ومنا المصلي أول الناس مقبلا على كعبة الرحمن بين المشاعر
يعني قال البراء بن معرور . كعب : ثم خرجنا إلى الحج وواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق- زاد ابن سعد- «ليلة النفر الأول [إذا هدأت الرجل] أن يوافوه في الشعب الأيمن إذا انحدروا من منى بأسفل العقبة حيث المسجد الحرام اليوم ، وأمرهم ألا ينبهوا نائما ولا ينتظروا غائبا» . [قال] : فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لها ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر ، سيد من ساداتنا وشريف من أشرافنا أخذناه معنا ، وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا فكلمناه وقلنا له : يا أبا جابر إنك سيد من سادتنا وشريف من أشرافنا ، وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطبا للنار غدا ، ثم [ ص: 203 ] دعوناه إلى الإسلام وأخبرناه بميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إيانا العقبة . قال : فأسلم وشهد معنا العقبة [وكان نقيبا] .فأبلغ أبيا أنه فال رأيه وحان غداة الشعب والحين واقع
أبى الله ما منتك نفسك إنه بمرصاد أمر الناس راء وسامع
وأبلغ أبا سفيان أن قد بدا لنا بأحمد نور من هدى الله ساطع
فلا ترعين في حشد أمر تريده وألب وجمع كل ما أنت جامع
ودونك فاعلم أن نقض عهودنا أباه عليك الرهط حين تبايعوا
أباه البراء وابن عمرو كلاهما وأسعد يأباه عليك ورافع
وسعد أباه الساعدي ومنذر لأنفك إن حاولت ذلك جادع
وما ابن ربيع إن تناولت عهده بمسلمه لا يطمعن ثم طامع
وأيضا فلا يعطيكه ابن رواحة وإخفاره من دونه السم ناقع
وفاء به والقوقلي ابن صامت بمندوحة عما تحاول يافع
أبو هيثم أيضا وفي بمثلها وفاء بما أعطى من العهد خانع
وما ابن حضير إن أردت بمطمع فهل أنت عن أحموقة الغي نازع
وسعد أخو عمرو بن عوف فإنه ضروح لما حاولت الأمر مانع
أولاك نجوم لا يغبك منهم عليك بنحس في دجى الليل طالع
تداركت سعدا عنوة فأخذته وكان شفاء لو تداركت منذرا
ولو نلته طلت هناك جراحه وكان حريا أن يهان ويهدرا
فلست إلى عمرو ولا المرء منذر إذا ما مطايا القوم أصبحن ضمرا
أتفخر بالكتان لما لبسته وقد يلبس الأنباط ريطا مقصرا
فلولا أبو وهب لمرت قصائد على شرف البرقاء يهوين حسرا
فلاتك كالوسنان يحلم أنه بقرية كسرى أو بقرية قيصرا
ولا تك كالثكلى وكانت بمعزل عن الثكل لو كان الفؤاد تفكرا
ولا تك كالشاة التي كان حتفها بحفر ذراعيها فلم ترض محفرا
ولا تك كالغاوي فأقبل نحره ولم يخشه سهما من النبل مضمرا
فإنا ومن يهدي القصائد نحونا كمستبضع تمرا إلى أهل خيبرا