ذكر
الهدنة وكيف جرى الصلح يوم الحديبية
روى
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق وأبو عبيد nindex.php?page=showalam&ids=16360وعبد الرزاق والإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري وأبو داود
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=13507وابن مردويه ،
ومحمد بن عمر عن
nindex.php?page=showalam&ids=83المسور بن مخرمة nindex.php?page=showalam&ids=17065ومروان بن الحكم ، والشيخان عن
سهيل بن حنيف أن
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان لما قدم من
مكة هو ومن معه رجع
nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو وحويطب ومكرز إلى
قريش فأخبروهم بما رأوا من سرعة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
[ ص: 52 ] إلى البيعة وتشميرهم إلى الحرب اشتد رعبهم ، فقال أهل الرأي منهم : ليس خير من أن نصالح
محمدا على أن ينصرف عنا عامه هذا ، ولا يخلص إلى البيت حتى يسمع من سمع بمسيره من
العرب أنا قد صددناه ، ويرجع قابلا فيقيم ثلاثا وينحر هديه وينصرف ، ويقيم ببلدنا ولا يدخل علينا ، فأجمعوا على ذلك . فلما أجمعت
قريش على الصلح والموادعة بعثوا
nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو وحويطبا ومكرزا وقالوا
لسهيل : ائت
محمدا فصالحه وليكن في صلحك ألا يدخل عامه هذا ، فو الله لا تحدث
العرب أنه دخل علينا عنوة فأتى
سهيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا» وفي لفظ : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «سهل أمركم»
وجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متربعا ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=4582عباد بن بشر وسلمة بن أسلم بن حريش على رأسه - وهما مقنعان في الحديد - فبرك
سهيل على ركبتيه فكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأطال الكلام وتراجعا ، وارتفعت الأصوات وانخفضت ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=4582عباد بن بشر لسهيل : اخفض من صوتك عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلوس ، فجرى بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين
سهيل القول حتى وقع الصلح على أن توضع الحرب بينهما عشر سنين ، وأن يأمن الناس بعضهم بعضا ، وأن يرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عامه هذا ، فإذا كان العام المقبل قدمها فخلوا بينه وبين
مكة ، فأقام فيها ثلاثا فلا يدخلها إلا بسلاح الراكب والسيوف في القرب لا يدخلها بغيره ، وأنه من أتى
محمدا من
قريش بغير إذن وليه - وإن كان على دين
محمد - رده إلى وليه ، وأنه من أتى
قريشا ممن اتبع
محمدا لم يردوه عليه ، وأن بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عيبة مكفوفة ، وأنه لا إسلال ولا إغلال ، وأنه من أحب أن يدخل في عقد
محمد وعهده دخل فيه ، ومن أحب أن يدخل في عقد
قريش وعهدهم دخل ، فتواثبت
خزاعة فقالوا : نحن في عقد
محمد وعهده ، وتواثبت
بنو بكر فقالوا : نحن في عقد
قريش وعهدهم .
فكره المسلمون هذه الشروط وامتعضوا منها ، وأبى
سهيل إلا ذلك فلما اصطلحوا ولم يبق إلا الكتاب
وثب
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ألست نبي الله حقا ؟ قال : بلى . قال : ألسنا على الحق وهم على الباطل ؟ قال : بلى ، قال : أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟ قال : بلى . قال : علام نعطي الدنية في ديننا ؟ ونرجع ولم يحكم الله بيننا وبينهم ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «إني عبد الله ورسوله ولست أعصيه ولن يضيعني وهو ناصري» قال : أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي
البيت فنطوف حقا ؟ قال : «بلى ، أفأخبرتك أنك تأتيه العام ؟ قال : لا : قال : «فإنك آتيه ومطوف به» ،
فذهب
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر إلى
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر متغيظا ولم يصبر ،
[ ص: 53 ] فقال : يا
nindex.php?page=showalam&ids=16867أبا بكر : أليس هذا نبي الله حقا ؟ قال : بلى . قال : ألسنا على الحق وهم على الباطل ؟
أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟ قال : بلى . قال : فعلام نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولم يحكم الله بيننا وبينهم ؟ قال : أيها الرجل إنه رسول الله وليس يعصي ربه ، وهو ناصره فاستمسك بغرزه حتى تموت ، فو الله إنه لعلى الحق . وفي لفظ فإنه رسول الله . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : وأنا أشهد أنه رسول الله ، قال : أو ليس كان يحدثنا أنه سنأتي
البيت ونطوف به ؟ قال : بلى ، أفأخبرك أنك تأتيه العام ؟ قال : لا . قال : فإنك آتيه ومطوف به . فلقي
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر من هذه الشروط أمرا عظيما . وقال كما في الصحيح : والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ ، وجعل يرد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكلام فقال
nindex.php?page=showalam&ids=5أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - : ألا تسمع يا
nindex.php?page=showalam&ids=2ابن الخطاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ما يقول ، تعوذ بالله من الشيطان واتهم رأيك ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر :
فجعلت أتعوذ بالله من الشيطان حياء فما أصابني شيء قط مثل ذلك اليوم وعملت بذلك أعمالا - أي صالحة - لتكفر عني ما مضى من التوقف في امتثال الأمر ابتداء كما عند
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق وابن عمر الأسلمي . قال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : فما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ مخافة كلامي الذي تكلمت به حتى رجوت أن يكون خيرا .
وروى البزار
nindex.php?page=hadith&LINKID=3504296عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : اتهموا الرأي على الدين فلقد رأيتني أرد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأيي ، وما ألوت على الحق ، قال : فرضي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبيت حتى قال : «يا عمر تراني رضيت وتأبى» .
فقال
سهيل : هات ، اكتب بيننا وبينك كتابا ،
فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا - كما في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء عند
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في كتاب الصلح وكتاب الجزية ، ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=83المسور ومروان ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم - وصححه
nindex.php?page=hadith&LINKID=652500عن nindex.php?page=showalam&ids=5078عبد الله بن مغفل ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «اكتب بسم الله الرحمن الرحيم » ، فقال سهيل - وأسلم بعد ذلك - أما الرحمن الرحيم فو الله ما أدري ما هو ، ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب اكتب في قضيتنا ما نعرف . فقال المسلمون : والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - «اكتب باسمك اللهم» ثم قال : «هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم» فقال سهيل : والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن [ ص: 54 ] البيت ، ولا قاتلناك ، اكتب في قضيتنا ما نعرف ، اكتب محمد بن عبد الله . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي امحه ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=8علي : ما أنا بالذي «أمحاه» وفي لفظ «أمحاك» وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي : فجعل nindex.php?page=showalam&ids=8علي يتلكأ ، وأبى أن يكتب إلا محمد رسول الله ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اكتب فإن لك مثلها تعطيها وأنت مضطهد
انتهى .
وذكر
محمد بن عمر nindex.php?page=hadith&LINKID=652500أن nindex.php?page=showalam&ids=168أسيد بن الحضير nindex.php?page=showalam&ids=228وسعد بن عبادة أخذا بيد nindex.php?page=showalam&ids=8علي ومنعاه أن يكتب إلا «محمد رسول الله» ، وإلا فالسيف بيننا وبينهم ، فارتفعت الأصوات ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخفضهم ويومئ بيده إليهم : اسكتوا . فقال : أرنيه ، فأراه إياه فمحاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده وقال : اكتب محمد بن عبد الله . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : وذلك لقوله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=652529لا يسألوني خطة يعظمون بها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسهيل على أن تخلوا بيننا وبين البيت ، فنطوف ، فقال سهيل : لا والله لا تحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ، ولكن لك من العام المقبل ، فكتب . فقال سهيل : على أنه لا يأتيك منا أحد بغير إذن وليه - وإن كان على دينك إلا سددته إلينا فقال المسلمون : سبحان الله ، أيكتب هذا ؟ كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : نعم إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ، ومن جاء منهم إلينا سيجعل الله له فرجا ومخرجا» .
وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=5078عبد الله بن مغفل عند الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم بعد أن ذكر نحو ما تقدم ، قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=697043فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شابا عليهم السلاح فثاروا إلى وجوهنا ، فدعا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ الله بأسماعهم - ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم بأبصارهم - فقمنا إليهم فأخذناهم ،
فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «هل جئتم في عهد أحد وهل جعل لكم أحد أمانا» ؟
فقالوا : لا . فخلى سبيلهم فأنزل الله تعالى : وهو الذي كف أيديهم عنكم [سورة الفتح 24] .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ، والإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم ، والثلاثة عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=692625لما كان يوم « الحديبية » هبط على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ثمانون رجلا من أهل مكة في [ ص: 55 ] السلاح من قبل جبل التنعيم يريدون غرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعا عليهم ، فأخذوا فعفا عنهم .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ، nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة قال : ذكر لنا
أن رجلا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقال له ابن زنيم اطلع الثنية «يوم الحديبية » فرماه المشركون فقتلوه ، فبعث نبي الله - صلى الله عليه وسلم - خيلا ، فأتوا باثني عشر فارسا ، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «هل لكم عهد أو ذمة» ؟ قالوا : لا . فأرسلهم .
وروى الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة بن الأكوع . رضي الله عنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=698997إن المشركين من أهل مكة أرسلونا في الصلح فلما اصطلحنا واختلط بعضنا ببعض أتيت شجرة فاضطجعت في ظلها ، فأتاني أربعة من مشركي أهل مكة ، فجعلوا يقعون في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأبغضهم وتحولت إلى شجرة أخرى ، فعلقوا سلاحهم واضطجعوا ، فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادي يا للمهاجرين ، قتل ابن زنيم فاخترطت سيفي فاشتددت على أولئك الأربعة وهم رقود ، فأخذت سلاحهم ، وجعلته في يدي ، ثم قلت : والذي كرم وجه محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يرفع أحد منكم رأسه إلا ضربت الذي في عينيه ، ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجاء عمي عامر برجل من العبلات يقال له مكرز من المشركين يقوده حتى وقفناه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : دعوهم يكون لهم بدء الفجور وثنياه فعفا عنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله تعالى : وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم [الفتح 24] فبينما الناس على ذلك إذ أبو جندل - بالجيم والنون وزن جعفر - بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده قد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين ، وكان أبوه سهيل قد أوثقه في الحديد وسجنه ، فخرج من السجن واجتنب الطريق وركب الجبال حتى أتى « الحديبية - فقام إليه المسلمون يرحبون به ويهنئونه ، فلما رآه أبوه سهيل قام إليه فضرب وجهه بغصن شوك وأخذ بتلبيبه
ثم قال : «يا محمد ، هذا أول ما أقاضيك عليه أن ترده ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إنا لم نقض الكتاب بعد» قال فو الله إذا لا أصالحك على شيء أبدا . قال : «فأجزه لي» قال : ما أنا بمجيزه لك . قال : «بلى فافعل» . قال :
ما أنا بفاعل .
فقال مكرز وحويطب : بلى قد أجزناه لك . فأخذاه فأدخلاه فسطاطا فأجازاه وكف عنه أبوه . فقال أبو جندل أي معاشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ؟ ألا [ ص: 56 ] ترون ما قد لقيت ؟ وكان قد عذب عذابا شديدا ،
فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صوته وقال : يا أبا جندل ، اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا ، إنا قد عقدنا مع القوم صلحا وأعطيناهم وأعطونا على ذلك عهدا ، وإنا لا نغدر»
ومشى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب إلى جنب أبي جندل ، وقال له : اصبر واحتسب فإنما هم المشركون وإنما دم أحدهم دم كلب ، وجعل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر يدنى قائم السيف منه . قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه . قال فضن الرجل بأبيه .
وقد كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد خرجوا وهم لا يشكون في الفتح لرؤيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلما رأوا ما رأوا من الصلح والرجوع وما تحمل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفسه دخل علي الناس من ذلك أمر عظيم حتى كادوا يهلكون . فزادهم أمر
أبي جندل على ما بهم ، ونفذت القضية وشهد على الصلح رجال من المسلمين ورجال من المشركين :
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن سهيل بن عمرو ، nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص ، ومحمود بن مسلمة nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي بن أبي طالب - رضي الله عنهم -
ومكرز بن حفص وهو مشرك .
فلما فرغ من قضية الكتاب
nindex.php?page=hadith&LINKID=652529قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «قوموا فانحروا ثم احلقوا» فو الله ما قام رجل منهم ، حتى قال ذلك ثلاث مرات ، فاشتد ذلك عليه ، فدخل على nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة فقال :
«هلك المسلمون ، أمرتهم أن ينحروا ويحلقوا فلم يفعلوا» . وفي رواية :
nindex.php?page=hadith&LINKID=652529«ألا ترين إلى الناس آمرهم بالأمر فلا يفعلونه - وهم يسمعون كلامي وينظرون وجهي» .
فقالت : يا رسول الله ، لا تلمهم فإنهم قد دخلهم أمر عظيم مما أدخلت على نفسك من المشقة في أمر الصلح ، ورجوعهم بغير فتح يا نبي الله اخرج ولا تكلم أحدا كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فجلى الله - تعالى - عن الناس بأم سلمة - فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضطبع بثوبه ، فخرج فأخذ الحربة ويمم هديه وأهوى بالحربة إلى البدن رافعا صوته «بسم الله والله أكبر» ونحر ، فتواثب المسلمون إلى الهدي وازدحموا عليه ينحرونه حتى كاد بعضهم يقع على بعض ، وأشرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه في الهدي ، فنحر البدنة عن سبعة ، وكان هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعين بدنة ، وكان الهدي دون الجبال التي تطلع على وادي الثنية ، فلما صده المشركون رد وجوه البدن .
[ ص: 57 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : لما صدت عن البيت حنت كما تحن إلى أولادها . رواه الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي . فنحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدنه حيث حبسوه وهي
الحديبية ، وشرد جمل
أبي جهل من الهدي وهو يرعى وقد قلد وأشعر . وكان نجيبا مهريا في رأسه برة من فضة ، أهداه ليغيظ بذلك المشركين ، فمر من
الحديبية حتى انتهى إلى دار
أبي جهل بمكة ، وخرج في أثره
عمرو بن عنمة بن عدي الأنصاري ، فأبى سفهاء
مكة أن يعطوه حتى أمرهم
nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو بدفعه إليه ، قيل : ودفعوا فيه عدة نياق ،
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم «لولا أن سميناه في الهدي فعلنا» ،
ونحره عن سبعة ، ونحر
nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة بن عبيد الله ، nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف ، nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان بن عفان ، بدنات ساقوها .
وروى
ابن سعد عن
أبي سفيان عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=66690نحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعين بدنة عام الحديبية ، البدنة عن سبعة ، وكنا يومئذ ألفا وأربعمائة ، ومن لم يضح أكثر ممن ضحى ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مضطربا في الحل وإنما يصلي في الحرم . وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هديه بعشرين بدنة لتنحر عنه عند «المروة» مع رجل من أسلم ، فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نحر البدن دخل قبة له من أدم حمراء ودعا بخراش - بمعجمتين - بن أمية بن الفضل الكعبي ، فحلق رأسه ورمى شعره على شجرة كانت إلى جنبه من سمرة خضراء ، فجعل الناس يأخذون الشعر من فوق الشجرة فيتحاصونه ، وأخذت أم عمارة طاقات من شعره فكانت تغسلها للمريض وتسقيه فيبرأ ، وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما .
وحلق بعض المسلمين وقصر بعض ،
فأخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه من قبته وهو يقول : رحم الله المحلقين ، قيل : يا رسول الله والمقصرين قال : «رحم الله المحلقين ثلاثا» . ثم قال و «المقصرين» .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=hadith&LINKID=105074عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنهم قالوا : يا رسول الله ما بال المحلقين ظاهرت عليهم الترحيم ؟ قال : لأنهم لم يشكوا . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي موقوفا .
وبعث الله تعالى ريحا عاصفة فاحتملت أشعارهم فألقتها في
الحرم كما رواه
ابن سعد عن
مجمع بن يعقوب عن أبيه ، وأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «
بالحديبية تسعة عشر يوما ، ويقال عشرين ليلة ، ذكره
محمد بن عمر ،
وابن سعد . قال
ابن عائذ : وأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوته هذه شهرا ونصفا .
[ ص: 58 ]