ذكر
إرساله - صلى الله عليه وسلم - خراش بن أمية وبعده nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان إلى قريش
قال
محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر وغيرهما :
nindex.php?page=hadith&LINKID=698997بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قريش خراش بن أمية على جمل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقال له الثعلب ، ليبلغ عنه أشرافهم بما جاء له ، فعقر nindex.php?page=showalam&ids=28عكرمة بن أبي جهل - وأسلم بعد ذلك - الجمل ، وأرادوا قتله فمنعه الأحابيش ، فخلوا سبيله حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يكد فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما لقي .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة قال : لما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
الحديبية فزعت
قريش لنزوله إليهم ، فأحب أن يبعث إليهم رجلا من أصحابه ، فدعا
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ليبعثه إلى
قريش ، فقال : يا رسول الله إني أخاف
قريشا على نفسي وقد عرفت
قريش عداوتي لها ، وليس بها من
بني عدي من يمنعني ، وإن أحببت يا رسول الله دخلت عليهم . فلم يقل له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : يا رسول الله ولكني أدلك على رجل أعز
بمكة مني ، وأكثر عشيرة وأمنع ، وأنه يبلغ لك ما أردت ،
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان .
فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان فقال : «اذهب إلى
قريش وأخبرهم أنا لم نأت لقتال وإنما جئنا عمارا ، وادعهم إلى الإسلام» .
وأمره أن يأتي رجالا
بمكة مؤمنين ونساء مؤمنات فيدخل عليهم ويبشرهم بالفتح ، ويخبرهم أن الله تعالى - وشيكا أن يظهر دينه
بمكة حتى لا يستخفى فيها بالإيمان . فانطلق عثمان إلى
قريش فمر عليهم
ببلدح فقالوا : أين تريد ؟ فقال : بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم لأدعوكم إلى الإسلام ، وإلى الله جل ثناؤه ، وتدخلون في الدين كافة ، فإن الله - تعالى - مظهر دينه ومعز نبيه ، وأخرى : تكفون ويكون الذي يلي هذا الأمر منه غيركم ، فإن ظفر برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذلك ما أردتم ، وإن ظفر كنتم بالخيار بين أن تدخلوا فيما دخل فيه الناس ، أو تقاتلوا وأنتم وافرون جامون . إن الحرب قد نهكتكم وأذهبت الأماثل منكم . وأخرى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخبركم إنه لم يأت لقتال أحد ، إنما جاء معتمرا ، معه الهدي ، عليه القلائد ينحره وينصرف .
فقالوا : قد سمعنا ما تقول ، ولا كان هذا أبدا ، ولا دخلها علينا عنوة ، فارجع إلى صاحبك فأخبره أنه لا يصل إلينا .
[ ص: 47 ]
ولقيه
nindex.php?page=showalam&ids=11786أبان بن سعيد - وأسلم بعد ذلك ، فرحب به
أبان وأجاره ، وقال : لا تقصر عن حاجتك ، ثم نزل عن فرس كان عليه فحمل
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان على السرج وردف وراءه وقال :
أقبل وأدبر لا تخف أحدا بنو سعيد أعزة الحرم
فدخل به
مكة ، فأتى
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان أشراف
قريش - رجلا رجلا - فجعلوا يردون عليه : إن
محمدا لا يدخلها علينا أبدا ، ودخل على قوم مؤمنين من رجال ونساء مستضعفين
بمكة فقال :
إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قد أظلكم حتى لا يستخفى
بمكة اليوم بالإيمان ،
ففرحوا بذلك ، وقالوا : اقرأ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السلام .
ولما فرغ
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان من رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى
قريش قالوا له : إن شئت أن تطوف
بالبيت فطف ، فقال : ما كنت لأفعل حتى يطوف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأقام
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بمكة ثلاثا يدعو
قريشا .
وقال المسلمون - وهم
بالحديبية ، قبل أن يرجع
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان - : خلص
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان من بيننا إلى
البيت فطاف به ،
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «ما أظنه طاف
بالبيت ونحن محصورون» ،
وقالوا :
وما يمنعه يا رسول الله وقد خلص إليه قال : «ذلك ظني به ألا يطوف
بالكعبة حتى نطوف» ، وعند
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة بن الأكوع - مرفوعا - «لو مكث كذا كذا سنة ما طاف حتى أطوف» فلما رجع
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال المسلمون له : اشتفيت من
البيت يا
أبا عبد الله!! فقال
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان : بئس ما ظننتم بي! فو الذي نفسي بيده لو مكثت مقيما بها سنة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقيم
بالحديبية ما طفت حتى يطوف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولقد دعتني
قريش إلى أن أطوف
بالبيت فأبيت . فقالوا : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلمنا وأحسننا ظنا .
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر أصحابه بالحراسة بالليل ، فكانوا ثلاثة يتناوبون الحراسة :
أوس بن خولي - بفتح الخاء المعجمة والواو -
nindex.php?page=showalam&ids=4582وعباد بن بشر ، ومحمد بن مسلمة - رضي الله عنهم - وكان
محمد بن مسلمة على حرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة من الليالي ،
nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان بن عفان بمكة . وقد كانت
قريش بعثت ليلا خمسين رجلا ، عليهم
مكرز بن حفص ، وأمروهم أن يطوفوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - رجاء أن يصيبوا منهم أحدا ، أو يصيبوا منهم غرة ، فأخذهم
محمد بن [ ص: 48 ] مسلمة ، فجاء بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأفلت
مكرز فخبر أصحابه وظهر قول النبي - صلى الله عليه وسلم - كما تقدم أنه رجل غادر ، وكان رجال من المسلمين قد دخلوا
مكة بإذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم :
كرز بن جابر الفهري ، وعبد الله بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس ، وعبد الله بن حذافة السهمي ، وأبو الروم بن عمير العبدري ، وعياش بن أبي ربيعة ، وهشام بن العاص بن وائل ، وأبو حاطب بن عمرو من
عبد شمس وعمير بن وهب الجمحي وحاطب بن أبي بلتعة ، وعبد الله بن أبي أمية . قد دخلوا
مكة في أمان
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، وقيل : سرا ، فعلم بهم فأخذوا ، وبلغ
قريشا حبس أصحابهم الذين مسكهم
محمد بن مسلمة ، فجاء جمع من
قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حتى تراموا بالنبل والحجارة ، وأسر المسلمون من المشركين - أيضا - اثني عشر فارسا ، وقتل من المسلمين
ابن زنيم - وقد أطلع
الثنية من
الحديبية - فرماه المشركون فقتلوه ، وبعثت
قريش nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى - وأسلما بعد ذلك ،
ومكرز بن حفص ،
فلما جاء
سهيل ورآه النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه : سهل أمركم
فقال
سهيل : يا
محمد إن الذي كان من حبس أصحابك وما كان من قتال من قاتلك لم يكن من رأي ذوي رأينا بل كنا له كارهين حين بلغنا ، ولم نعلم به ، وكان من سفهائنا ، فابعث إلينا بأصحابنا الذين أسرت أول مرة ، والذين أسرت آخر مرة .
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «إني غير مرسلهم حتى ترسلوا أصحابي» ،
فقالوا : أنصفتنا ، فبعث
سهيل ومن معه إلى
قريش بالشييم - بشين معجمة مصغر - بن عبد مناف التيمي ، فبعثوا بمن كان عندهم : وهم
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان والعشرة السابق ذكرهم - رضي الله عنهم - وأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابهم الذين أسرهم ، وقبل وصول
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ومن معه بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ومن معه قد قتلوا ، فكان ذلك حين دعا إلى البيعة .