ذكر
إرسال قريش في فداء الأسارى
روى
ابن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي قال :
[ ص: 69 ] كان أهل
مكة يكتبون وأهل
المدينة لا يكتبون ، فمن لم يكن له فداء دفع إليه عشرة غلمان من غلمان
المدينة يعلمهم ، فإذا حذقوا فهم فداؤه ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت ممن علم .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما
nindex.php?page=hadith&LINKID=674239أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل فداء أهل الجاهلية يوم بدر أربعمائة ، وادعى nindex.php?page=showalam&ids=18العباس أنه لا مال عنده ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فأين المال الذي دفنته أنت وأم الفضل ، وقلت لها : إن أصبت في سفري هذا لبني : الفضل ، وعبد الله ، وقثم ؟ » فقال : والله إني لأعلم أنك رسول الله ، إن هذا الشيء ما علمه إلا أنا وأم الفضل .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ، عن
إسماعيل بن عبد الرحمن السدي ، قال : كان فداء
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس وعقيل ابن أخيه ،
ونوفل ، كل رجل أربعمائة دينار .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : وكان
أكثر الأسارى فداء يوم بدر فداء
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس ، فدى نفسه بمائة أوقية من ذهب .
روى
ابن سعد من طريق
إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، عن أبيه قال :
لما أسر نوفل يوم بدر قال له النبي صلى الله عليه وسلم : «افد نفسك برماحك التي بجدة» فقال : والله ما علم أحد أن لي بجدة بعد الله غيري ، أشهد أنك رسول الله ، ففدى نفسه بها ، وكانت ألف رمح .
روى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك رضي الله عنه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=76215أن رجالا من الأنصار استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا رسول الله : ائذن لنا فلنترك لابن أختنا nindex.php?page=showalam&ids=18عباس فداءه ، قال : «لا والله لا تذرون منه درهما» قال : وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فداء الرجل أربعة آلاف إلى ألفين إلى ألف ، ومنهم من من عليه؛ لأنه لا مال له .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : nindex.php?page=hadith&LINKID=703589وكان في الأسارى أبو وداعة بن ضبيرة السهمي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن له بمكة ابنا كيسا تاجرا ذا مال ، وكأنكم به قد جاءكم في طلب فداء أبيه» فلما قالت قريش : لا تعجلوا بفداء أسراكم ، لا يأرب عليكم محمد وأصحابه ، قال المطلب بن أبي وداعة -وأسلم يوم الفتح- : نعم ، صدقتم لا تعجلوا ، وانسل من الليل فقدم المدينة ، فأخذ أباه بأربعة آلاف درهم ، فانطلق به ، فكان أول أسير فدي ، ثم بعثت قريش في فداء أسراها ، فقدم nindex.php?page=showalam&ids=67جبير بن مطعم -وأسلم بعد ذلك- في فداء الأسرى ، وقدم مكرز -بكسر الميم ويجوز الفتح أيضا ، وبسكون الكاف ، وفتح الراء- ابن حفص في فداء nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو ، وكان [ ص: 70 ] الذي أسره مالك بن الدخشم أحد [بني نبهان] بن عوف فقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك :
أسرت سهيلا فلم أبتغ به غيره من جميع الأمم وخندف تعلم أن الفتى
سهيلا فتاها إذا يظلم ضربت بذي الشفر حتى انثنى
وأكرهت نفسي على ذي العلم
وكان سهيل أعلم من شفته السفلى ، فلما قاولهم فيه مكرز وانتهى إلى رضاهم قالوا : هات الذي لنا ، قال : اجعلوا رجلي مكان رجله وخلوا سبيله حتى يبعث إليكم بفدائكم ، فخلوا سبيل سهيل ، وحبسوا مكرزا ، وكان سهيل قد قام في قريش خطيبا عندما استنفرهم أبو سفيان للعير كما تقدم ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب : يا رسول الله دعني أنزع ثنيتي nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو يدلع لسانه فلا يقوم عليك خطيبا في موطن أبدا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا أمثل به فيمثل الله بي ، وإن كنت نبيا ، وإنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه» .
وكان
عمرو بن أبي سفيان بن حرب أسيرا في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسرى
بدر ، أسره
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فقيل
لأبي سفيان : افد
عمرا ابنك ، قال : أيجمع علي دمي ومالي ، قتلوا
حنظلة وأفدي
عمرا ، دعوه في أيديهم يمسكوه ما بدا لهم . فبينا هو كذلك محبوس
بالمدينة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خرج
سعد بن النعمان بن أكال أخو
بني عمرو بن عوف ، ثم أحد
بني معاوية معتمرا ومعه مرية له ، وكان شيخا مسلما في غنم له
بالنقيع ، فخرج من هناك معتمرا ولا يخشى الذي صنع به ، لم يظن أنه يحبس
بمكة ، إنما جاء معتمرا ، وقد كان عهد أن
قريشا لا يعرضون لأحد جاء حاجا أو معتمرا إلا بخير ، فعدا عليه
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان بن حرب بمكة ، فحبسه بابنه
عمرو ، ثم قال
أبو سفيان : أرهط ابن أكال أجيبوا دعاءه تعاقدتم لا تسلموا السيد الكهلا
فإن بني عمرو لئام أذلة لئن لم يفكوا عن أسيرهم الكبلا
فأجابه
nindex.php?page=showalam&ids=144حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه :
لو كان سعد يوم مكة مطلقا لأكثر فيكم قبل أن يؤسر القتلا
بعضب حسام أو بصفراء نبعة تحن إذا ما أنبضت تحفز النبلا
ومشى بنو
عمرو بن عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروا خبره ، وسألوه أن يعطيهم
عمرو بن أبي سفيان ، فيفكوا به صاحبهم ، ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبعثوا به إلى
أبي سفيان فخلى سبيل
سعد .
وكان في الأسارى
nindex.php?page=showalam&ids=9920أبو العاص بن الربيع ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وزوج ابنته
زينب ، أسره
[ ص: 71 ] خراش بن الصمة ، فلما بعثت
قريش فداء الأسرى بعثت
nindex.php?page=showalam&ids=437زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء
أبي العاص وأخيه
عمرو بن الربيع بمال ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة ، وقال : «إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا» فقالوا : نعم يا رسول الله ، فأطلقوه وردوا عليها الذي لها .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ عليه أن يخلي سبيل
زينب إليه ، وكان فيما شرط عليه في إطلاقه ، ولم يظهر ذلك منه ولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلم ما هو ، إلا أنه لما خرج بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة ورجلا من
الأنصار مكانه ، فقال : «كونا
ببطن يأجح حتى تمر بكما زينب فتصحباها حتى تأتياني بها» فخرجا مكانهما ، وذلك بعد
بدر بشهر -أو شيعه- فلما قدم
أبو العاص مكة أمرها باللحوق بأبيها ، فخرجت تجهز ، فكان ما سيأتي في الحوادث .
وقال جماعة من الأسارى لرسول الله صلى الله عليه وسلم منهم
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس : إنا كنا مسلمين ، وإنما خرجنا كرها فعلام يؤخذ منا الفداء ؟ فأنزل الله تعالى فيما قالوا : (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسارى) وفي قراءة :
الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا إيمانا وإخلاصا
يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ومن الفداء بأن يضعفه لكم في الدنيا ويثيبكم في الآخرة
ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم وإن يريدوا أي الأسارى
خيانتك بما أظهروا من القول
فقد خانوا الله من قبل قبل
بدر بالكفر
فأمكن منهم ببدر قتلا وأسرا فليوقعوا مثل ذلك إن عادوا
والله عليم بخلقه
حكيم [الأنفال : 70 ، 71] في صنعه .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر ، nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم ، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي ، nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم في الدلائل ،
nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق بن راهويه في مسنده ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر ، nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ، nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ عن طرق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما ،
nindex.php?page=showalam&ids=12563وابن إسحاق ، nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم ، عن
جابر بن عبد الله بن رئاب : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر يوم بدر سبعين من قريش ، منهم nindex.php?page=showalam&ids=18العباس وعقيل ، فجعل عليهم الفداء أربعين أوقية من ذهب .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : وجعل على
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس مائة أوقية ، وقالوا : أربعين ، وعلى
عقيل ثمانين أوقية ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس : لقد تركتني فقير
قريش ما بقيت ، فأنزل الله تعالى :
يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى [الأنفال : 70] الآية . قال
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس حين أنزلت : لوددت أنك كنت أخذت مني أضعافها فأتاني الله خيرا منها أربعين عبدا ، كل في يده ماله يضرب به ، وإني أرجو من الله المغفرة .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وابن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، nindex.php?page=hadith&LINKID=104555أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بمال من البحرين فقال : «انثروه في المسجد» فكان أكثر مال أتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ جاءه nindex.php?page=showalam&ids=18العباس فقال : يا رسول الله [ ص: 72 ] أعطني ، إني فاديت نفسي وفاديت عقيلا ، فقال : «خذ» فحثا في ثوبه ، ثم ذهب يقله فلم يستطع ، فقال : مر بعضهم يرفعه إلي ، قال : «لا» ، قال : فارفعه أنت علي ، قال : «لا» فنثر منه ، ثم ذهب يقله فلم يستطع ، فقال : مر بعضهم يرفعه إلي ، قال : «لا» قال : فارفعه أنت علي ، قال : «لا» فنثر منه ، ثم احتمله على كاهله ، ثم انطلق وهو يقول : إنما آخذ ما وعد الله ، فقد أنجز ، فما زال يتبعه بصره حتى خفي علينا؛ عجبا من حرصه ، فما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثم منها درهم .
ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفر من الأسارى يوم
بدر من
قريش بغير فداء . منهم :
أبو عزة عمرو بن عبد الله الجمحي ، وكان محتاجا ذا عيال ، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، لقد عرفت ما لي من مال ، وإني لذو حاجة وذو عيال فامنن علي ، فمن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخذ عليه ألا يظاهر عليه أحدا ، فقال
أبو عزة في ذلك يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويذكر فضله في قومه :
من مبلغ عني الرسول محمدا بأنك حق والمليك حميد
وأنت امرؤ تدعو إلى الحق والهدى عليك من الله العظيم شهيد
وأنت امرؤ بوئت فينا مباءة لها درجات سهلة وصعود
فإنك من حاربته لمحارب شقي ومن سالمته لسعيد
ولكن إذا ذكرت بدرا وأهله تأوب ما بي حسرة وقعود
وذكر
ابن عقبة أن المسلمين جهدوا على
أبي عزة هذا أن يسلم عندما أسر
ببدر ، فقال : لا ، حتى أضرب في الخزرجية يوما إلى الليل .
قال
أبو الربيع : وما وقع في شعره ومحاورته رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أعلم له مخرجا إن صح ، إلا أن يكون ذلك من جملة ما قصد به
أبو عزة أن يخدع به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعاد على عدو الله ما قصد ، ولم يخدع إلا نفسه وما شعر ، وسيأتي بيان ذلك في غزوة
حمراء الأسد ، بعد
أحد .
ومنهم :
وهب بن عمير بن وهب الجمحي ، قدم أبوه
عمير في فدائه ، وحاول الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لاتفاقه مع
nindex.php?page=showalam&ids=90صفوان بن أمية على ذلك فأظهر الله تعالى رسوله عليه فأعلمه به ، فكان ذلك سبب إسلامه ، كما سيأتي ذلك في المعجزات ، إن شاء الله تعالى .
[ ص: 73 ]