سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
التنبيه الرابع والثمانون :

قوله تعالى : وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت عرشي ،

إلى آخر الحديث . قال التوربشتي : ليس يعني بقوله : «أعطى» أنها أنزلت عليه بل المعنى أنه استجيب له فيما لقن من الآيتين : غفرانك ربنا وإليك المصير [البقرة : 285] إلى قوله تعالى : أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين [البقرة : 286] ، ولمن يقوم بحقهما من السائلين» .

وقال الطيبي : «وفي كلامه إشعار بأن الإعطاء بعد الإنزال لأن المراد منه الاستجابة وهي مسبوقة بالطلب والسورة والمعراج كان بمكة ، ويمكن أن يقال هذا من قبيل وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى [النجم : 3 ، 4] وإنما أوثر الإعطاء لما عبر عنه بكنز تحت العرش» .

وروى الإمام أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطهن نبي قبلي» .

التالي السابق


الخدمات العلمية