التنبيه الثاني والعشرون :
إذا قلنا بعرض الآنية مرتين ففائدة عرض الخمر [مع] إعراضه عنها في المرة الأولى وتصويب
جبريل له ، تكثير التصويب والتحذير . وهل كانت
[ ص: 115 ] الخمر من خمر الجنة أو من جنس خمر الدنيا؟ فإن كان الأول فسبب تجنبها صورتها ومضاهاتها للخمر المحرمة ، ويكون ذلك أبلغ في الورع . وإن كان الثاني فاجتنابها واضح .
وعلى التقدير الأول يستفاد منه فائدة : وهو أن من وضع من الماء ونحوه من الأشربة ما يضاهي الخمر في الصورة وهيأه بالهيئة التي يتعاطاها [بها] أهل الشهوات من الاجتماعات والآلات فقد أتى منكرا وإن كان لا يحد . وذكر أصحابنا أن
إدارة كأس الماء على شاربه تشبها بشارب الخمر حرام ، ويعزر فاعله .