ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
870 -
إبراهيم بن أدهم العجلي كوفي .
ليس بالزاهد المشهور ، قدم
مصر زائرا
لرشدين [بن] سعد حفظ عنه .
توفي في هذه السنة ، وقيل سنة ثلاث .
871 -
إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي . واسم
أبي إسحاق: عمرو بن عبد الله الهمداني وسبيع الذي نسب إليه هو
صعب بن معاوية بن كثير بن مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=12424وإسرائيل: يكنى
أبا يوسف ، وهو كوفي .
سمع جده
أبا إسحاق ، nindex.php?page=showalam&ids=16052وسماك بن حرب ، nindex.php?page=showalam&ids=17152ومنصور بن المعتمر ، nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش .
روى عنه:
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، nindex.php?page=showalam&ids=13577وابن مهدي ، وأبو نعيم . قال:
يحيى ثقة ، وقال
علي: هو ضعيف .
توفي في هذه السنة . وقيل: سنة إحدى وستين . وقيل سنة ستين .
872 -
سفيان بن حسين بن حسن مولى بني سليم . وقيل: مولى
عبد الرحمن بن سمرة ، ويكنى
أبا محمد ، ويقال:
أبا الحسن .
حدث عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري ، nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين ، nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري ، وكان ثقة .
روى عن
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، وهشيم ، nindex.php?page=showalam&ids=17376ويزيد بن هارون ، وكان من
أهل واسط ، فقدم إلى
بغداد فضمه
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي ، فعلمه وخرج معه إلى
الري .
وتوفي
بالري في خلافة
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي .
[ ص: 259 ]
873 -
عباد بن عباد أبو عتبة الخواص .
[قال المؤلف] : كذلك ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره ، وقد اشتهر
بأبي عبيدة الخواص ، كان من أهل الوجد والشوق ، وأسند الحديث عن
nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي وغيره .
أخبرنا
أبو بكر العامري قال: حدثنا
علي بن أبي صادق قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12973ابن باكويه قال: حدثنا
أحمد بن محمد قال: حدثنا
أبو زكريا قال: حدثنا
محمد بن ماهان الجويني قال: حدثنا
محمد بن يحيى الأزدي قال: حدثنا
عبد الأعلى بن سليمان قال: رأيت
أبا عبيدة الخواص على سرته خرقة ، وعلى رقبته خرقة ، وهو يمشي ويقول: واشوقاه إلى من يراني ولا أراه .
أخبرنا
سليمان بن مسعود قال: أخبرنا
المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا
أبو طالب محمد بن علي البيضاوي قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13103ابن حيويه قال: أخبرنا
عمر بن سعد قال:
حدثني
محمد بن الحسين قال: حدثنا
عبيد الله بن محمد قال: حدثنا
عقبة بن فضالة قال: سمعت
أبا عبيدة الخواص بعد ما كبر وهو آخذ بلحيته يبكي ويقول: قد كبرت فأعتقني .
874 -
عيسى بن أبي عيسى ، واسمه:
ماهان ، وكنيته:
أبو جعفر التميمي .
أصله من
مرو ، وسكن
الري ، ومات بها ، فنسب إليها ، سمع
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح ، nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار ، وقتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=17152ومنصور بن المعتمر ، وغيرهم .
حدث عنه
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، وجرير ، nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع ، وكان ثقة صدوقا . لكن كان سيئ الحفظ ، يهم كثيرا ، وكان صديق
سفيان فابتلي بأن صحبهم ولبس السواد ، وزامل
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي إلى
مكة فهجره
سفيان .
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا
أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13855البرقاني قال: أخبرنا
محمد بن العباس قال: حدثنا
أبو الفضل جعفر بن محمد [ ص: 260 ] الصندلي قال: حدثنا
أبو حفص عمر بن ياسر العطار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15531بشر بن الحارث قال: كان
nindex.php?page=showalam&ids=11960أبو جعفر الرازي صديقا
لسفيان الثوري ، وكانت له معه بضاعة ، وكان يكثر الحج ، فكان إذا قدم الكوفة تلقاه
سفيان من القنطرة ، فإذا خرج إلى
مكة شيعه إلى
النجف ، فقدم سنة من السنين
مدينة السلام ، فاجتمع إليه الأضراء . فقالوا: يا
أبا جعفر ، تكلم لنا أمير المؤمنين فإنه قد ولى علينا رجلا يقطع أرزاقنا ، ويسيء فيما بيننا وبينه ، فلم يجبهم إلى شيء ، فبلغ ذلك
سفيان ، فتلقاه على القنطرة وشيعه حتى جاوز
النجف ، وزاده في البر ، فلما كان العام المقبل قدم
أبو جعفر وهو يريد الحج ، فاجتمع إليه الأضراء وكلموه بما كلموه به في العام الماضي ، فرق لهم ، فأتى باب الذهب فقال للحاجب استأذن لي على أمير المؤمنين فأخبره أن بالباب
أبا جعفر الرازي ، فأسرع الرسول أن ادخل ، فدخل على
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور ، فأكرمه بغاية الكرامة ، وجعل يسأله عن أحواله ويسأله هل له حاجة ، فقال:
نعم ، فقص عليه قصة الأضراء ، فقال: يعزل عنهم كاتبهم ، وولى عليهم من أحبوا ، ونأمر
لأبي جعفر بعشرة آلاف [درهم] لسؤاله إيانا هذه الحاجة ، فلما صارت الدراهم بيده سقط في يديه ، وعلم أنه قد أخطأ ، فجلس بسور القصر ، ثم دعا بخرق وجعلها صررا ، وفرقها على قوم ، فنفض ثوبه وليس معه منها شيء ، فبلغ ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، فلما دخل
nindex.php?page=showalam&ids=11960أبو جعفر الرازي الكوفة توارى
سفيان فطلبه ، فلم يقدر عليه ، وسأل عنه ، فلم يدل عليه فانتقض عليه لذلك بعض إخوان
سفيان فقال له: ألك إليه حاجة؟ فقال: نعم ، فقال: اكتب كتابا وادفعه إلي أوصله لك إليه ، فكتب كتابا ودفعه إليه . قال: فصرت بالكتاب إلى
سفيان ، فإذا أنا به في غرفة وإذا هو مستلق على قفاه مستقبل القبلة ، فسلمت عليه ، وأظهرت الكتاب ، وقلت: كتاب
أبي جعفر الرازي ، فقال: اقرأه ، فقرأته ، فقال لي: اكتب جوابه في ظهره . فكتبت:
بسم الله الرحمن الرحيم: وقلت: ماذا أكتب؟ قال: اكتب
لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود إلى آخر الآية . . ، اردد إلينا بضاعتنا لا حاجة لنا في أرباحها . قال: فأتيته بالكتاب والناس إذ ذاك متوافرون
بالكوفة ، فنظر في الكتاب ، فأجمع رأيهم على أنهم يوجهون بكتابين إلى
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى ، ولا يعلمونه ممن الكتاب ولا من صاحب الجواب ليعرفوا ما عنده من الرأي ، فوجهوا بالكتابين ، فنظر فيهما ، فقال:
[ ص: 261 ]
أما الأول: فكتاب رجل مداهن ، وأما الجواب فجواب رجل يريد الله بفعله .
875 -
محمد بن جعفر بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب .
كان فاضلا دينا وعاقلا لبيبا مشهورا بالجود والمروءة ، وكان له اختصاص
بالمنصور .
أخبرنا
عبد الرحمن قال: أخبرنا
أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرني
عبيد الله بن أبي الفتح قال: أخبرنا
أحمد بن إبراهيم البزاز قال: حدثنا
إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: أخبرني
أبو العباس المنصوري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17313يحيى بن زكريا مولى
علي بن عبيد الله عن أبيه قال: كان
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور يعجب
بمحمد بن جعفر بن عبيد الله بن العباس بمؤانسته ومفاوضته ومداعبته ويلتذ لمحادثته ، وكان أديبا لبيبا لسنا ، وكان
لحسن منزلته عند
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور ، وعظيم قدره عنده تفزع إليه الناس في حوائجهم فيكلمه فيها فيقضيها حتى أكثر عليه من الحوائج وأفرط فيها ، فأمر
الربيع أن يحجبه ، فلما حجبه قعد في منزله أياما فظمئ
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور إلى رؤيته ، وتشوق إلى محادثته فقال: يا
ربيع ، إن جميع لذات مولاك قد أخلقن [عنده] ورثثن في عينه سوى لذته من محادثة
محمد بن جعفر ، فإنها تتجدد عنده في كل يوم وقد كدرها علي ما يحملني عليه من حوائج الناس ، فاحتل لمولاك فيما كدر عليه من لذته . فقال
الربيع: أفعل يا أمير المؤمنين ، وخرج من عنده ، فأتى
محمد بن جعفر فعاتبه على ما يحمل
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور عليه من حوائج الناس ويسأله إعفاءه عن ذلك فنضح عن نفسه فيما عاتبه عليه وأجابه أن لا يسأله حاجة لأحد وأمره بالغدو على
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور ، ورجع إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور فأعلمه بذلك ، وبلغ قوما من
قريش قدموا
العراق بحوائجهم ما كان من أمر
محمد بن جعفر [ومن
الربيع ، وأنه عازم على الغدو على
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور فكتبوا حوائجهم في رقاع ووقفوا بها على طريق
محمد بن جعفر] . فلما غدا
[ ص: 262 ] يريد
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور عرضوا له بها ومتوا إليه بقراباتهم ، وتوسلوا [بأرحامهم] . وسألوه إيصال رقاعهم إليه فاعتذر إليهم وسألهم أن يعفوه من ذلك فأبوا وألحوا عليه ، فقال: لست أكلم
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور في حاجة لأحد ، فإن أحببتم أن تودعوا رقاعكم كمي فافعلوا فقدموا رقاعهم في كمه ، ومضى حتى دخل على
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور وهو في القبة الخضراء مشرف على
مدينة السلام ودجلة والصراة وما حولها من البساتين والمزارع فعاتبه ، فنفح عن نفسه ، ثم حادثه ساعة ، فقال له
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور : أما ترى حسن مستشرفنا هذا؟ قال: أرى يا أمير المؤمنين ، فبارك الله لك فيما أتاك وهنأك بإتمام النعمة عليك فيما أعطاك ، فما بنت
العرب في دولة الإسلام
والعجم في مدة الكفر
مدينة أحصن ولا أحسن ولا أجمع للخصال المحمودة منها ، وقد سمجتها في عيني يا أمير المؤمنين خصلة ، قال: [و] ما هي؟
قال: ليس [لي] فيها ضيعة . فتبسم ، ثم قال: فإني أحسنها في عينك بثلاث ضياع أقطعك في أكنافها فاغد على أمير المؤمنين يسجل لك بها ، فقال: أنت والله يا أمير المؤمنين سهل الموارد ، كريم المصالح ، فجعل الله باقي عمرك أكثر من ماضيه ، فلقد بررت فأفضلت ، ووصلت فأجزلت ، وأنعمت فأسبغت فبدت الرقاع من كمه وهو يتشكر له ، فأقبل يردهن في كمه ويقول: لترجعن خاسئات ، فضحك - يعني الخليفة - وقال: بحق أمير المؤمنين عليك لما أخبرت خبر هذه الرقاع ، فأعلمه . فقال: أبيت يا ابن معلم الخير إلا كرما ، فف للقوم بضمانك وألقها عن كمك لننظر في حوائجهم ، فطرحها بين يديه فتصفحها ثم دفعها إلى
الربيع ، ثم التفت إليه ، فتمثل بقول
امرئ القيس: لسنا وإن أحسابنا كرمت يوما على الأحساب نتكل نبني كما كانت أوائلنا
تبني ونفعل مثل ما فعلوا
وقال: قد قضى أمير المؤمنين حوائجهم ، فأمرهم بلقاء
الربيع ، قال
محمد:
فخرجت من عنده وقد ربحت وأربحت .
[ ص: 263 ]