ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
840 -
رباح بن أبي يزيد اللخمي:
كان من
أهل إفريقية ، وكان عالما زاهدا يضرب بعبادته المثل ، وهو أخو
قحذم بن يزيد الذي كان عابدا
بالإسكندرية .
841 -
رؤبة بن العجاج ، واسم
العجاج عبد الله بن رؤبة بن لبيد بن صخر ، ويكنى
أبا الجحاف وأبا العجاج:
روى عن
أبي الشعثاء ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو من رجاز الإسلام وفصحائهم المقدمين منهم ، وهو بدوي سكن
البصرة ومدح
بني أمية وبني العباس ، وتوفي في أيام
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور ، وقد أخذ عنه وجوه أهل اللغة واحتجوا بشعره .
والرؤبة اسم يقع على أشياء منها اللبن الخاثر ، وماء الفحل ، والحاجة والساعة تمضي من الليل وغير ذلك .
وكان
يونس النحوي يقول: ما رأيت عربيا قط أفصح من
رؤبة ، ما كان
معد بن عدنان أفصح منه ، وكان
رؤبة يأكل الفأر فعوتب على ذلك ، فقال: هي أنظف من دواجنكم ودجاجكم اللاتي تأكلن العذرة ، وهل يأكل الفأر إلا نقي البر ولباب الطعام .
ولما توفي قال
الخليل بن أحمد: دفنا الشعر واللغة والفصاحة اليوم .
842 -
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة بن حبيب الزيات ، ويكنى
أبا عمارة ، مولى
لآل عكرمة بن ربعي التيمي:
كان يجلب الزيت من
الكوفة إلى
حلوان ، ويجلب من
حلوان الجبن والجوز إلى
الكوفة . وكان صاحب قرآن وفرائض ، صدوقا صاحب سنة . وقد أسند عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش .
أخبرنا
محمد بن أبي منصور ، قال: أخبرنا
أبو سهل بن سعدويه ، قال: أخبرنا
محمد بن الفضل القرشي ، قال: أخبرنا
أبو بكر بن مردويه ، قال: حدثنا
عبد الرحمن بن محمد بن أحمد ، قال: حدثنا
جعفر بن أحمد بن فارس ، قال: سمعت
عبد الرحمن بن عمر يقول: سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير بن عبد الحميد يقول:
[ ص: 189 ]
مر بنا
حمزة بن حبيب فاستسقى فأتيته بماء ، فقال: أنت ممن يحضرنا في القراءة؟ قلت: نعم ، قال: لا حاجة لي في مائك .
أخبرنا
محمد بن ناصر ، قال: أخبرنا
أبو الحسن بن عبد الجبار ، قال: أخبرنا
أبو الوليد عتبة بن عبد الملك العثماني ، قال: حدثنا
أبو الطيب عبد المنعم بن عبد الله بن غلبون المقرئ ، قال: حدثنا
أبو بكر محمد بن نصر بن هارون السامري ، قال: أخبرنا
سليمان بن جبلة ، قال: أخبرنا
إدريس بن عبد الكريم الحداد ، قال: أخبرنا خلف بن هشام البزاز ، قال: قال لي
سليم بن عيسى :
دخلت على
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة بن حبيب الزيات فوجدته يمرغ خديه في الأرض ويبكي ، فقلت: أعيذك بالله ، فقال: رأيت البارحة في منامي كأن القيامة قد قامت ، وقد دعي بقراء القرآن ، فكنت فيمن حضر ، فسمعت قائلا يقول بكلام عذب: لا يدخل علي إلا من عمل بالقرآن ، فرجعت القهقرى ، فهتف باسمي: أين حمزة بن حبيب الزيات؟
فقلت: لبيك داعي الله ، فبدرني ملك فقال قل: لبيك اللهم لبيك ، فقلت كما قال لي ، فأدخلني دارا فيها ضجيج القرآن ، فوقفت أرعد ، فسمعت قائلا يقول: لا بأس عليك اقرأ وارق ، فأدرت وجهي فإذا أنا بمنبر من در أبيض دفتاه من ياقوت أصفر ، مراقيه من زبرجد أخضر ، فقال لي: اقرأ سورة الأنعام . فقرأت وأنا لا أدري على من أقرأ حتى بلغت الستين آية ، فلما بلغت:
وهو القاهر فوق عباده (6: 18) ، قال لي: يا حمزة ، ألست القاهر فوق عبادي؟ فقلت: بلى ، قال: صدقت ، اقرأ ، فقرأت حتى أتممتها ، فقال لي:
اقرأ ، فقرأت الأعراف حتى بلغت آخرها وأومأت إلى الأرض بالسجود ، فقال لي:
حسبك ما مضى ، لا تسجد يا
حمزة ، من أقرأك هذه القراءة؟ فقلت:
سليمان ، فقال:
صدقت ، من أقرأ
سليمان؟ قلت:
يحيى ، قال: صدق
يحيى ، على من قرأ
يحيى؟
فقلت: على
أبي عبد الرحمن السلمي ، قال: صدق
أبو عبد الرحمن السلمي ، من أقرأ
أبا عبد الرحمن؟ فقلت: ابن عم نبيك
علي ، فقال: صدق
علي ، فمن أقرأ
عليا؟ قلت:
نبيك
محمد صلى الله عليه وسلم ، قال: ومن أقرأ نبيي؟ قال: قلت:
جبريل عليه السلام ، قال: ومن أقرأ
جبريل؟ فسكت ، فقال لي: يا
حمزة ، قل: أنت ، فقلت: ما أجسر أن أقول أنت ، فقال:
[ ص: 190 ]
قل: أنت ، فقلت: أنت ، فقال: صدقت يا
حمزة ، وحق القرآن لأكرمن أهل القرآن لا سيما إذا عملوا بالقرآن ، يا
حمزة ، القرآن كلامي وما أحب أحدا كحبي أهل القرآن ، ادن يا
حمزة ، فدنوت فضمخني بالغالية وقال: ليس أفعل بك وحدك ، قد فعلت ذلك بنظرائك بمن فوقك ومن دونك ، ومن أقرأ القرآن كما أقرأته ، لم يزد بذلك غيري ، وما خبأت لك يا
حمزة عندي أكثر ، فأعلم أصحابك مكاني من حبي لأهل القرآن وفعلي بهم ، فهم المصطفون الأخيار ، يا
حمزة وعزتي وجلالي لا أعذب لسانا تلا القرآن بالنار ، ولا قلبا وعاه ، ولا أذنا سمعته ، ولا عينا نظرته ، فقلت: سبحانك سبحانك أي رب ، فقال: يا
حمزة أين نظار المصاحف؟ فقلت: يا رب أفحفاظ هم؟ قال: لا ، ولكني أحفظه لهم حتى يوم القيامة ، فإذا لقوني رفعت لهم بكل آية درجة .
أفتلومني أن أبكي وأتمرغ في التراب .
توفي
حمزة بحلوان في هذه السنة .
843 -
nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة ، أبو النضر البصري ، واسم
أبي عروبة مهران مولى
لبني عدي بن يشكر :
سمع
النضر بن أنس وغيره ، وكان كثير الحديث إلا أنه اختلط في آخر عمره ، وتوفي في هذه السنة .
844 -
عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، أبو خالد الإفريقي :
سمع
أبا عبد الرحمن الحبلي وغيره . روى عنه
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، nindex.php?page=showalam&ids=16457وابن لهيعة . وكان أول مولود ولد
بإفريقية في الإسلام .
وولي القضاء بها
لمروان بن محمد ، ووفد إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور في بيعة
أهل إفريقية وشكى إليه جور العمال .
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، قال: أخبرنا
أحمد بن علي بن ثابت ، قال:
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13855البرقاني ، قال: حدثني
محمد بن أحمد بن محمد الأدمي ، قال: حدثنا
محمد بن علي الأيادي ، قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14451زكريا بن يحيى الساجي ، قال: حدثني
أحمد بن محمد ، [ ص: 191 ] قال: حدثني
الهيثم بن خارجة ، قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش ، قال:
ظهر
بإفريقية جور من السلطان ، فلما قام ولد
العباس قدم
عبد الرحمن بن زياد على
أبي جعفر ، فشكى إليه العمال ببلده ، فأقام ببابه أشهرا ، ثم دخل عليه ، فقال: ما أقدمك؟ قال: ظهر الجور ببلدنا فجئت لأعلمك فإذا الجور يخرج من دارك ، فغضب
أبو جعفر وهم به ثم أمر بإخراجه .
أخبرنا
عبد الرحمن ، قال: أخبرنا
أحمد بن علي بن ثابت ، قال: أخبرني
الأزهري ، قال: أخبرنا
أحمد بن إبراهيم ، قال: حدثنا
إبراهيم بن محمد بن عرفة ، قال: أخبرني
أبو العباس المنصوري ، قال: حدثنا
محمد بن يوسف ، قال: أخبرنا
محمد بن يزيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12562ابن إدريس ، عن
عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، قال:
أرسل
أبو جعفر إلي ، فقدمت عليه فدخلت
والربيع قائم على رأسه ، فاستدناني ثم قال: يا
عبد الرحمن ، كيف ما مررت به من أعمالنا إلى أن وصلت إلينا؟ قلت: يا أمير المؤمنين ، رأيت أعمالا سيئة ، وظلما فاشيا ظننته أبعد البلاد منك ، فجعلت كلما دنوت منك كان أعظم للأمر . فنكس رأسه طويلا ثم رفعه إلي ، فقال: كيف لي بالرجال؟
قلت: أفليس
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز كان يقول: الوالي بمنزلة السوق يجلب إليها ما ينفق فيها ، فإن كان برا أتوه ببرهم ، وإن كان فاجرا أتوه بفجورهم . قال: فأطرق طويلا ، فقال لي
الربيع وأومأ إلي أن أخرج ، فخرجت ولم أعد إليه .
قال مؤلف الكتاب رحمه الله : وقد قيل
لأحمد بن صالح الحافظ: تحتج بحديث الإفريقي؟ قال: نعم ، هو ثقة ، وأنكر على من تكلم عليه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين: إنما أنكر عليه الأحاديث .
قال مؤلف الكتاب: وفي هذه السنة توفي وقد جاز المائة .
[ ص: 192 ]
845 -
عامر بن إسماعيل المسلي:
توفي
بمدينة السلام ، وصلى عليه
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور ، ودفن في
مقابر قريش .
846 -
قباث بن رزين بن حميد بن صالح ، أبو هاشم :
روى عن
علي بن رباح ، وعكرمة . وروى عنه
nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد ، nindex.php?page=showalam&ids=16457وابن لهيعة ، nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك ، وابن وهب .
وكان إمام
مسجد مصر ، يقرئ القرآن في جامعها .
توفي في هذه السنة .
847 -
الهيثم بن معاوية:
ولي
nindex.php?page=showalam&ids=15337للمنصور البصرة وغيرها . وتوفي في هذه السنة فجأة وهو على بطن جارية له ، وصلى عليه
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور ، ودفن في
مقابر قريش . [ ص: 193 ]