سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
السادس : في غريب ما سبق .

«يا أمتاه» : أصله يا أمه والهاء للسكت فأضيفت إليها ألف الاستغاثة فأبدلت تاء ، ثم زيدت هاء السكت بعد الألف . ووقع في كلام الخطابي إذا نادوا قالوا يا أمه عند السكت وعند الوصل «يا أمتا» . فإذا تفجعوا للندبة قالوا : «يا أمتاه» والهاء للسكت . وتعقبه الكرماني بأن قول مسروق : «يا أمتاه» ليس للندبة ، إذ ليس هو تفجعا عليها . قال الحافظ : وهو كما قال .

قف شعري : قام من الفزع لما حصل عندها من هيبة الله واعتقدته من تنزيهه واستحالة وقوع ذلك . قال النضر - بالنون والضاد المعجمة - ابن شميل - بضم الشين المعجمة وفتح الميم وسكون التحتية وباللام : القف - بفتح القاف وتشديد الفاء - كالقشعريرة ، وأصله القبض والاجتماع لأن الجلد ينقبض عند الفزع فيقوم الشعر لذلك .

«أين أنت من ثلاث» ، أي كيف يغيب فهمك عن هذه الثلاث وكان ينبغي أن يكون مستحضرها ومعتقد الكذب ممن يدعي وقوعها .

«الفرية» بالكسر : الكذب وجمعها فرى كعنب .

ذكر أدلة القول الثاني

تقدم حديث مسروق عن ابن عباس وكعب . وروى النسائي بإسناد صحيح عن طريق عكرمة عن ابن عباس قال : أتعجبون أن الخلة تكون لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم ؟ ورواه ابن خزيمة بلفظ : «إن الله اصطفى إبراهيم بالخلة» . إلى آخره . وروى ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي سلمة أن ابن عمر أرسل إلى ابن عباس رضي الله عنهم يسأله : هل رأى محمد ربه؟ فأرسل إليه أن نعم .

التالي السابق


الخدمات العلمية