الخامس : قال
السهيلي : معنى يضحك الرب أي يرضيه غاية الرضا ، وحقيقته أنه رضا معه تبشير وإظهار كرامة ، وذلك أن الضحك مضاد للغضب ، وقد يغضب السيد ولكنه يعفو ويبقى العتب ، فإذا رضي فذلك أكثر من العفو ، فإذا ضحك فذلك غاية الرضا؛ إذ قد يرضى ولا يظهر ما في نفسه من الرضا ، فيعبر عن الرضا وإظهاره بالضحك في حق الرب تبارك وتعالى مجازا وبلاغة وتضمينا في هذه المعاني في لفظ وجيز؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في
طلحة بن البراء : nindex.php?page=hadith&LINKID=885665«اللهم الق nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة يضحك إليك وتضحك إليه» .
فمعنى هذه : القه لقاء متحابين مظهرين لما في أنفسهما من رضا ومحبة ، فإذا قيل : ضحك الرب إلى فلان فهي كلمة وجيزة ، تتضمن رضا مع محبة وإظهار بشر وكرامة لا مزيد عليها ، فهي
من جوامع الكلم التي أوتيها صلى الله عليه وسلم .
وقال في المطالع : هذا وأمثاله من الأحاديث طريقها الإيمان بها من غير كيف ولا تأويل
[ ص: 81 ] وتسليمها إلى عالمها وقائلها .