وفي هذه السنة:
حج بالناس إبراهيم بن يحيى بن محمد بن علي ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور أوصى بذلك ، وكان هو العامل على
مكة والطائف ، وعلى
المدينة عبد الصمد بن علي ، وعلى
الكوفة عمرو بن زهير الضبي ، وقيل: كان العامل عليها
إسماعيل بن أبي إسماعيل الثقفي ، وعلى قضائها
شريك بن عبد الله النخعي وضمت إليه
بغداد . وقيل:
كان القاضي على بغداد يوم مات nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور عبد الله بن محمد بن صفوان الجمحي ، وكان على خراج
الكوفة ثابت بن موسى ، وعلى
خراسان حميد بن قحطبة ، وكان على ديوان الخراج
بالبصرة وأرضها
nindex.php?page=showalam&ids=16655عمارة بن حمزة ، وعلى قضائها والصلاة
عبد الله بن الحسن العنبري ، وعلى أحداثها
سعيد بن دعلج ، وعلى الشرط
ببغداد عمر بن عبد الرحمن أخو
عبد الجبار ، وقيل:
موسى بن كعب .
وفيها: أصاب الناس وباء شديد .
وفيها: هلك طاغية الروم .
ذكر طرف من أخبار
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي وسيرته
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، قال: أخبرنا
أحمد بن علي بن ثابت ، قال:
[ ص: 210 ]
أخبرنا
عبد الله بن عبد العزيز الظاهري ، قال: أخبرنا
علي بن عبيد الله بن المغيرة الجوهري ، قال: حدثنا
أحمد بن سعيد الدمشقي ، قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزبير بن بكار ، قال:
أخبرني
يونس بن عبد الله الخياط ، قال :
دخل
ابن الخياط المكي على
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي وقد مدحه ، فأمر له بخمسين ألف درهم ، فلما قبضها فرقها على الناس وقال:
أخذت بكفي كفه أبتغي الغنى ولم أدر أن الجود من كفه يعدي فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى
أفدت وأعداني فبددت ما عندي
فنمي إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي فأعطاه بكل درهم دينارا .
أخبرنا
عبد الرحمن ، قال: أخبرنا
أحمد بن علي ، قال: أخبرنا
سلامة بن الحسين المقرئ ، قال: أخبرنا
علي بن عمر الخياط ، قال: حدثنا
الحسين بن إسماعيل ، قال: حدثنا
عبد الله بن أبي سعيد ، قال: حدثنا
هارون بن ميمون الخزاعي ، قال: حدثنا
أبو حزمة الباذغيسي ، قال: قال
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي :
ما توسل أحد بوسيلة ولا تذرع بذريعة هي أقرب إلي وأحب من أن يذكرني يدا سلفت مني [إليه] أتبعها أختها وأحسن ربها ، لأن منع الأواخر يقطع [شكر] الأوائل .
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، قال: أخبرنا
أحمد بن علي بن ثابت ، قال:
أخبرنا
محمد بن عبد الواحد بن محمد ، قال: أخبرنا
محمد بن العباس ، قال: أخبرنا
محمد بن خلف بن المرزبان ، قال: أخبرني
محمد بن الفضل ، قال: أخبرني بعض أهل الأدب عن
حسن الوصيف ، قال
[ ص: 211 ]
قعد
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي قعودا عاما للناس ، فدخل رجل في يده نعل في منديل ، فقال: يا أمير المؤمنين ، هذه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أهديتها لك ، فقال: هاتها ، فدفعها إليه ، فقلب باطنها ووضعها على عينيه وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم ، فلما أخذها وانصرف قال لجلسائه: أترون أني لم أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرها فضلا عن أن يكون لبسها ، ولو كذبناه لقال للناس: أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فردها علي وكان من يصدقه أكثر ممن يدفع خبره ، إذ كان من شأن العامة الميل إلى أشكالها ، والنصرة للضعيف على القوي ، فاشترينا لسانه وقبلنا هديته وصدقنا قوله ، ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح .
أخبرنا
عبد الرحمن ، قال: أخبرنا
أحمد بن علي ، قال: أخبرني
الحسن بن محمد الخلال ، قال: حدثنا
أحمد بن محمد بن عمران ، قال: حدثنا
محمد بن القاسم الأنباري ، قال: حدثنا
الحسن بن علي العنبري ، قال: حدثنا
العباس بن عبد الله بن جعفر بن سليمان بن علي ، قال: حدثتني جدتي
فائقة بنت عبد الله ، قالت :
بينا أنا يوما عند
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي وكان قد خرج متنزها إلى
الأنبار إذ دخل عليه
الربيع ومعه قطعة من جراب فيه كتاب برماد وخاتم من طين قد عجن بالرماد ، وهو مطبوع بخاتم الخلافة ، فقال: يا أمير المؤمنين ، ما رأيت أعجب من هذه الرقعة ، جاءني بها رجل أعرابي وهو ينادي: هذا كتاب أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي ، دلوني على هذا الرجل الذي يسمى
الربيع فقد أمرني أن أدفعها إليه - أعني هذه الرقعة . فأخذها
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي وضحك وقال: صدق هذا خطي وهذا خاتمي ، أفلا أخبركم بالقصة؟ قلنا: يا أمير المؤمنين ، رأيك أعلى [عينا] في ذلك .
قال: خرجت أمس إلى الصيد في غب سماء ، فلما أصبحت هاج علينا ضباب شديد وفقدت أصحابي حتى ما رأيت منهم أحدا ، وأصابني من البرد والجوع والعطش ما الله به أعلم ، وتحيرت عند ذلك فذكرت دعاء سمعته من أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال:
من قال إذا أصبح وإذا أمسى: بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول
[ ص: 212 ]
ولا قوة إلا بالله [اعتصمت بالله وتوكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله] العلي العظيم وفي وكفي وشفي من الحرق والغرق والهدم وميتة السوء" . فلما قلتها دفع لي ضوء نار فقصدتها ، فإذا بهذا الأعرابي في خيمة له ، وإذا هو يوقد نارا بين يديه ، فقلت:
أيها الأعرابي هل من ضيافة؟ قال: انزل ، فنزلت ، فقال لزوجته: هاتي ذاك الشعير ، فأتته به ، فقال: اطحنيه ، فابتدأت بطحنه ، فقلت له: اسقني ماء ، فجاء بسقاء فيه مذقة من لبن أكثره ماء ، فشربت منها شربة ما شربت قط شيئا إلا وهو أطيب منه ، قال:
فأعطاني حلسا له فوضعت رأسي عليه ، فنمت نومة ما نمت [نومة] أطيب منها وألذ ، ثم انتبهت فإذا هو قد وثب إلى شويهة فذبحها ، وإذا امرأته تقول له: ويحك قتلت نفسك وصبيتك إنما كان معاشكم من هذه الشاة فذبحتها فبأي شيء نعيش؟ قال: فقلت: لا عليك هات الشاة ، فشققت جوفها واستخرجت كبدها بسكين في خفي فشرحتها ثم طرحتها على النار فأكلتها ، ثم قلت: هل عندك شيء أكتب لك فيه؟ فجاءني بهذه القطعة وأخذت عودا من الرماد الذي كان بين يديه ، فكتبت له هذا الكتاب وختمته بهذا الخاتم وأمرته أن يجيء ويسأل عن
الربيع فيدفعها إليه فإذا في الرقعة خمسمائة ألف درهم ، فقال: لا والله ما أردت إلا خمسين ألف درهم ، ولكن جرت بخمسمائة ألف درهم ، لا أنقص والله منها درهما واحدا ولو لم يكن في بيت المال غيرها احملوها معه .
فما كان إلا قليلا حتى تكثرت إبله وشاؤه ، وصار منزلا من المنازل تنزله الناس من أراد الحج من
الأنبار إلى
مكة ، وسمي
مضيف أمير المؤمنين nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي .
أخبرنا
عبد الرحمن ، قال: أخبرنا
أحمد بن علي ، قال: أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=13696أبو القاسم الأزهري ، قال: أخبرنا
أحمد بن إبراهيم ، قال: حدثنا
إبراهيم بن محمد بن عرفة ، قال :
وخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي يوما إلى الصيد فانقطع عن خاصته ، فدفع إلى أعرابي وهو يريد البول ، فقال: يا أعرابي ، احفظ علي فرسي حتى أبول ، فسعى نحوه وأخذ بركابه ، فنزل
[ ص: 213 ] nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي ودفع الفرس إليه فأقبل الأعرابي على السرج يقتلع حليته ، ففطن
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي وقد أخذ حاجته فقدم إليه فرسه ، وجاءت الخيل نحوه فأحاطت به ونذر بها الأعرابي فولى هاربا فأمر برده وخاف أن يكون فطن به ، فقال: خذوا ما أخذنا منكم ودعونا نذهب إلى حرق الله وناره ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي : لا بأس عليك ، فقال: ما تشاء جعلني الله فداء فرسك ، فضحك من حضره وقالوا: ويلك هل رأيت إنسانا قد قال هذا؟
قال: فما أقول؟ قالوا: قل جعلني الله فداك يا أمير المؤمنين ، قال: أوهذا أمير المؤمنين؟ قالوا: نعم ، قال: والله لئن أرضاه هذا مني فما يرضيني ذاك فيه ، ولكن جعل [الله]
جبريل وميكائيل فداءه ، وجعلني فداءهما . فضحك
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي واستطابه وأمر له بعشرة آلاف درهم .
قال
ابن عرفة: وبلغني أن
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي لما فرغ من بناء عيسى باذ ركب في جماعة يسيرة لينظر فدخله مفاجأة وأخرج من كان هناك من الناس ، وبقي رجلان خفيا عن أبصار الأعوان ، فرأى
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي أحدهما وهو دهش ما يعقل ، فقال: من أنت؟ فقال: أنا أنا أنا ، قال: ويحك من أنت؟ قال: لا أدري ، قال: ألك حاجة؟ قال: لا لا ، قال:
أخرجوه أخرج الله نفسه ، فدفع في قفاه . فلما خرج قال لغلام له: اتبعه من حيث لا يعلم فسل عن أمره [ومهنته] فإني إخاله حائكا ، فخرج الغلام يقفوه . ثم رأى الآخر فاستنطقه فأجابه بقلب جريء ولسان بسيط ، قال: فما جاء بك إلى ها هنا؟ قال: جئت لأنظر إلى هذا البناء الحسن فأتمتع بالنظر إليه وأكثر الدعاء لأمير المؤمنين بطول المدة وتمام النعمة ونماء العز والسلامة ، قال: أفلك حاجة؟ قال: نعم ، خطبت ابنة عمي فردني [أبوها] وقال: لا مال لك والناس يرغبون في الأموال ، وأنا بها مشغوف ولها وامق . قال: قد أمرت لك بخمسين ألف درهم ، قال: جعلني الله فداك يا أمير المؤمنين قد وصلت فأجزلت الصلة ، ومننت فأعظمت المنة فجعل الله باقي عمرك أكثر من ماضيه ، وآخر أيامك خيرا من أولها ، وأمتعك بما أنعم به عليك وأمتع رعيتك بك: فأمر
[ ص: 214 ] أن تعجل صلته ، ووجه بعض خاصته وقال: سل عن مهنته فإني إخاله كاتبا ، فرجع الرسولان معا ، فقال الأول: وجدت الأول حائكا ، وقال الآخر: وجدت الرجل كاتبا ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي : لم تخف علي مخاطبة الكاتب والحائك .
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14231أحمد [بن علي] الخطيب ، قال:
أخبرنا
محمد بن علي بن مخلد الوراق ، قال: أخبرنا
أحمد بن محمد بن عمران ، قال:
حدثنا
محمد بن يحيى الصولي ، قال: قال
عمرو بن أبي عمرو الأعجمي:
اعترضت امرأة
للمهدي فقالت: يا عصبة رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر في حاجتي ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي : ما سمعتها من أحد قبلها ، اقضوا حاجتها وأعطوها عشرة آلاف [درهم] .
أخبرنا
عبد الرحمن ، قال: أخبرنا
أحمد بن علي ، قال: حدثنا القاضي
أبو العلاء الواسطي ، قال: حدثنا
سهل بن أحمد الديباجي ، قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11996أبو خليفة ، قال: حدثنا
رفيع بن سلمة ، عن
أبي عبيدة ، قال: كان
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي يصلي بنا الصلوات في المسجد الجامع
بالبصرة لما قدمها ، فأقيمت الصلاة يوما ، فقال أعرابي: يا أمير المؤمنين ، لست على طهر وقد رغبت إلى الله في الصلاة خلفك فأمر هؤلاء ينتظروني ، فقال: انتظروه رحمكم الله ، ودخل المحراب ووقف إلى أن قيل له: قد جاء الرجل ، فكبر فتعجب الناس من سماحة أخلاقه .
أخبرنا
عبد الرحمن ، قال: أخبرنا
أحمد بن علي ، قال: أخبرنا القاضي
أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي ، قال: حدثنا
محمد بن عمرو بن البختري ، قال: حدثنا
محمد بن أحمد بن البراء ، قال: حدثني
عبيد الله بن فرقد مولى
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي ، قال :
هاجت ريح زمن
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي ، فدخل
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي بيتا في جوف بيت وألزق خده بالتراب
[ ص: 215 ] ثم قال: اللهم إنه بريء من هذه الجناية ، كل هذا الخلق غيري فإن كنت المطلوب من بين خلقك فها أنا ذا بين يديك ، اللهم لا تشمت بي أهل الأديان ، فلم يزل مكانه حتى انجلت الريح .
أخبرنا
عبد الرحمن ، قال: أخبرنا
أحمد بن علي ، قال: أخبرنا القاضي
nindex.php?page=showalam&ids=11872أبو الطيب الطبري ، قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15263المعافى بن زكريا ، قال: حدثنا
أحمد بن الحسن بن منصور ، قال: حدثني
أبو قلابة ، قال: حدثني
نصر بن قديد ، قال: حدثني
أبو عمرو الشعافي ، قال:
صلينا مع
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي المغرب ومعنا
العوفي ، وكان من مظالم
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي ، فلما انصرف
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي من المغرب جاء
العوفي حتى قعد في قبلته ، فقام يتنفل ، فجذب ثوبه فقال: ما شأنك؟ قال: شيء أولى بك من النافلة ، قال: وما ذاك؟ قال: سلام مولاك ، قال وهو قائم على رأسه: أوطأ قوما الخيل وغصبهم على ضيعتهم وقد صح ذلك عندي تأمر بردها وتبعث من يخرجهم ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي : حتى نصبح إن شاء الله ، فقال
العوفي: لا ، إلا الساعة ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي : يا فلان القائد ، اذهب الساعة إلى موضع كذا وكذا فأخرج من فيها وسلم الضيعة إلى فلان . قال: فما أصبحوا حتى ردت الضيعة على صاحبها .
أخبرنا
محمد بن ناصر الحافظ ، قال: أخبرنا
محمد بن أحمد الفقيه ، قال:
أخبرنا
محمد بن الحسين الجازري ، قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15263المعافى بن زكريا ، قال: حدثني
محمد بن القاسم الأنباري ، قال: حدثني أبي ، قال: حدثنا
أبو العباس محمد بن إسحاق بن أبي العنبس ، عن
إسحاق بن يحيى بن معاذ ، قال: حدثني
سوار ، قال:
انصرفت يوما من دار
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي ، فلما دخلت منزلي دعوت بالغداء ، فجاشت نفسي فأمرت به فرد ، ثم دعوت جارية لي ألاعبها فلم تطب نفسي بذلك ، فدخلت القائلة فلم يأخذني النوم ، فنهضت وأمرت ببغلة لي فأسرجت ، فركبتها ، فلما خرجت استقبلني وكيل لي ومعه مال ، فقلت: ما هذا؟ فقال: ألفا درهم جبيتها من مستغلك الجديد ، قلت أمسكها معك واتبعني ، قال: وخليت رأس البغلة حتى عبرت الجسر ، ثم مضيت في شارع دار الرقيق حتى انتهيت إلى الصحراء ، ثم رجعت إلى
باب الأنبار ، [ ص: 216 ] وطوفت فلما صرت في
شارع دار الأنبار انتهيت إلى باب دار نظيف وعليه شجرة وعلى الباب خادم ، فوقفت وقد عطشت ، فقلت للخادم: عندك ماء تسقيني؟ فقال: نعم . وقام فأخرج قلة نظيفة طيبة الرائحة عليها منديل ، فناولني فشربت ، وحضر وقت العصر ، فدخلت مسجدا على الباب ، فصليت فلما قضيت صلاتي إذا أنا بأعمى يتلمس ، فقلت: ما تريد يا هذا؟ قال: إياك أريد ، قلت: وما حاجتك؟ فجاء حتى قعد فقال:
شممت منك ريح الطيب فظننت أنك من أهل النعيم فأردت أن ألقي عليك شيئا ، فقلت: قل ، قال: أترى هذا القصر؟ قلت: نعم ، قال: هذا قصر كان لأبي فباعه وخرج إلى
خراسان وخرجت معه فزالت عنا النعم التي كنا فيها ، فقدمت فأتيت صاحب الدار لأسأله شيئا يصلني به وأصير إلى
سوار فإنه كان صديقا لأبي ، قلت: ومن أبوك؟ قال:
فلان بن فلان ، فإذا هو أصدق الناس إلي ، فقلت له: يا هذا ، فإن الله قد أتاك
بسوار ، منعه الطعام والنوم حتى جاء به فأقعده بين يديك ، ثم دعوت الوكيل فأخذت الدراهم منه فدفعتها إليه وقلت له: إذا كان الغد فصر إلى المنزل . ثم مضيت فقلت: ما أحدث أمير المؤمنين بشيء أطرف من هذا . فأتيته فاستأذنت عليه فأذن لي ، فدخلت وحدثته بالحديث ، فأمر لي بألفي دينار فنهضت ، فقال: اجلس ، عليك دين؟ قلت: نعم ، قال:
كم؟ قلت: خمسون ألف دينار ، فأمسك وجعل يحدثني ساعة ، ثم قال: امض إلى منزلك ، فصرت إلى منزلي ، فإذا خادم معه خمسون ألف دينار قال: يقول لك أمير المؤمنين اقض بها دينك ، فقبضتها ، فلما كان من الغد فأبطأ علي المكفوف ، وأتاني رسول
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي يدعوني ، فجئته فقال: فكرت في أمرك فقلت: يقضي دينه ويحتاج إلى الحيلة والقرض وقد أمرت لك بخمسين ألف دينار ، فقبضتها وانصرفت . فأتاني المكفوف فدفعت إليه الألفي دينار وقلت: قد رزق الله كلا بكرمه خيرا كثيرا ، وأعطيته من مالي ألفي دينار .
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14986عبد الرحمن بن محمد القزاز ، قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14231أحمد بن علي [بن ثابت] ، قال: أخبرنا
أبو عبد الله الحسين بن محمد بن جعفر الخالع فيما أذن له أن نرويه عنه ، قال: أخبرنا
علي بن محمد بن السري ، قال: أخبرنا
أبو بكر محمد بن خلف ، قال: أخبرنا
إسحاق بن محمد بن إسحاق ، قال :
[ ص: 217 ]
أنبئت أن
يعقوب بن المهدي سأل
nindex.php?page=showalam&ids=14912الفضل بن الربيع عن أرحاء البطريق ، فقال:
من هذا البطريق الذي نسبت إليه هذه الأرحاء؟ فقال
الفضل: إن أباك رضي الله عنه لما أفضت إليه الخلافة وقدم عليه وافد من
الروم فاستأذنه ثم كلمه بترجمان يعبر عنه ، قال الرومي: إني لم أقدم على أمير المؤمنين لمال ولا عرض ، وإنما قدمت شوقا إليه وإلى النظر إلى وجهه لأنا نجد في كتبنا أن الثالث من أهل نبي هذه الأمة يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي : قد سرني ما قلت ولك عندنا كل ما تحب ، ثم أمر
الربيع بإنزاله وإكرامه ، فأقام مدة ثم خرج يتنزه ، فمر بموضع الأرحاء فنظر إليه فقال
للربيع:
أقرضني خمسمائة ألف درهم أبني بها مستغلا يؤدى إليه في السنة خمسمائة ألف [درهم] ، قال: أفعل ، ثم أخبر
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي بما ذكر ، فقال: أعطه خمسمائة ألف دينار وخمسمائة ألف درهم وما أغلت فادفعه إليه فإذا خرج إلى بلاده فابعث به إليه في كل سنة ، قال : ففعل ، فبنى الأرحاء ثم خرج إلى بلاده ، فكانوا يبعثون بغلتها إليه حتى مات الرومي ، فأمر
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي أن يضم إلى مستغله .
قال: واسم البطريق
طاراث بن الليث بن العيزار بن طريف ، وكان أبوه ملكا من ملوك
الروم أيام
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية .
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، قال: أخبرنا
أحمد بن علي ، قال: أخبرني
الأزهري ، قال: أخبرنا
أحمد بن إبراهيم ، قال: أخبرنا
أحمد بن سليمان الطوسي ، قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزبير بن بكار ، قال: حدثني
خالد بن وضاح ، قال: حدثني
عبد الأعلى بن محمد بن صفوان الجمحي ، قال :
حملت دينا بعسكر
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي ، فركب
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي يوما بين
أبي عبيد الله وعمر بن بزيع ، وأنا وراءه في موكبه على برذون قطوف . فقال: ما أنسب بيت قالته العرب؟ قال
أبو عبيد الله: قول
امرئ القيس إذ يقول:
وما ذرفت عيناك إلا لتضربي بسهميك في أعشار قلب مقتل
[ ص: 218 ] قال: هذا أعرابي قح ، فقال
عمر بن بزيع قول
كثير بن أبي جمعة: أريد لأنسى ذكرها فكأنما تمثل لي ليلى بكل سبيل
قال: وما هذا بشيء ، وما [له] يريد أن ينسى ذكرها حتى تمثل له ، فقلت: يا أمير المؤمنين ، عندي حاجتك - جعلني الله فداك - قال: الحق ، قلت: لا لحاق لي ، ليس ذاك في دابتي ، قال: احملوه على دابة ، فقلت: هذا أول الفتح ، فحملت عليها فلحقته ، فقال: ما عندك؟ قلت: قول
nindex.php?page=showalam&ids=13670الأحوص: إذا قلت إني مشتف بلقائها فحم التلاقي بيننا زادنا سقما
قال: أحسن والله ، اقضوا عنه دينه . فقضى عني ديني .
وكان
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي إذا جلس للمظالم قال: أدخلوا علي القضاة ، فلو لم يكن ردي للمظالم إلا للحياء منهم .
وأتي nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي برجل قد تنبأ ، [فلما رآه] قال: أنت نبي؟ قال: نعم قال:
وإلى من بعثت؟ قال: أتركتموني أذهب إلى من بعثت إليه ، وجهت بالغداة فأخذتموني بالعشي ووضعتموني في الحبس ، فضحك
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي منه ، وخلى سبيله .
قال
الربيع : رأيت
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي في ليلة يصلي فقرأ:
فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم . قال: فلما فرغ من صلاته التفت إلي فقال:
يا
ربيع ، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين ، قال
موسى: وقام إلى صلاته ، فقلت: من
موسى؟ ابنه
موسى ، أم
موسى بن جعفر ، وكان محبوسا عندي ، فجعلت أفكر فقلت: ما هو إلا
موسى بن جعفر ، فأحضرته ، فقال: يا
موسى ، إني قرأت هذه الآية:
فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم [ ص: 219 ]
فخشيت أن أكون قد قطعت رحمك ، فوثق لي أنك لا تخرج ، فقال: نعم ، فوثق له فخلاه .