سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
التنبيه الحادي والثلاثون :

استفتاح جبريل باب السماء يحتمل أن يكون بقرع أو صوت . قال الحافظ : «والأشبه الأول لأنه صوت معروف» . قلت : في حديث ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه : «فقرع الباب» . قال ابن دحية : وفي استفتاح جبريل لأبواب السماء دليل على أنه صادف أبوابها مغلقة ، وإنما لم تهيأ للنبي صلى الله عليه وسلم بالفتح قبل مجيئه ، وإن كان أبلغ في الإكرام ، لأنه لو رآها مفتحة لظن أنها لا تزال كذلك ، ففعل ذلك ليعلم أن ذلك فعل من أجله ، وأن الله تعالى أراد أن يطلعه على كونه معروفا عند أهل السماوات ، وقول أمين الوحي لما قيل له : من هذا؟ « جبريل » : سمى نفسه لئلا يلتبس بغيره ولا يحتاج إلى موقف للمراجعة في المرة ، فإنه معهود عندهم نزوله وصعوده ولذلك قدم اسمه لأنه الرسول بإحضار النبي صلى الله عليه وسلم .

واستنبط ابن دحية وتبعه ابن المنير من قول الملك : «مرحبا» إلى آخره ، جواز رد السلام بغير لفظه . وتعقبا بأن قول الملك : مرحبا ، ليس رد السلام ، فإنه كان قبل أن يفتح الباب ، والسياق يرشد إليه . وقد نبه على ذلك ابن أبي جمرة . ووقع في رواية إن جبريل قال له عند كل نبي : «سلم عليه» ، فرد عليه السلام .

التالي السابق


الخدمات العلمية