ساد الأنام محمد خير الورى بفضائل جلت عن الإحصاء وجوامع الكلم التي ما نالها
أحد من الفصحاء والبلغاء وإلى الخلائق كلهم إرساله
فشفى القلوب الجمة الأدواء وله الشفاعة والوسيلة في غد
ومقامه السامي على الشفعاء ويجيء يومئذ كما قد قاله
أنا راكب والرسل تحت لوائي ولقد دنا من ربه لما دنا
في ليلة المعراج والإسراء سمع الخطاب بحضرة قدسية
ما حلها بشر من العظماء [ ص: 95 ] وبرؤية الجبار فاز ويا لها
من نعمة عظمت على النعماء ما نال موسى والخليل ومجتبى
ما نلته يا سيد الشفعاء يا كنز مفتقر وملجأ عائذ
يا أفضل الأجواد والكرماء أنت الوسيلة للإله فسل لنا
عفوا عن الزلات والأهواء ودخولنا الجنات أول وهلة
وشفاعة للمفسد الخطاء بك نستغيث ونستجير ونلتجي
من ذي البلاء وفتنة الأهواء ونروم فضلا من جنابك سيدي
وشفاعة يا سيد الشفعاء فإليك ساق [الله] سحب صلاته
وجزاك رب الناس خير جزاء وعلى صحابتك الرضى متعددا
والآل والأتباع والعلماء
سريت من حرم ليلا إلى حرم كما سرى البدر في داج من الظلم
وبت ترقى إلى أن نلت منزلة من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم
وقدمتك جميع الأنبياء بها والرسل تقديم مخدوم على خدم
وأنت تخترق السبع الطباق بهم في موكب كنت فيه صاحب العلم
حتى إذا لم تدع شأوا لمستبق من الدنو ولا مرقى لمستنم
خفضت كل مقام بالإضافة إذ [نوديت] بالرفع مثل المفرد العلم
كيما تفوز بوصل أي مستتر عن العيون وسر أي مكتتم
فحزت كل فخار غير مشترك وحزت كل مقام غير مزدحم
وجل مقدار ما وليت من رتب وعز مقدار ما أوليت من نعم
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا من العناية ركنا غير منهدم
لما دعا الله داعينا لطاعته يا أكرم الرسل كنا أكرم الأمم