ثم دخلت
سنة ثمان وتسعين ومائة
فمن الحوادث فيها :
استئمان
خزيمة بن خازم إلى
طاهر بن الحسين ، ومفارقته محمدا .
وسبب ذلك : أن
طاهرا كتب إلى
خزيمة ، فشاور من يثق به ، فقالوا : نرى والله أن هذا الرجل أخذ بقفا صاحبنا عن قليل ، فاحتل لنفسك ولنا . فكتب إلى
طاهر بطاعته ، وكتب
طاهر بن محمد بن علي بن عيسى بن ماهان بمثل ذلك ، فلما كان ليلة الأربعاء لثمان بقين من المحرم وثب
خزيمة ومحمد بن علي بن عيسى بن ماهان على جسر دجلة فقطعاه ، وركبا أعلامهما عليه ، وخلعا
محمدا ودعوا
nindex.php?page=showalam&ids=15128للمأمون ، وغدا
طاهر يوم الخميس على
المدينة الشرقية وأرباضها والكرخ وأسواقها ، وهدم قنطرتي الصراة العتيقة والحديثة ، واشتد عندهما القتال ، وباشر
طاهر القتال بنفسه ، فهزم أصحاب
محمد ودخل قسرا ، وأمر مناديه فنادى : الأمان لمن لزم منزله . ووضع بقصر الوضاح وسوق الكرخ والأطراف قوادا وجندا ، وقصدوا مدينة
أبي جعفر فأحاط بها وبقصر زبيدة وقصر الخلد ورمى ، فخرج
محمد بأمه وولده مما كان يصل إليه من حجارة المنجنيق إلى مدينة
أبي جعفر ، وتفرق عنه عامة أصحابه وخصيانه وجواريه إلى السكك والطرق لا يلوي أحد منهم على أحد ، وتفرق الغوغاء والسفلة ، وأمر ببسطه ومجالسه أن تحرق فأحرقت .