ذكر
من توفي في هذه السنة من الأكابر
500 -
بديح ، مولى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب :
[وكان يقال
بديح المليح ، فكانت فيه فكاهة ومزاح ، وكان يغني ، وروى الحديث عن
عبد الله بن جعفر] .
قال
العتبي: دخل
عبد الله بن جعفر على
nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان وهو يتأوه ، فقال: ما لك؟ قال: هاج بي عرق النسا [في ليلتي] هذه فبلغ مني ، قال: فإن
بديحا مولاي أرقى الخلق له ، فوجه إليه
عبد الملك ، فجاء فقال: كيف رقيتك لعرق النسا؟ قال: أرقي خلق الله ، فمد رجله فتفل عليها ورقاها مرارا ، فقال
عبد الملك: الله أكبر وجدت [والله] خفا . يا غلام ، ادع لي فلانة تجيء وتكتب الرقية ، فإنا لا نأمن هيجها بالليل فلا ندعو
بديحا . فلما جاءت الجارية قال
بديح: يا أمير المؤمنين ، امرأته طالق إن كتبتها
[ ص: 258 ] حتى تعجل حبائي ، فأمر له بأربعة آلاف درهم ، فلما صارت بين يديه ، قال: وامرأته طالق إن كتبتها أو يصير المال في منزلي ، فأمر فحمل إلى منزله ، فلما أحرزه قال: امرأته طالق إن كنت قرأت على رجلك إلا أبيات نصيب:
ألا إن ليلى العامرية أصبحت على النأي مني غير ذنبي فتنقم
قال: ويلك ما تقول؟ قال: امرأته طالق إن كان رقى إلا بما قال ، قال: فاكتمها علي ، قال: وكيف وقد سارت بها البرد إلى أخيك
بمصر؟ فضحك
عبد الملك حتى جعل يفحص برجليه .
توفي
بديح في هذه السنة .
[ ص: 259 ]