وفي هذه السنة:
شخص nindex.php?page=showalam&ids=15337أبو جعفر المنصور إلى أبي مسلم بخراسان لاستطلاع رأيه في قتل أبي سلمة حفص بن سليمان؛ وذلك أن
أبا سلمة ستر حال
أبي العباس حين قدم
الكوفة .
وقد ذكرنا أن قوما يذكرون ويقولون: إنما أراد أن يجعل الأمر في
آل أبي طالب ، فصار عند القوم بهذا متهما ، فتذاكروا بعد ظهور
nindex.php?page=showalam&ids=14485السفاح ما فعله
أبو سلمة ، فقال قائل منهم: فما يدريكم لعل ما صنع
أبو سلمة كان عن رأي
أبي مسلم ، فقال
أبو العباس: لئن كان هذا عن رأي
أبي مسلم إنا بعرض بلاء ، إلا أن يدفعه الله عنا . ثم تفرقوا ، فأرسل
أبو العباس إلى
أبي جعفر فقال: ما ترى؟ فقال: الرأي رأيك ، قال: فاخرج إلى
أبي مسلم حتى تعلم ما رأيه ، فليس يخفى عليك لو قد لقيته ، فإن كان عن رأيه أخذنا لأنفسنا ، وإن لم يكن عن رأيه طابت نفوسنا .
قال
أبو جعفر: فخرجت على وجل ، فلما انتهيت إلى
الري إذا صاحب
الري قد أتاه كتاب
أبي مسلم: أنه بلغني أن
عبد الله بن محمد توجه إليك فإذا قدم فأشخصه ساعة يقدم عليك . فلما قدمت أتاني عامل
الري ، فأخبرني بكتاب
أبي مسلم وأمرني بالرحيل ، فازددت وجلا وخرجت وأنا خائف ، فسرت فلما كنت
بنيسابور إذا عاملها قد
[ ص: 313 ] أتاني بكتاب
أبي مسلم: إذا قدم عليك
عبد الله بن محمد فأشخصه ولا تدعه يقيم فإن الأرض أرض خوارج ولا آمن عليه ، فطابت نفسي ، وقلت: أراه يعنى بأمري . فسرت فلما كنت من مرو على فرسخين تلقاني
أبو مسلم في الناس ، فلما دنا مني أقبل يمشي إلي حتى قبل يدي ، فقلت: اركب ، فركب . فدخلت
مرو فنزلت دارا ، فمكثت ثلاثة أيام لا يسألني عن شيء ، ثم قال لي في اليوم الرابع: ما أقدمك؟ فأخبرته ، فقال: فعلها
أبو سلمة أنا أكفيكموه . ثم دعا
مرار بن أنس الضبي ، فقال له: انطلق إلى
الكوفة فاقتل
أبا سلمة حيث لقيته وانته في ذلك إلى رأي الإمام ، فقدم
مرار الكوفة ، وكان
أبو سلمة يسمر عند
أبي العباس ، فقعد له في طريقه فلما خرج قتله ، وقالوا: قتلته
الخوارج .
وقال
سليمان بن المهاجر: إن الوزير وزير آل محمد أودى فمن يشناك كان وزيرا
وكان
أبو مسلم إذا جاء إلى
أبي جعفر وهو
بالري ينزل على باب الدار ثم يجلس في الدهليز ويقول للحاجب: استأذن لي ، فغضب
أبو جعفر على حاجبه ، وقال له: ويلك! إذا رأيته فافتح له الباب ، وقل له يدخل على دابته . وانصرف
أبو جعفر إلى
أبي العباس ، فقال له: لست خليفة ولا آمرك بشيء إن تركت أبا
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ولم تقتله ، قال: وكيف؟ قال: والله ما يصنع إلا ما يريد ، فقال
أبو العباس: اسكت واكتمها .