وفي هذه السنة كانت الوقعة بمسكن بين الحجاج nindex.php?page=showalam&ids=12582وابن الأشعث بعد ما انهزم من دير الجماجم
وكان السبب أن
nindex.php?page=showalam&ids=16964محمد بن سعد بن أبي وقاص خرج بعد وقعة الجماجم حتى نزل
المدائن ، واجتمع إليه ناس كثير ، وخرج
عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد حتى قدم
البصرة وهو بها ، فاجتمع الناس إلى
عبد الرحمن ، فأقبل
عبيد الله إليه وقال: إنما أخذتها لك . وخرج
الحجاج قبل
المدائن ، فأقام بها خمسا حتى هيأ الرجال في المعابر ، وخندق
nindex.php?page=showalam&ids=12582ابن الأشعث وأقبل نحو
الحجاج والتقوا ، فاقتتلوا فانهزم أهل
العراق ، وقتل
أبو [ ص: 247 ] البختري الطائي ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، ثم قاتلوا فكشفوا أهل
الشام مرارا ، ثم انهزم
nindex.php?page=showalam&ids=12582ابن الأشعث .
وقيل: بل بعث
الحجاج جندا فأتوا عسكر
nindex.php?page=showalam&ids=12582ابن الأشعث من ورائهم في الليل ، فتحيزوا لأن
نهر دجيل عن يسارهم
ودجلة أمامهم ، فكان من غرق أكثر ممن قتل ، ودخل
الحجاج إلى عسكرهم فانتهب ما فيه ، وقتل أربعة آلاف .
ومضى
nindex.php?page=showalam&ids=12582ابن الأشعث ومعه فل نحو
سجستان ، فأتبعهم
الحجاج عمارة بن تميم اللخمي ، فأدرك
nindex.php?page=showalam&ids=12582ابن الأشعث بالسوس ، فقاتلهم
nindex.php?page=showalam&ids=12582ابن الأشعث ساعة ، ومضى
nindex.php?page=showalam&ids=12582ابن الأشعث حتى مر
بكرمان ، وجاء إلى بلدة له فيها عامل فاستقبله العامل وأنزله ، فلما عقل أصحاب
عبد الرحمن وتفرقوا عنه أوثقه ذلك العامل وأراد أن يأمن بذلك عند
الحجاج ، فجاء
رتبيل حتى أحاط بذلك البلد ، وبعث إليه ذلك الرجل وقال: والله لئن آذيته أو ضررته لأقتلنك ومن معك ، ثم أسبي ذراريكم ، وأقسم أموالكم ، فقال له: أعطنا أمانا ونحن ندفعه إليك سالما ، فصالحهم على ذلك ، فأخذه
رتبيل فأكرمه .
ثم إن الفلول أقبلوا في أثر
nindex.php?page=showalam&ids=12582ابن الأشعث حتى سقطوا
بسجستان ، فكانوا نحوا من ستين ألفا ، وكتبوا إلى
عبد الرحمن بعددهم ، فخرج إليهم فساروا إلى
هراة ، فخرج من جملتهم
عبيد الله بن عبد الرحمن في ألفين ، ففارقهم ، فلما أصبح
nindex.php?page=showalam&ids=12582ابن الأشعث قام فيهم فقال: إني قد شهدتكم في هذه المواطن فما من موطن إلا أصبر فيه نفسي حتى لا يبقى منكم أحد ، فلما رأيت أنكم لا تصبرون أتيت مأمنا فكنت فيه ، فجاءتني كتبكم بأن أقبل إلينا ، فقد اجتمعنا ، وهذا
عبيد الله قد صنع ما رأيتم ، فحسبي منكم يومي هذا ، فاصنعوا ما بدا لكم ، فإني منصرف إلى صاحبي الذي أتيتكم من قبله ، فمن أحب منكم أن يتبعني فليتبعني ، ومن كره ذلك فليذهب حيث أحب .
فمضى إلى
رتبيل ، ومضت معه طائفة ، وبقي معظم العسكر ، فوثبوا إلى
عبد الرحمن بن العباس فبايعوه ، وذهبوا إلى
خراسان حتى انتهوا إلى
هراة ، وسار إليهم
nindex.php?page=showalam&ids=17357يزيد بن المهلب فقاتلهم وأسر منهم ، فبعث الأسرى إلى
الحجاج فقتل منهم وعفى عن بعضهم . وجيء
بفيروز فعذبه بأن شد القصب الفارسي المشقق عليه ، ثم جر
[ ص: 248 ] عليه ، ثم نضح عليه الخل والملح ، فلما أحس بالموت قال: لي ودائع عند الناس لا تؤدى إليكم أبدا ، فأخرجوني ليعلموا أني حي فيردوا المال ، فقال
الحجاج: أخرجوه ، فأخرج إلى باب
المدينة ، فقال: من كان لي عنده شيء فهو في حل منه ، ثم قتل .
وذكر
الحجاج الشعبي فقال: أين هو؟ فقال
nindex.php?page=showalam&ids=17352يزيد بن أبي مسلم: بلغني أنه لحق
بقتيبة بن مسلم بالري ، وكان
الحجاج قد نادى: من لحق
بقتيبة فهو آمن ، فلحق به
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، فقال
ليزيد: ابعث إليه فليؤت به ، فكتب إلى
قتيبة: أن ابعث
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي وكان صديقا
لابن [أبي] مسلم: فلما قدمت على
الحجاج لقيته ، فقلت: أشر علي ، فقال: ما أدري غير أن أعتذر ما استطعت . فلما دخلت سلمت عليه بالإمرة ، ثم قلت: أيها الأمير ، إن الناس قد أمروني أن أعتذر إليك بغير ما يعلمه الله -عز وجل- أنه الحق ، وأيم الله لا أقول في هذا المقام إلا حقا ، وقد والله حرضنا عليك وجهدنا كل الجهد ، فما كنا فيما كنا أتقياء بررة ، فإن سطوت فبذنوبنا ، وإن عفوت فبحلمك ، والحجة لك . فقال: أنت والله أحب إلي قولا ممن يدخل وسيفه يقطر من دمائنا ، ثم يقول: ما فعلت . قد أمنت عندنا يا
شعبي .
أخبرنا
عبد الوهاب بن المبارك وابن ناصر ، قالا: أخبرنا
أبو الحسين بن عبد الجبار ، قال: أخبرنا
القاضي إسماعيل بن سعيد بن سويد ، قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12590أبو بكر بن الأنباري ، قال: حدثنا
أبو الحسن بن البراء ، قال: حدثنا
العباس بن عبد الله ، قال:
حدثني
سليمان بن أحمد ، عن
عيسى بن موسى ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، قال:
انطلق بي إلى
الحجاج وأنا في حلق الحديد ، فلما كنت بباب القصر استقبلني
nindex.php?page=showalam&ids=17352يزيد بن أبي مسلم ، وكان صديقا لي ، فقال لي: يا
شعبي وآها لما بين دفتيك من العلم ، وليس بيوم شفاعة ، أقر للأمير بالشرك والنفاق على نفسك فبالحري تنجو وما أراك بناج .
ثم دخلت القصر فاستقبلني
محمد بن الحجاج ، فقال لي مثل مقالة
يزيد ، فلما دخلت على
الحجاج قال لي: يا
شعبي ألم أشرفك ولا يشرف مثلك؟ ألم أوفدك ولا يوفد
[ ص: 249 ] مثلك؟ ألم أكتب إلى
ابن أبي بردة قاضي
الكوفة ألا يقطع أمرا دونك؟ قلت: كل ذلك قد كان أصلح الله الأمير ، قال: فما الذي أخرجك؟ قلت: أحزن بنا المنزل ، وضاق بنا المسلك ، وأجدب [بنا] الجناب ، واكتحلنا السهر ، واستشعرنا الخوف ، ووقعنا في حرب والله ما كنا فيها بررة أتقياء ، ولا فجرة أقوياء ، فقال: صدق ، أطلقا عنه . فقال: وأمرني بلزوم بابه .