سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الرابع عشر : في الكلام على قوله تعالى : فأوحى إلى عبده ما أوحى [سورة النجم : 10] .

ابن عادل متابعا الإمام الرازي : «في فاعل أوحى وجهان : الأول : أن الله تعالى أوحى ، وعلى هذا ففي «عبده» وجهان : أحدهما : أنه جبريل ، أي أوحى الله تعالى إلى جبريل ، وعلى هذا ففي فاعل أوحى الأخير وجهان : أحدهما : أنه الله تبارك وتعالى أيضا . والمعنى حينئذ :

فأوحى الله تعالى إلى جبريل الذي أوحاه الله تعالى أيهما أكثر تفخيما وتعظيما للموحي ، ثانيهما : فاعل أوحى الثاني جبريل ، أي أوحى الله تبارك وتعالى إلى جبريل ما أوحى جبريل ، وعلى هذا فالمراد من الذي أوحى إليه جبريل يحتمل وجهين : أولهما : أن يكون مبينا ، وهو الذي أوحى جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، ثانيهما : أن يكون عاما . أي أوحى الله تعالى إلى جبريل ما أوحى إلى كل رسول . وفيه بيان أن جبريل أمين لم يخن في شيء مما أوحي إليه ، وهذا كقوله تعالى نزل به الروح الأمين [الشعراء : 193] وقوله مطاع ثم أمين [التكوير : 21] .

الوجه الثاني : في «عبده» ، على قولنا هو الله تعالى ، إنه محمد صلى الله عليه وسلم ، أي أوحى الله تعالى إلى محمد ما أوحى إلى كل رسول به أبهمه للتفخيم والتعظيم .

الوجه الثاني في فاعل أوحى الأول : هو أنه جبريل أوحى إلى عبده أي إلى عبد الله يعني محمدا صلى الله عليه وسلم ، ما أوحى إليه ربه عز وجل ، قاله ابن عباس في رواية عطاء ، والكلبي ، والحسن ، والربيع ، وابن زيد . وعلى هذا ففي فاعل أوحى الثاني وجهان : أحدهما : أنه جبريل أي أوحى جبريل إلى عبد الله ما أوحى جبريل للتفخيم ، وثانيهما : أن يكون هو الله تعالى أي أوحى جبريل إلى محمد ما أوحى الله تعالى إليه .

وفي ما أوحى

وجوه : الأول : فضل الصلاة ، الثاني : أن أحدا من الأنبياء لا يدخل الجنة قبلك ولا قبل أمتك . الثالث : أن «ما» للعموم ، والمراد كل ما جاء به جبريل » .

التالي السابق


الخدمات العلمية