ذكر ما غنمه المسلمون من المشركين
قال
محمد بن عمر : حدثني
محمد بن عمر بن رفاعة بن ثعلبة بن أبي مالك عن أبيه عن جده أن
أبا سفيان قال
لحيي بن أخطب : قد نفدت علافتنا فهل عندكم من علف ؟ فقال حيي : نعم ، فكلم
كعب بن أسد ، فقال : مالنا مالك فاصنع ما رأيت ، مر القوم يأتوا بحمولة فيحملوا ما أرادوا ، فأرسل إليهم حيي أن ابعثوا بحمولتكم تحمل العلف ،
فأرسلوا عشرين بعيرا ، فحملوها شعيرا وتمرا وتبنا ، وخرجوا بها إلى قريش ، حتى إذا كانوا بصفنة وهم يريدون أن يسلكوا العقيق جاءوا جمعا من
بني عمرو بن عوف ، وهم يريدون منازلهم بأنصاف النهار يطلبونهم ، وهم عشرون رجلا ، فيهم
أبو لبابة بن عبد المنذر ،
وعويم بن ساعدة ،
ومعن بن عدي ، خرجوا لميت لهم مات منهم في أطمهم ليدفنوه ، فناهضوا الحمولة ، وقاتلهم القريشيون ساعة ، وكان فيهم
ضرار بن الخطاب فمنع الحمولة ، ثم جرح وجرح ، ثم أسلموها ، وكثرهم المسلمون ، وانصرفوا بها يقودونها ، حتى أتوا
بني عمرو بن عوف ، فدفنوا ميتهم ، ثم ساروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بها ، فكان
أهل الخندق يأكلون منها ، فتوسعوا بذلك ، وأكلوه حتى نفد ، ونحروا من تلك الإبل أبعرة في
الخندق ، وبقي منها ما بقي حتى دخلوا به
المدينة ، فلما رجع
ضرار بن الخطاب أخبرهم الخبر ، فقال
أبو سفيان : إن
حييا لمشئوم ، ما أعلمه إلا قطع بنا ، ما نجد ما نتحمل عليه إذا رجعنا .
[ ص: 383 ]