الخامس : في
وفاته ومن قتله وشيء من آثاره وما فتح في زمنه .
توفي والنبي - صلى الله عليه وسلم - راض عنه
وأبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر - رضي الله تعالى عنهم - وقتل شهيدا يوم الجمعة لثمان خلون من ذي الحجة ، وقيل : لثماني عشرة خلت منه بعد العصر ، ودفن
بالبقيع سنة خمس وثلاثين ، وقيل : يوم الأربعاء ، وهو ابن تسعين سنة ، وقيل : ثمان وثمانين ، وهو الصحيح .
وقيل : وعشرين ، وصلى عليه
nindex.php?page=showalam&ids=67جبير بن مطعم ودفن ليلا
بالبقيع ، وأخفى قبره ذلك الوقت ، وإنما دفن ليلا للعجز عن إظهار دفنه ، لغلبة قاتليه ، وقيل : لم يصل عليه ، ودفن بثيابه في دمائه ولم يغسل وقيل :
nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام ، وقيل :
nindex.php?page=showalam&ids=83المسور بن مخرمة ، وقيل :
مروان ونائلة وأم البنين زوجتاه وهما اللتان دللتاه ، في حفرته على الرجال الذين نزلوا في قبره ، ولحدوا له ، وغيبوا
[ ص: 284 ] قبره ، وتفرقوا ، وكانت
نائلة مليحة الثغر ، فكسرت ثناياها بحجر ، وقالت : والله لا يجتليكن أحد بعد
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، وخطبها
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بالشام فأبت » .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=666011ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتنة فقال يقتل فيها هذا مظلوما ، nindex.php?page=showalam&ids=7لعثمان .
وروى أيضا عن
أبي سهلة مولى عثمان ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=666014قال nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان - رضي الله تعالى عنه - يوم الدار : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلي عهدا فأنا صابر عليه ولم يلبس السراويل في جاهلية ولا إسلام إلا يوم قتل .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
عثمان بن موهب - رضي الله تعالى عنه - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=653422جاء رجل من أهل مصر وحج البيت ، فرأى قوما جلوسا فقال : من هؤلاء القوم ؟ قالوا : هؤلاء قريش ، قال : فمن الشيخ فيهم ؟ قالوا : nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر ، قال : يا بن عمر إني سائلك عن شيء فحدثني عنه ، هل تعلم أن nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان فر يوم أحد قال : نعم ، قال : تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهد قال : نعم ، قال : هل تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان ولم يشهدها ؟ قال : نعم ، قال : الله أكبر ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - : تعال ، أبين لك ، أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله تعالى عفا عنه وغفر له ، قال تعالى : إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إلى قوله عفا الله عنهم [آل عمران 155 ] ، وأما تغيبه عن بدر ، فإنه كانت تحته بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت مريضة ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه ، وأما تغيبه عن بيعة الرضوان ، فلو كان أحد أعز ببطن مكة من nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان لبعثه مكانه ، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان - رضي الله تعالى عنه - إلى مكة ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده اليمنى هذه يد nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، فضرب بها على يده ، فقال : هذه nindex.php?page=showalam&ids=7لعثمان ، فقال له nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : اذهب بها الآن معك » .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى عن
nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن بن علي - رضي الله تعالى عنهما - أن
الحسن قام خطيبا ، فقال : أيها الناس ، إني رأيت البارحة في منامي عجبا ، رأيت رب العزة جل جلاله فوق عرشه فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند قائمة من قوائم العرش ، ثم جاء
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، ثم جاء
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان فقال : يا رب سل عبادك ، فيم قتلوني ، فانبعث من السماء ميزابان من دم الأرض قال : فقيل
nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي : ألا ترى إلى ما تحدث به
الحسن ؟ ! فقال : يحدث بما رأى ؟ !
وقالت
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله تعالى عنها - : قتل
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان مظلوما بالطعن لعن الله قتلته ! وحج بالناس عشر سنين متوالية ، فتح من
[ ص: 285 ] العام الذي بويع سنة أربع وعشرين بلاد
الري بكمالها ، وفي سنة خمس وعشرين فتحت
بلاد أرمينية ، وفي سنة ست وعشرين فتحت
إسكندرية ثاني مرة ،
والقيروان وغيرها ، وفي سنة سبع وعشرين فتحت
إفريقية وبلاد المغرب ، وفي سنة ثمان وعشرين فتحت
أصطخر وما والاها ، وفي تسع وعشرين فتحت
بلاد فارس ثاني مرة ، وفي سنة ثلاثين كانت غزوة البحر وفتحت بلاد كثيرة بالغرب ، وفي سنة إحدى وثلاثين فتحت
صقلية وغيرها ، وفي اثنتين وثلاثين فتحت
قبرص ، وفي ثلاث وثلاثين فتحت بعض بلاد
الأندلس ، وفي أربع وثلاثين كانت غزوة ذي حسب وفتحت أطراف
خراسان وما والاها ، وفي سنة خمس وثلاثين فتحت بلاد كثيرة من بلاد
الهند وغيرها من بلاد الغرب
والأندلس ، وكان يعتق في كل جمعة عتيقا ، فإن تعذر عليه أعتق في الجمعة الأخرى عتيقين ، وقال مولاه
حمدان : كان يغتسل كل يوم منذ أسلم ، ولم يمس فرجه بيمينه منذ بايع بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان نقش خاتمه «آمنت بالذي خلق فسوى » ، وفي رواية أخرى «آمن
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بالله العظيم » .
وروى
ابن سعد أن امرأة كانت تدخل على
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان - رضي الله تعالى عنه - وهو محصور ، فولدت ، ففقدها يوما ، فقيل : إنها قد ولدت غلاما ، فأرسل إليها بخمسين درهما سنبلانية ، وقال : هذا غطاء ابنك وكسوته ، فإذا مرت به سنة رفعناه إلى مائة ، وكان يصلي بالقرآن العظيم في (ركعة ) عند
الحجر الأسود أيام الحج ، وكان هذا دأبه ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في قوله تعالى :
أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما [الزمر 9 ] . هو
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله تعالى
هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم [النحل 76 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=144حسان - رحمه الله تعالى - :
ضحوا بأشمط عنوان السجود له يقطع الليل تسبيحا وقرآنا
وقال
الحسن : قال
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان - رضي الله تعالى عنه - : لو أن قلوبنا طهرت ما شبعنا من كلام ربنا سبحانه وتعالى ، وإني لأكره أن يأتي يوم لا أنظر في المصحف ، وكان إذا قام من الليل لا يوقظ أحدا من أهله ليعينه على وضوئه ، وكان يصوم الدهر ، وكان لا يرفع المئزر عنه وهو في بيت مغلق عليه ، ولا يرفع صلبه مستويا من شدة حيائه .