس إلى جنبه ونزل في حفرته
nindex.php?page=showalam&ids=69الفضل بن عباس nindex.php?page=showalam&ids=111وأسامة بن زيد ، وأنا أبكي عند قبره ، ما ينهاني أحد ، وخسفت الشمس في ذلك اليوم ، فقال الناس : لموت
إبراهيم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنها لا تخسف لموت أحد ولا لحياته" ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجة من اللبن ، فأمر بها أن تسد ، فقيل : "يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إنها لا تضر ولا تنفع ، ولكن تقر عين ، وإن الحي العبد إذا عمل عملا أحب الله أن يتقنه" .
ومات يوم الثلاثاء لعشر ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة عشر .
وروى الشيخان عن
nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة -رضي الله تعالى عنه- قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=64741انكسفت الشمس يوم موت إبراهيم فقال الناس : لموت إبراهيم ، فقال صلى الله عليه وسلم : "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد" . [ ص: 25 ] الخامس : في
أن له ظئرا تتم رضاعه في الجنة .
روى
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه بسند ضعيف عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما-
nindex.php?page=hadith&LINKID=678013لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : إن له مرضعا في الجنة ، ولو عاش لكان صديقا نبيا ، ولو عاش لعتقت أخواله القبط ، وما استرق قبطي . انتهى .
السادس : في الرد على من زعم أنه لقنه
اشتهر على الألسنة أنه لقن ابنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم بعد الدفن ، وهذا شيء لم يوجد في كتب الحديث ، وإنما ذكره
المتولي في "تتمته والإبانة" بلفظ : روي
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دفن إبراهيم قال : "قل : الله ربي ، ورسولي أبي ، والإسلام ديني" فقيل : يا رسول الله ، أنت تلقنه فمن يلقننا ؟ فأنزل الله تعالى يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة [إبراهيم : 27] الآية .
والأستاذ
أبو بكر بن فورك في كتابه المسمى "النظامي" ولفظه : عن النبي صلى الله عليه وسلم
لما دفن ولده إبراهيم وقف على قبره ، فقال : "يا بني! القلب يحزن ، والعين تدمع ، ولا نقول ما يسخط الرب ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، يا بني! قل : الله ربي ، والإسلام ديني ، ورسول الله أبي" فبكت الصحابة وبكى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب بكاء ارتفع له صوته ، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر يبكي وأصحابه فقال : "يا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، ما يبكيك ؟ " فقال : يا رسول الله ، هذا ولدك وما بلغ الحلم ، ولا جرى عليه القلم ، ويحتاج إلى ملقن ، فمثلك تلقن التوحيد في مثل هذا الوقت ، فما حال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وقد بلغ الحلم ، وجرى عليه القلم ، وليس له ملقن مثلك ، أي شيء يكون صورته في تلك الحالة ؟ فبكى النبي صلى الله عليه وسلم وبكت الصحابة معه ، فنزل جبريل وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب بكائهم ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما قاله nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وما ورد عليهم من قوله صلى الله عليه وسلم ، فصعد جبريل ونزل ، وقال : ربك يقرئك السلام وقال : يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة [إبراهيم : 27] يريد بذلك وقت الموت ، وعند السؤال ، فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم الآية ، فطابت الأنفس ، وسكنت القلوب ، وشكروا الله ، وهذا كما ترى منكر جدا ، بل لا أصل له .
السابع : في
أنه لو عاش لكان نبيا
روى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عن
nindex.php?page=showalam&ids=12428إسماعيل بن أبي خالد قال : قلت
لابن أبي أوفى : هل رأيت السيد
إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : مات صغيرا ، ولو قضي أن يكون نبي بعد
محمد صلى الله عليه وسلم لعاش ابنه
إبراهيم ، ولكن لا نبي بعده .
ورواه الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بلفظ : سمعت
ابن أبي أوفى يقول : لو كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم نبي ما مات ابنه
إبراهيم ، ولكن لا نبي بعده .
وروى
ابن سعد بسند على شرط
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم قال : أخبرنا
عفان بن مسلم ويحيى بن حماد ، وموسى بن إسماعيل التبوذكي قالوا : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12119أبو عوانة ، أخبرنا
إسماعيل السدي قال : سألت
أنس [ ص: 26 ] ابن مالك -رضي الله تعالى عنه- أصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنه
إبراهيم ؟ قال : لا أدري -رحمة الله على السيد
إبراهيم- لو عاش لكان صديقا نبيا .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر من طريقين عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قلت
nindex.php?page=showalam&ids=9لأنس : كم بلغ
إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : قد كان غلاما بالمهد ، ولو بقي لكان نبيا ، ولكن لم يبق؛ لأن نبيكم آخر الأنبياء صلى الله عليه وسلم .
قال
الباوردي في "المعرفة" : حدثنا
محمد بن عثمان بن محمد ، حدثنا
منجاب بن الحارث ، حدثنا
أبو عامر الأسدي ، ثنا
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3503953 "لو عاش إبراهيم لكان صديقا نبيا" .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=678013لما مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن له مرضعا في الجنة ، ولو عاش لكان صديقا نبيا" .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3503953 "لو عاش إبراهيم لكان صديقا نبيا" .
فائدة :
قال الشيخ
تقي الدين السبكي -قدس الله روحه ونور ضريحه- في الكلام على حديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=104880 "كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد" .
فإن قلت : النبوة وصف ، لا بد أن يكون الموصوف به موجودا ، وإنما تكون بعد أربعين سنة أيضا ، فكيف يوصف قبل وجوده وقبل إرساله ؟
قلت : قد جاء أن الله تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد ، فقد تكون الإشارة بقوله : "كنت نبيا" إلى روحه الشريفة وإلى حقيقة ، والحقائق تقصر عقولنا عن معرفتها ، وإنما يعلمها خالقها ، ومن أمده الله تعالى بنور إلهي .
ثم إن تلك الحقائق يؤتي الله تعالى كل حقيقة منها ما يشاء في الوقت الذي يشاء ، فحقيقة النبي صلى الله عليه وسلم قد تكون من (قبل) خلق
آدم صلى الله عليه وسلم أتاها الله ذلك الوصف ، بأن يكون خلقها متهيئة لذلك ، وأفاضه عليها من ذلك الوقت فصار نبيا . انتهى .
وقد سبق ذلك في أوائل الكتاب .
ومن هذا يعرف تحقيق نبوة السيد
إبراهيم ابن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال صغره ، وإن لم يبلغ سن الوحي .
الثامن : في
الوصية بأخواله القبط .
روى
ابن سعد عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري مرسلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
إذا ملكتم القبط فأحسنوا إليهم؛ فإن لهم ذمة ، وإن لهم رحما . [ ص: 27 ] وروى عن
أبي بن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=661622 "استوصوا بالقبط خيرا ، فإن لهم ذمة ورحما" .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة -رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=956676 "الله الله في قبط مصر فإنكم مستظهرون عليهم ، فيكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله" .