سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثلاثون في تاريخ وفاته- صلى الله عليه وسلم-

روى الشيخان والبلاذري وابن جرير والبيهقي عن أنس - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لم يخرج ثلاثا وأبو بكر يصلي بالناس ، وأن الناس بينما هم في صلاة الفجر من يوم الاثنين وأبو بكر يصلي لهم لم يفجأهم إلا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قد كشف ستر حجرة عائشة ، فنظر إليهم وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف ، فما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أحسن هيئة منه في تلك الساعة ، وكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهم صفوف في الصلاة ، ثم تبسم يضحك ، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف فظن أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يريد أن يخرج إلى الصلاة ، قال أنس : وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحا برسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأشار إليهم : أن أتموا صلاتكم ، فقال : «أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة ، يراها المسلم أو ترى له ألا وإني نهيت أن أقرأ راكعا أو ساجدا ، فأما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم» ،

ثم دخل الحجرة وأرخى الستر فتوفي من يومه ذلك .


وروى ابن سعد عن ابن شهاب قال : توفي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين حين زاغت الشمس .

وروي عنه أيضا عن ابن شهاب قال : توفي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول» .

التالي السابق


الخدمات العلمية