سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الخامس والثلاثون في إرساله- صلى الله عليه وسلم- قيس بن نمط - رضي الله تعالى عنه- إلى أبي زيد قيس بن عمرو

[قال عبد الكريم في الوفود . وذكر الرشاطي إن قيس بن نمط بن قيس بن مالك - وقيل : قيس بن مالك بن نمط- الأرحبي خرج حاجا في الجاهلية ، فوافق النبي- صلى الله عليه وسلم وهو يدعو إلى الإسلام فأسلم ، فقال : هل عند قومك من منعة ؟ قال : نحن أمنع العرب ، وقد خلفت في الحي فارسا مطاعا يكنى أبا زيد قيس بن عمر - وقيل : أبو زيد عمرو بن مالك - فاكتب إليه حتى أوافيك به ، فكتب إليه . فأتى قيس بن نمط أبا زيد بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وأسلم بعض أرحب ، وأقبلا في جماعة إلى مكة ليقبلا برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ، وذلك بعد عامين أو ثلاثة ، وأقبلت الأنصار في تلك المدة فعاقدوا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فخرج إليهم ، فمضى قيس ابن نمط وخلف أصحابه بمكة ، فلما نظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم قال : وفى الرجل وأخبر بقومه! فقال :

سأكتب لك كتابا وأجعلك على قومك .

فكتب له في قطعة أديم ، وأسلم جميع همدان ، وقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه من تبوك ، وهو مائة وعشرون راكبا
] .

التالي السابق


الخدمات العلمية