ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
976 -
الحسن بن قحطبة بن شبيب بن خالد بن معدان ، أبو الحسن ، وهو أخو
حميد بن قحطبة .
والحسن أحد قواد الدولة [العباسية ] .
توفي في هذه السنة وهو ابن أربع وثمانين سنة .
977 -
خلف بن خليفة بن صاعد ، أبو أحمد الأشجعي .
روى عنه :
هشيم ،
وقتيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14120والحسن بن عرفة . وكان ثقة صدوقا ، نزل
الكوفة ، ثم انتقل إلى
واسط ، ثم تحول إلى
بغداد فأقام بها ، حتى توفي في هذه السنة وهو ابن مائة سنة وستة .
978 -
عبد الله بن المبارك ، أبو عبد الرحمن المروزي ، مولى بني حنظلة .
كان أبو تركيا [وكان عبدا لرجل من التجار ] من
همذان من بني حنظلة ، وكان
عبد الله إذا قدم
همذان يخضع لوالديه ويعظمهم ، وكانت أمه خوارزمية .
ولد سنة ثماني عشرة ومائة ، وسمع
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12428وإسماعيل بن أبي خالد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
وسليمان التيمي ،
وحميد الطويل ،
وابن عون ومالكا ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ،
nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي ، وغيرهم . وكان من أئمة المسلمين الموصوفين بالحفظ والفقه والعزيمة والزهد والكرم والشجاعة . وله التصانيف الحسان ، والشعر المتضمن للزهد والحكمة ، وكان من أهل الغزو والمرابطة ، وكان
ابن عيينة يقول : نظرت في أمر
[ ص: 59 ] الصحابة وأمر
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك ، فما رأيت لهم عليه فضلا إلا بصحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم .
أخبرنا [
nindex.php?page=showalam&ids=14986أبو ] منصور القزاز قال : أخبرنا [
nindex.php?page=showalam&ids=14231أحمد بن علي ] الخطيب ، أخبرنا
أحمد بن عبد الله أبو الحسين المحاملي قال : أخبرنا
إبراهيم بن محمد المزكي قال : حدثنا
أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال : حدثنا
عبد المجيد بن إبراهيم ، حدثنا
وهب بن زمعة قال : حدثنا
معاذ بن خالد قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش : ما على وجه الأرض مثل
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك ولا أعلم أن الله خلق خصلة من خصال الخير إلا وقد جعلها في عبد الله بن
المبارك ولقد حدثني أصحابي أنهم صحبوه من
مصر إلى
مكة ، فكان يطعمهم الخبيص وهو الدهر صائم .
أخبرنا
عبد الرحمن [بن محمد قال : ] أخبرنا
أحمد بن علي قال : أخبرنا
أبو الطيب عبد العزيز بن علي بن محمد القرشي قال : أخبرنا
عمر بن أحمد بن هارون قال : حدثنا
محمد بن حمدويه قال : حدثنا
أحمد بن سعيد بن مسعود المروزي قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي قال : سمعت
عبدة بن سليمان يقول : كنا في سرية مع
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك في بلاد الروم ، فصادفنا العدو ، فلما التقى الصفان خرج رجل من العدو فدعى إلى البراز ، فخرج إليه رجل فطارده ساعة ، فطعنه فقتله ، ثم خرج آخر فقتله ، ثم خرج آخر فقتله ، ثم دعى إلى البراز فخرج إليه رجل فطارده ساعة فقتله ، فازدحم عليه الناس ، فكنت فيمن ازدحم عليه ، فإذا هو يلثم وجهه بكمه ، فأخذت بطرف كمه فمددته ، فإذا هو
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك ، فقال : وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا .
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد قال : أخبرنا [
nindex.php?page=showalam&ids=14231أحمد بن علي ] الخطيب قال :
[ ص: 60 ] أخبرني
أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة قال : أخبرنا
أبو الفضل محمد بن محمد بن مجاهد قال : حدثنا
محمد بن جبريل قال : سمعت
أبا حسان البصري يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14120الحسن بن عرفة يقول : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك : استعرت قلما بأرض
الشام ، فذهب علي أن أرده إلى صاحبه ، فلما قدمت
مرو نظرت فإذا هو معي ، فرجعت يا
أبا علي إلى [أرض ]
الشام حتى رددته على صاحبه .
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14986أبو منصور القزاز قال : أخبرنا
أبو بكر بن ثابت قال : حدثني
يحيى بن علي بن الطيب الدسكري قال : أخبرنا
محمد بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي قال : أخبرنا
أبو الحسين عبد الله بن إبراهيم الرازي قال : حدثنا
محمد بن علي الهمذاني قال : حدثنا
أبو حفص عمر بن مدرك قال : حدثنا
القاسم بن عبد الرحمن قال : حدثنا
أشعث بن شعبة المصيصي قال : قدم
nindex.php?page=showalam&ids=14370هارون الرشيد أمير المؤمنين
الرقة [وقدم
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك بعده ] فانجفل الناس خلف
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك ، وتقطعت النعال ، وارتفعت الغبرة ، فأشرفت أم ولد لأمير المؤمنين من برج من قصر الخشب ، فلما رأت الناس قالت : ما هذا ؟ قالوا : عالم من أهل
خراسان قدم
الرقة يقال له :
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك . فقالت : هذا والله الملك لا ملك
هارون الذي لا يجمع الناس إلا بسوط وأعوان .
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15913زاهر بن طاهر قال : أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=13933أبو بكر البيهقي قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14070أبو عبد الله الحاكم قال : سمعت
أبا عبد الله محمد بن العباس الضبي يقول : سمعت
عمر بن علي الجوهري يقول : حدثنا [أبو بكر ]
محمد بن عيسى الطرسوسي يقول : حدثنا
نعيم بن [ ص: 61 ] حماد قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك قال : قدمت على معمر فسمعت منه وأمرت له بجارية وخمسين دينارا ، ثم ودعته وخرجت ، فلما كنت على مرحلة ذاكرني عنه إنسان بحديث لم أكن سمعته منه فقلت : لم أسمع منه هذا ، فقال : ارجع فإنك منه قريب . فقلت : بعد ما بررته لا أرجع فيكون عليه فيه غضاضة أن أرجع إليه بعد البر ، حدثني أنت عنه . فحدثني عنه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : وحدثنا
محمد بن أيوب قال : أخبرنا
أحمد بن عيسى قال : سمعت
علي بن الحسن يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك يقول . لا أرى لصاحب عشرة آلاف درهم أن يدع الكسب ، فإنه إن لم يفعل لم آمن أن لا يعطف على جاره ولا يوسع على عياله .
قال الحاكم : وأخبرني
محمد بن عمر قال : أخبرنا
محمد بن المنذر قال : حدثني
محمد بن إبراهيم الحدثي قال : حدثني أبي عن رجل قد سماه كان ينزل عليه
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك في بعض ما كان ومعه إخوان له ، فشكى إلي العزبة وأمرني أن أشتري له جارية . قال : فاشتريت له [جارية ] وعرضتها عليه فرضيها ، وقال : ابعث بها إلى المنزل . قال : فأتيت بها أهلي فأقامت حتى حاضت وطهرت ، فأخبرته بذلك فقال لي : ابعث بها الليلة ، فأتيت بناتي فأخبرتهن ، فقمن إليها فمشطنها وهيأنها . قال : فلما صلى العشاء الآخرة وجهتها إليه ، فلما أصبحنا قال للجارية : امضي إلى أهل فلان . قال : فجاءت الجارية فسألتها بناتي وأمهن عن حالها فقالت : ما وضع يده علي ، قال : فغدوت إليه فقلت : يا أبا عبد الرحمن ، شكوت إلي العزبة ، وأمرتني فاشتريت لك جارية ، وعرضتها عليك فرضيتها ، وقامت بناتي فهيأنها ، وإن أم فلان أخبرتني أنك لم تضع يدك عليها ؟ ! قال : لي يا أبا فلان ، القول ما قلت لك من شدة العزبة ، لكني لما
[ ص: 62 ] خلوت بها ذكرت إخواني فتذهمت أن أنال شهوة لا ينالوها ، وليس في يميني ما يسعهم أخرج الجارية فبعها .
وفي معنى هذه الحكاية قول الشاعر :
وتركي مواساة الأخلاء بالذي تنال يدي ظلم لهم وعقوق وإني لأستحيي من الناس أن أرى
بحال اتساع والصديق مضيق
قال الحاكم : وأخبرني
أبو نصر الخفاف قال : أخبرنا
محمد بن المنذر قال : سمعت
يعقوب [بن إسحاق بن أيوب ] الشيباني يقول : سمعت أبي يحكي عن أبيه قال : كان
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك يحج ومعه أحمال وصناديق وخدم كثيرة ، وكان مع بعض خدمه قبجة فلما ارتحلوا من المنزل قدم أثقالهم ، فنظر صاحب القبجة إلى القبجة وهي ميتة ، فألقاها على كناسة ، وبقرب الكناسة باب صغير ،
وعبد الله قائم على دابته ، ونظر إلى
جويرية تخرج رأسها وترجع لتجد بذلك فرصة لكي لا يراها أحد ، فتغافل عنها عبد الله ، فخرجت في إزارها ليس عليها قميص ولا مقنعة ، فحملت تلك القبجة ، ودخلت الدار تعدو ، فقال عبد الله لغلام له : انزل واقرع هذا الباب . ونزل الغلام وفعل ما أمره به ، فخرجت تلك الجارية ، فسألها عبد الله عن حالها وقصتها وقصة القبجة الميتة ، لماذا حملتها ؟ فقالت : يا أبا عبد الله ، أنا وأخت لي في هذه الحجرة ليس لنا في هذه الدنيا إلا هذا الإزار [الواحد ] وكان والدنا رجلا موسرا [فمات ] فظلمنا وغصبنا على أموالنا ، فبقينا بحال تحل لنا [أكل ] الميتة ، وليس في منزلنا
[ ص: 63 ] شيء إلا هذا الإزار ، إذا لبسته بقيت أختي عريانة ، فهو كسوتنا وفراشنا ودثارنا . فقال لها عبد الله : ليس لكم قيم ؟ قالت : لا ، والله . فرق لها عبد الله ، ثم قال لغلامه : الحق فرد الأثقال ، فردها ، فسأل وكيله : أين النفقة ؟ فقال : على وسطي . وكان حمل ألف دينار فقال : يا غلام ، عد عشرين دينارا لنفقتنا إلى
مرو ، وصب الباقي في إزار هذه الجارية . ففعل الغلام ذلك ، فلما رجع إلى المنزل قيل له : ما ردك ؟ قال : استقبلني ما هو أفضل من الحج . ورجع إلى
مرو .
قال
محمد بن المنذر : وحدثني
موسى بن عمر وقال : سمعت
الحسين بن الحسن يقول : كنا عند
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك جلوسا ، فجاء سائل فسأله شيئا ، فقال : يا غلام ناوله درهما ، فلما ولى السائل قال له بعض أصحابه : يا أبا
عبد الرحمن ، هؤلاء السؤال يتغدون بالشواء والفالوذج ! كان يكفيه قطعة ، فلم أمرت له بدرهم ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك : يا غلام ، رده ، إنما ظننت أنهم يجيزون بالبقل والخل عند غدائهم ، فأما إذا كان غداؤهم بالشواء والفالوذج فلا بد من عشرة دراهم ، يا غلام ناوله عشرة دراهم .
قال مؤلف الكتاب : وقرأت على
nindex.php?page=showalam&ids=13594ابن ناصر ، عن
أبي القاسم بن اليسرى ، عن
عبد الله بن بطة قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12228أحمد بن الخليل يقول : حدثني
الحسن بن عيسى قال : سمعت
إبراهيم بن رستم يقول : حدثني
خالد الواسطي قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري يقول : إني لأجهد أن أكون ثلاثة أيام على حالة يكون عليها
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك سنة فما أقدر عليه .
توفي
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك بهيت ، في رمضان هذه السنة ، وهو ابن ثلاث وستين سنة .
979 -
عيسى بن أبي جعفر المنصور .
توفي
ببغداد في ذي القعدة من هذه السنة .
[ ص: 64 ] 980 -
علي بن هاشم بن البريد ، أبو الحسن الخزاز .
الكوفي قدم
بغداد ، وحدث بها عن
nindex.php?page=showalam&ids=12428إسماعيل بن أبي خالد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش .
روى عنه :
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، واتفقوا على أنه [كان ] ثقة [ولكن ] كان يتشيع .
وتوفي في هذه السنة .
981 -
المفضل بن فضالة بن عبيد ، أبو معاوية الرعيني ، ثم القتباني .
ولد سنة سبع ومائة وولي القضاء
بمصر مرتين ، وكان من أهل الدين والفقه والورع ، وإجابة الدعوة ، دعا إلى الله أن يذهب عنه الأمل فأذهبه عنه ، وكاد يختلس عقله ولم يهنئه شيء من الدنيا ، فدعى الله أن يرده إليه ، فرده فرجع إلى حاله .
قال
ابن رمح : كان بيني وبين جار لي مشاجرة في حائط ، فقالت أمي : امض إلى القاضي المفضل بن فضالة فقل له : أمي تقول لك : أحب أن تأتي فتنظر هذه الحائط لنا أو لجارنا ؟ فمضيت فأخبرته ، فقال اجلس لي بعد العصر حتى آتيك . فجلست له ، فأتى فدخل إلى دارنا ثم دخل إلى دار جارنا ، فنظر ثم قال : الحائط لجاركم . ثم انصرف .
توفي في شوال هذه السنة وسيأتي ذكر ابن ابنه
المفضل بن فضالة بن المفضل بن فضالة .
982 -
يعقوب العابد الكوفي .
أخبرنا
أبو بكر بن حبيب الصوفي قال : أخبرنا
أبو سعد بن أبي صادق الحيري قال : أخبرنا
أبو عبد الله باكويه الشيرازي قال : حدثنا
عمر بن محمد الأردبيلي حدثنا
[ ص: 65 ] علي بن محمد القرشي قال : حدثنا
علي بن الموفق ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17158منصور بن عمار قال : خرجت ذات ليلة فظننت أني قد أصبحت ، فإذا علي ليل ، فقعدت عند باب صغير ، فإذا بصوت شاب يبكي ويقول : وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك ، ولقد عصيتك حين عصيتك ، وما أنا بنكالك جاهل ، ولا بعقوبتك متعرض ، ولا بنظرك مستخف ، ولكن سولت لي نفسي ، وغلبتني شقوتي ، وغرني سترك المرخى علي ، عصيتك حين عصيتك بجهلي ، وخالفتك بجهدي ، فالآن من عذابك من يستنقذني ، وبحبل من أتصل إن قطعت حبلك عني ؟ واسوأتاه على ما مضى من أيامي في معصية ربي ، يا ويلي كم أتوب وكم أعود ، قد آن لي أن أستحي من ربي .
قال
منصور : فلما سمعت كلامه ، قلت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد . . الآية ، فسمعت صوتا واضطرابا شديدا ، فمضيت لحاجتي ، فلما أصبحت رجعت ، وإذا أنا بجنازة على الباب ، وعجوز تذهب وتجيء ، فقلت لها : من الميت ؟ فقالت : اذهب [عني ] لا تجدد علي أحزاني . فقلت : إني رجل غريب . فقالت : هذا ولدي ، مر بنا البارحة رجل - لا جزاه الله خيرا - فقرأ آية فيها ذكر النار ، فلم يزل ولدي يضطرب ويبكي حتى مات .
قال
منصور : هكذا والله صفة الخائفين يا
ابن عمار .
[ ص: 66 ]