سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب التاسع والعشرون في اختيار الله تعالى له- صلى الله عليه وسلم- بأن يجمع له مع النبوة الشهادة

روى البخاري تعليقا والبيهقي مسندا عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول في مرضه الذي مات فيه : يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر وهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم وفي رواية «ما زالت أكلة خيبر تعاودني» .

وروى ابن سعد بسند صحيح ، والبيهقي عن عبد الله بن مسعود- رضي الله تعالى عنه- قال : لأن أحلف تسعا أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة ، وذلك أن الله اتخذه نبيا ، وجعله شهيدا» .

وروى ابن سعد عن ابن عباس - وجابر وأبي هريرة وغيرهم أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عاش بعد أكلة الشاة المسمومة بخيبر ثلاثة سنين حتى وجعه الذي توفي فيه ، فجعل يقول في مرضه : ما زلت أجد من الأكلة التي أكلتها يوم خيبر عدادا حتى كان هذا أوان انقطاع أبهري ، وذلك عرق في الظهر ، وتوفي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- شهيدا .

وروى الإمام أحمد والحاكم عن أم معبد امرأة كعب أن أم مبشر دخلت على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في وجعه الذي قبض فيه فقالت : بأبي وأمي أنت يا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ما تتهم بنفسك ؟ فإني لا أتهم بابني إلا الطعام الذي أكل معك بخيبر ، وكان ابنها مات قبل النبي- صلى الله عليه وسلم- قال : وأنا لا أتهم غيرها هذا أوان انقطاع أبهري» .

وروى ابن ماجه عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال : قالت أم سلمة : يا رسول الله لا يزال يصيبك كل عام وجع من الشاة المسمومة التي أكلت ؟ قال : ما أصابني شيء منها إلا وهو مكتوب علي وآدم في طينته» .

وروى ابن سعد عن أبي هريرة وجابر بن عبد الله وابن عباس - رضي الله تعالى عنهم- وسعيد بن المسيب- رحمه الله تعالى- حديث الشاة المسمومة ، وفيه «واحتجم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على كاهله من أجل الذي أكل ، حجمه أبو هند بالقرن والشقرة ، وأمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أصحابه فاحتجموا أوساط رؤوسهم

وعاش رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي قبض فيه ، جعل يقول : هذا أوان انقطاع أبهري ، وهو عرق في الظهر .

وتوفي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- شهيدا» . [ ص: 304 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية