التنبيه الثاني والتسعون :
وفيه دليل على جواز الحكم بما أجرى الله تعالى بحكمته من ارتباط العوائد لأن
موسى عليه السلام حكم على هذه الأمة بأنها لا تطيق ، وذلك سبب ما أخبر به وهو علاج بني إسرائيل ، ومن تقدم أقوى وأجلد ممن يأتي بعد ، كما أخبر تعالى بقوله :
كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها [الروم : 9] فرأى
موسى أن ما لم يحمله القوي فمن باب أولى ألا يحمله الضعيف فهو بعد محكم بأثر الحكمة في ارتباط العادة ، مع أن القدرة صالحة لأن يحمل الضعيف ما لا يحمل القوي . وقد ورد أن
الصلاة التي كلف بها بنو إسرائيل ركعتان بالغداة وركعتان بالعشي ومع هذا لم يقوموا بذلك .