الرابع عشر : في
الكلام على قوله تعالى : فأوحى إلى عبده ما أوحى [سورة النجم : 10] .
ابن عادل متابعا
الإمام الرازي : «في فاعل أوحى وجهان : الأول : أن الله تعالى أوحى ، وعلى هذا ففي «عبده» وجهان : أحدهما : أنه
جبريل ، أي أوحى الله تعالى إلى
جبريل ، وعلى هذا ففي فاعل أوحى الأخير وجهان : أحدهما : أنه الله تبارك وتعالى أيضا . والمعنى حينئذ :
فأوحى الله تعالى إلى
جبريل الذي أوحاه الله تعالى أيهما أكثر تفخيما وتعظيما للموحي ، ثانيهما : فاعل أوحى الثاني
جبريل ، أي أوحى الله تبارك وتعالى إلى
جبريل ما أوحى
جبريل ، وعلى هذا فالمراد من الذي أوحى إليه
جبريل يحتمل وجهين : أولهما : أن يكون مبينا ، وهو الذي أوحى
جبريل إلى
محمد صلى الله عليه وسلم ، ثانيهما : أن يكون عاما . أي أوحى الله تعالى إلى
جبريل ما أوحى إلى كل رسول . وفيه بيان
أن جبريل أمين لم يخن في شيء مما أوحي إليه ، وهذا كقوله تعالى
نزل به الروح الأمين [الشعراء : 193] وقوله
مطاع ثم أمين [التكوير : 21] .
الوجه الثاني : في «عبده» ، على قولنا هو الله تعالى ، إنه
محمد صلى الله عليه وسلم ، أي أوحى الله تعالى إلى
محمد ما أوحى إلى كل رسول به أبهمه للتفخيم والتعظيم .
الوجه الثاني في فاعل أوحى الأول : هو أنه
جبريل أوحى إلى عبده أي إلى عبد الله يعني
محمدا صلى الله عليه وسلم ، ما أوحى إليه ربه عز وجل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء ،
nindex.php?page=showalam&ids=15097والكلبي ، والحسن ، والربيع ، وابن زيد . وعلى هذا ففي فاعل أوحى الثاني وجهان : أحدهما : أنه
جبريل أي أوحى
جبريل إلى عبد الله ما أوحى
جبريل للتفخيم ، وثانيهما : أن يكون هو الله تعالى أي أوحى
جبريل إلى
محمد ما أوحى الله تعالى إليه .
وفي
ما أوحى
وجوه : الأول : فضل الصلاة ، الثاني : أن أحدا من الأنبياء لا يدخل الجنة قبلك ولا قبل أمتك . الثالث : أن «ما» للعموم ، والمراد كل ما جاء به
جبريل » .