التنبيه الثاني والثلاثون :
ينبغي للمستأذن إذا قيل له هذا أن يسمي نفسه فيقول : محمد الشامي مثلا ، ولا يقتصر على قوله : محمد ، مثلا ، لأن المسمى بمحمد كثير ، فيشتبه عليه ، ولا يقول : «أنا» فإن
جبريل ههنا لم يقل : «أنا» ، بل سمى نفسه ، ولم يرد أن أحدا من الملائكة سمى
جبريل غير أمين الله تعالى على وحيه .
nindex.php?page=hadith&LINKID=102453وأنكر النبي صلى الله عليه وسلم على الذي استأذن عليه فقال :
«من هذا؟» فجعل يقول : «أنا» فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أنا أنا إنكارا لذلك
. وكرهت هذه اللفظة لوجهين : أحدهما أن فيها إشعارا بالعظمة . وفي الكلام السائر أول من قال : أنا إبليس فشقي حيث قال :
أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين [الأعراف : 12] ، وتعس فرعون حيث قال
أنا ربكم الأعلى [النازعات : 24] والثاني أنها مبهمة لافتقار الضمير إلى العود ، فهي غير كافية في البيان ، والضمير إذا عاد وتعين مضمره كان أعرف المعارف ، والمستأذن محجوب عن المستأذن عليه غير متعين عنده فكأنه أحاله على جهالة .