ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
886 -
nindex.php?page=showalam&ids=15740حماد الراوية: وهو
حماد بن ميسرة مولى
بني شيبان ، وقيل: هو
حماد بن سابور .
وكان من أعلم الناس بأيام
العرب وأخبارها وأشعارها وأنسابها . وكانت
بنو أمية تقدمه وتسني عطاءه ، ودخل على
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور والمهدي .
وروى
المدائني أن
nindex.php?page=showalam&ids=15501الوليد بن يزيد قال
لحماد: لم سميت الراوية ، وما بلغ من حفظك حتى استحققت هذا الاسم؟ فقال: يا أمير المؤمنين ، إن كلام
العرب تجري على ثمانية وعشرين حرفا ، أنا أنشدك على كل حرف منها مائة قصيدة . فقال: هات ، فأنشد حتى مل
الوليد ، ثم استخلف من يسمع منه حتى وفاه ما قال فأجزل صلته .
وفي رواية أنه أنشده ألفين وسبعمائة قصيدة للجاهلية ، فأمر له بمائة ألف درهم ، وقال
الطرماح: أنشدت
حمادا الراوية قصيدة لي ستين بيتا فسكت ساعة ثم قال: أهذه لك؟ قلت: نعم . قال: ليس الأمر كذلك ، ثم ردها علي كلها وزيادة عشرين بيتا زادها في وقته .
قال
إسحاق بن إبراهيم الموصلي: دخل
مطيع بن إياس ، nindex.php?page=showalam&ids=14888ويحيى بن زياد على
nindex.php?page=showalam&ids=15740حماد الراوية ، فإذا سراجه على ثلاث قصبات قد جمع أعلاهن وأسفلهن بطين فقال
يحيى: يا
حماد ، إنك لمسرف متبذل ، تحر المتاع ، فقال له
مطيع: ألا تبيع هذه المنارة وتشتري أقل ثمنا منها وتنفق علينا وعلى نفسك الباقي وتتسع فقال له
يحيى: ما أحسن ظنك به ومن أين له هذه المنارة؟ هذه وديعة ، أو عارية ، فقال
مطيع: إنه لعظيم الأمانة عند الناس . قال
ليحيى: وعلى عظم أمانته فما أجمل من يخرج هذه من داره ويأمن عليها غيره . قال
مطيع ، ما أظنها عارية ولا وديعة ، ولكني أظنها مرهونة عنده على مال ، وإلا فمن يخرج هذه من بيته؟ فقال
حماد: شر منكما من يدخلكما إلى بيته .
[ ص: 273 ]
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13974الجاحظ: كان
nindex.php?page=showalam&ids=15740حماد الراوية وحماد بن الزبرقان وحماد عجرد ووالبة بن الحباب وبشار بن برد اللاحقي كلهم كان متهما في دينه .
887 -
شيبان بن عبد الرحمن ، أبو معاوية التميمي المؤدب البصري .
وذكر
أبو أحمد العسكري أن
شيبان النحوي ينسب إلى بطن يقال لهم
بنو نحو بن شمس ، بضم الشين من بطن من
الأزد .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12915أبو الحسين بن المنادي: المنسوب إلى القبيلة التي يقال لها
نحو هو
يزيد النحوي لا
nindex.php?page=showalam&ids=16130شيبان .
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14986أبو منصور القزاز قال: أخبرنا
أبو بكر بن ثابت قال: أخبرني
عبد الله بن يحيى السكري قال: أخبرنا
محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا
جعفر بن محمد الأزهر قال: حدثنا
ابن الغلابي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين قال: كان
شيبان بن عبد الرحمن ثقة ، وكان مؤدبا
لسليمان بن داود الهاشمي وكان أصله من
البصرة فانتقل إلى
الكوفة .
قال مؤلف الكتاب رحمه الله: حدث
nindex.php?page=showalam&ids=16130شيبان عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري ، وقتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=17298ويحيى بن أبي كثير .
وتوفي
ببغداد في هذه السنة ، ودفن في
مقابر قريش بباب التبن ، كذلك قال
ابن سعد . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين: دفن في
مقابر الخيزران .
888 -
شبيب بن شيبة ، أبو معمر الخطيب المنقري البصري .
حدث عن
الحسن ، وعطاء بن أبي رباح ، nindex.php?page=showalam&ids=17245وهشام بن عروة .
روى عن
nindex.php?page=showalam&ids=16753عيسى بن يونس ، nindex.php?page=showalam&ids=13721والأصمعي ، وغيرهما . وقدم
بغداد في أيام
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور فاتصل به ثم
بالمهدي من بعده وكان مقدما عندهما . وقال له
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور عظني وأوجز ، فقال: يا أمير المؤمنين ، إن الله لم يرض من نفسه بأن يجعل فوقك أحدا من خلقه ، فلا ترض له من نفسك بأن يكون عبدا له أشكر منك ، فقال: والله لقد أوجزت .
[ ص: 274 ]
وخرج من دار
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي فقيل له: كيف تركت الناس؟ فقال: تركت الداخل راجيا والخارج راضيا .
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14986أبو منصور القزاز قال: أخبرنا
أبو بكر بن ثابت قال: أخبرنا
الجوهري قال:
أخبرنا
محمد بن عمران بن موسى قال: أخبرنا
أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثنا
محمد بن القاسم بن خلاد ، عن
موسى بن إبراهيم قال: كان
شبيب بن شيبة يصلي بنا الصبح يوما وقرأ السجدة و
هل أتى ، ولما قضى الصلاة قام رجل فقال: لا جزاك الله عني خيرا ، فإني كنت غدوت لحاجة ، فلما أقمت الصلاة دخلت أصلي فأطلت الصلاة حتى فاتتني حاجتي . قال: وما حاجتك؟ قال: قدمت من الثغر في شيء فيه مصلحته ، وكنت وعدت البكور إلى الخليفة لأتنجز ذلك قال: فأنا أركب معك ، فركب معه ، ودخل على
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي فأخبره الخبر وقص عليه القصة ، قال: فيريد ماذا؟ قال: يقضي حاجته ، فقضى حاجته وأمر له بثلاثين ألف درهم فدفعها إلى الرجل ، ودفع إليه
شبيب من ماله أربعة آلاف درهم ، وقال له: [لم] تضرك السورتان .
قال مؤلف الكتاب رحمه الله: كان
شبيب بن شيبة فصيحا ذا لسان ، لكنه كان يخطئ في العربية أحيانا .
أخبرنا
محمد بن الحسين المرزباني بإسناده عن
الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال: أخبرني أبي قال: أخبرنا
عبيد بن ذكوان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14398الرياشي قال: توفي ابن لبعض المهالبة فأتاه
شبيب بن شيبة المنقري يعزيه وعنده
بكر بن حبيب السهمي ، فقال
شبيب: بلغنا أن الطفل لا يزال محتبطا على باب الجنة يشفع لأبويه فقال
بكر: إنما هو محتبطا بالطاء غير المعجمة . فقال شبيل القول لي هذا ، وما بين لابتيها أفصح مني ، فقال
بكر: وهذا خطأ ، تأتي ماء
البصرة واللوب أهلك ، غيرك قولهم: ما بين لابتي
المدينة يريدون
الحرة ، قال
أبو أحمد: الحرة أرض تركبها حجارة سود ، وهي اللابة والجمع لابات ، فإذا أكثرت فهي اللوب ،
وللمدينة لابتان من جانبيها ، وليس
للبصرة لابة ولا حرة . قال: وقال
أبو عبيد: المحتبطي بغير همز: المتعصب المستبطئ للشيء والمحتبطئ بالهمز: العظيم البطن المنتفخ .
[ ص: 275 ]
وقد تكلم أصحاب الحديث في
شبيب . سئل
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك أنأخذ عن
شبيب؟
فقال: خذوا عنه ، فإنه أشرف من أن يكذب .
وقال
الساجي: هو صدوق يهم . وقال
أبو علي صالح بن محمد . هو صالح الحديث .
فأما
ابن معين فقال: ليس بثقة . وقال
أبو داود: ليس بشيء .
889 -
عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، واسم
أبي سلمة: ميمون مولى
آل الهدير التيمي ، وكنية
عبد العزيز أبو عبد الله . وقيل:
أبو الأصبغ .
سمع
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، nindex.php?page=showalam&ids=16920وابن المنكدر ، وأبا حازم وغيرهم . روى عنه:
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، nindex.php?page=showalam&ids=13577وابن مهدي ، nindex.php?page=showalam&ids=17376ويزيد بن هارون ، وكان عالما فقيها صدوقا ثقة ثبتا .
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14986أبو منصور القزاز قال: أخبرنا
أبو بكر بن ثابت قال: أخبرنا
أحمد بن محمد العتيقي قال: حدثنا
محمد بن العباس قال: أخبرنا
أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال سمعت
الحربي يقول:
nindex.php?page=showalam&ids=15136الماجشون فارسي وإنما سمي
nindex.php?page=showalam&ids=15136الماجشون لأن وجنتيه كانتا حمراوين .
أخبرنا
القزاز قال: أخبرنا
أبو بكر بن ثابت قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14759العتيقي قال: حدثنا
علي بن محمد العطار قال: حدثنا
عبد الله بن أبي داود قال: حدثنا
أبو طاهر قال:
حدثنا
ابن وهب قال: حججت سنة ثمان وأربعين وصائح يصيح: لا يفتي الناس إلا
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس وعبد العزيز بن أبي سلمة .
أخبرنا
عبد الرحمن قال: حدثنا
أحمد بن علي قال: أخبرني
الحسين بن أبي طالب قال: حدثنا
أحمد بن محمد بن عمران قال: حدثنا
يحيى بن عبد الله العطار قال: حدثني
أبو إبراهيم أحمد بن سعيد الزهري قال: سمعت
عمرو بن خالد الحراني يقول: حج
nindex.php?page=showalam&ids=15337أبو جعفر المنصور فشيعه
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي ، فلما أراد الوداع قال: يا بني ، استهدني قال: استهديتك رجلا عاقلا ، فأهدى له
عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون .
[ ص: 276 ]
توفي
عبد العزيز ببغداد في هذه السنة . وجاء
nindex.php?page=showalam&ids=15346المهدي حتى صلى عليه في خلافته ودفن في
مقابر قريش .
890 -
المبارك بن فضالة بن أبي أمية ، أبو فضالة ، مولى
nindex.php?page=showalam&ids=3161زيد بن الخطاب .
حدث عن
الحسن بن أبي الحسن البصري ،
وثابت ، وحميد الطويل ، وخلق كثير .
روى عنه:
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون وعفان وعلي بن أبي الجعد .
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14986أبو منصور القزاز قال: أخبرنا
أبو بكر بن ثابت قال: أخبرنا
عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي قال: أخبرنا
محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال: حدثنا
معاذ بن المثني قال: حدثنا
سوار قال: حدثنا
أبو أمية قال: حدثنا
مبارك بن فضالة قال: إني يوما لعند
أبي جعفر إذ أتي برجل فأمر بقتله ، فقلت في نفسي: يقتل رجل من المسلمين وأنا حاضر ، فقلت: يا أمير المؤمنين ، ألا أحدثك حديثا سمعته من
الحسن قال: وما هو؟ قلت: سمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=856050 "إذا كان يوم القيامة جمع الله الناس في صعيد حيث يسمعهم الداعي ، وينفذهم البصر فيقوم مناد من عند الله [تعالى] فيقول: ليقومن من له على الله يد فلا يقوم إلا من عفا" . فأقبل علي فقال: آلله سمعته من
الحسن؟ فقلت: آلله سمعته من
الحسن ، فقال: خليا عنه .
[قال المؤلف] اختلف كلام
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين في
المبارك فقال مرة: صالح .
وقال مرة: ثقة ، وقال مرة: ضعيف .
توفي
المبارك في هذه السنة . وقيل: في سنة ست وستين .
[ ص: 277 ]