ذكر
تهيؤ رسول الله صلى الله عليه وسلم لحرب المشركين ووصولهم إلى المدينة
لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمل الخندق ،
واستخلف على المدينة nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم- فيما قال
ابن هشام - ونزل أمام
سلع فجعله خلف ظهره ،
والخندق أمامه ، وكان عسكره فيما هنالك ،
وضربت له قبة من أدم كانت عند المسجد الأعلى الذي بأصل الجبل- جبل الأحزاب- وكان المسلمون فيما قالوا : ثلاثة آلاف ، ووهم من قال : إنهم كانوا سبعمائة .
وكان لواء المهاجرين مع nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة ، ولواء الأنصار مع nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة .
وجعل النساء والذراري بين الآطام ، وشبكوا
المدينة بالبنيان من كل ناحية فهي كالحصن .
روى
ابن سعد ، عن
المهلب بن أبي صفرة ، قال : حدثني رجل من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=698660أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليلة الخندق : إني لأرى القوم الليلة فإن شعاركم : هم لا ينصرون .
وكان nindex.php?page=showalam&ids=144حسان بن ثابت مع النساء والذراري في الآطام .
فروى
محمد بن إسحاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=16288عباد بن عبد الله بن الزبير ،
ومحمد بن عمر عن شيوخه ،
nindex.php?page=showalam&ids=12201وأبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار بسند حسن ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير بن العوام رضي الله عنه ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني برجال الصحيح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير مرسلا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=938725أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الخندق فجعل نساءه وعمته صفية في أطم يقال لها [ ص: 372 ]
فارع ، وجعل معهم nindex.php?page=showalam&ids=144حسان بن ثابت . وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق ، فأقبل عشرة من يهود ، فجعلوا ينقمعون ويرمون الحصن ، ودنا أحدهم إلى باب الحصن ، وقد حاربت
قريظة وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في نحر العدو ، لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إلينا إذ أتانا آت ، فقلت لحسان : يا حسان قم إليه فاقتله ، فقال : يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب ، والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا ، ولو كان ذلك في لخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت
صفية : فلما قال ذلك ، ولم أر عنده شيئا احتجزت ثم أخذت سيفا فربطته على ذراعي ، ثم تقدمت إليه حتى قتلته ، وفي لفظ : فأخذت عمودا ، ثم نزلت من الحصن فضربته بالعمود ضربة شدخت فيها رأسه ، فلما فرغت منه رجعت إلى الحصن ، فقلت : يا حسان ، انزل إليه فاسلبه ، فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل ، قال :
ما لي بسلبه من حاجة يا بنت عبد المطلب . فقلت له : خذ الرأس وارم به على اليهود ، قال :
ما ذاك في ، فأخذت هي الرأس فرمت به على اليهود ، فقالوا : قد علمنا أن
محمدا لم يترك له خلوفا ليس معهم أحد ، فتفرقوا . زاد
nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى : فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فضرب لصفية بسهم كما يضرب للرجال .
ومر
nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ على
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وهي في الحصن ، وعليه درع مقلصة قد خرجت منها أذرعه كلها وفي يده حربته يرقد بها وهو يقول :
لبث قليلا يشهد الهيجا حمل لا بأس بالموت إذا حان الأجل
فقالت له أمه وكانت مع النساء في الحصن : الحق بني فقد والله أخرت ، فقالت لها
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : يا أم سعد ، والله لوددت أن درع سعد كانت أوسع مما هي عليه ، قالت : وخفت عليه حيث أصاب السهم منه فقالت أم سعد : يقضي الله ما هو قاض ، فقضى الله أن أصيب يومئذ .