التنبيه السادس والثمانون :
وفي اختصاص فرضها بليلة الإسراء إشارة إلى عظم شأنها ولذلك اختص فرضها بكونه بغير واسطة بل بمراجعات عدة . قال
السهيلي : «وأما فرض الصلاة عليه هنالك ، ففيه
التنبيه على فضلها حيث لم تفرض إلا في الحضرة القدسية المطهرة ، ولذلك كانت الطهارة من شأنها ومن شرائط أدائها والتنبيه على أنها من مناجاة الرب ، وأن الرب تبارك وتعالى مقبل بوجهه على المصلي يناجيه يقول : حمدني عبدي أثنى علي عبدي إلى آخر السورة ، وهذا مشاكل لفرضها عليه في السماء السابعة حيث سمع كلام الرب وناجاه ، ولم يعرج به حتى طهر ظاهره وباطنه بماء زمزم كما يتطهر المصلي للصلاة وأخرج عن الدنيا بجسمه كما يخرج المصلي عن الدنيا بقلبه ويحرم عليه كل شيء إلا مناجاة ربه ، وتوجهه إلى قبلته في ذلك الحين وهي بيت المقدس ، ورفع إلى السماء كما يرفع المصلي يديه إلى جهة السماء إشارة إلى القبلة العليا وهي البيت المعمور وإلى جهة عرش من يناجيه ويصلي له سبحانه وتعالى» .