سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
السابع والعشرون : فيما ظهر من بركتها - رضي الله تعالى عنها - بتوسعة الله عز وجل على الأمة برخصة التيمم .

  روي عن ابن أبي مليكة . قال : استأذن ابن عباس على عائشة فقالت : لا حاجة لي بتزكيته ، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر : يا أمتاه إن ابن عباس من صالح بيتك جاء يعودك ، قالت : فأذن له فدخل عليها فقال : يا أمه أبشري فوالله ما بينك وبين أن تلقيمحمدا والأحبة إلا أن يفارق روحك جسدك ، كنت أحب نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم إليه ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب إلا طيبا ، قالت أيضا ؟ قال : هلكت قلادتك بالأبواء فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتقطها فلم يجدوا ماء ، فأنزل الله عز وجل فتيمموا صعيدا طيبا [النساء : 43 ] فكان ذلك بسببك وبركتك ما أنزل الله تعالى لهذه الأمة من الرخصة ، وكان من أمر مسطح ما كان فأنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سمواته فليس مسجد يذكر الله فيه إلا وشأنك يتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار . فقالت : يا بن عباس دعني منك ومن تزكيتك فوالله لوددت أني كنت نسيا منسيا .

 

التالي السابق


الخدمات العلمية