سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
تنبيهات

الأول : قال القرطبي : هذه فضيلة عظيمة لإبراهيم ، وخصوصية له ، كما خص موسى بأن النبي- صلى الله عليه وسلم- يجده متعلقا بساق العرش ، ولا يلزم من هذا أفضليتهما على النبي- صلى الله عليه وسلم- والحكمة في تقدم إبراهيم بالكسوة أنه لما ألقي في النار جرد من ثيابه ، وكان ذلك في ذات الله تعالى ، فصبر واحتسب ، فجوزي بأن جعل أول من يدفع عنه العري يوم القيامة على رؤوس الأشهاد ، ثم يكسى نبينا- صلى الله عليه وسلم- حلة أعظم من كسوة إبراهيم ، ليجبر التأخير بنفاسة الكسوة ، فتكون كأنه كسي معه .

وقيل : لأنه أول من يسبق إلى التستر بالسراويل ، وقيل : لأنه لم يكن في الأرض أخوف لله منه ، فعجلت له كسوته أمانا ليطمئن قلبه .

وقال الحافظ : ويحتمل أن النبي - صلى الله عليه وسلم- خرج من قبره في ثيابه التي فيها ، والحلة التي يكساها حينئذ من حلل الجنة خلعة الكرامة؛ فلهذا قدم إبراهيم - صلى الله عليه وسلم- .

التالي السابق


الخدمات العلمية