سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثالث في إرساله- صلى الله عليه وسلم- أبي بن كعب - رضي الله تعالى عنه- إلى سعد هذيم

روى الإمام أحمد وأبو داود ، وأبو يعلى ، وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والضياء عن أبي بن كعب - رضي الله تعالى عنه- قال : بعثني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مصدقا فمررت برجل فلما جمع لي ماله لم أجد عليه فيها إلا ابنة مخاض ، فقلت له : أد ابنة مخاض ، فإنها صدقتك فقال : ذاك ، ما لا لبن فيه ولا ظهر عظيمة سمينة ، فخذها فقلت له : ما أنا بآخذ ما لم أؤمر به ، وهذا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- منك قريب ، فإن أحببت أن تأتيه فتعرض عليه ما عرضت علي فافعل ، فإن قبله منك قبلته ، وإن رده عليك رددته فقال : فإني فاعل فخرج معي ، وخرج بالناقة التي عرضت علي حتى قدمنا على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال : يا نبي الله ، أتاني رسولك ليأخذ مني صدقة ما لي وايم الله ، ما قام في مالي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولا رسوله قط قبله ، فجمعت له مالي فزعم أنه ما علي فيه إلا ابنة مخاض ، وذلك ما لا لبن فيه ولا ظهر ، وقد عرضت عليه ناقة عظيمة فتية يأخذها ، فأبى علي ، وها هي هذه قد جئتك بها يا رسول الله خذها فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «ذاك الذي عليك ، فإن تطوعت بخير آجرك الله فيه وقبلناه منك» قال : فها هي هذه يا رسول الله ، قد جئتك بها فخذها يا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بقبضها ودعا له بالبركة والله سبحانه وتعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية