ذكر
من توفي في هذه السنة من الأكابر
1341 -
أحمد بن نصر بن مالك بن الهيثم بن عوف بن وهب بن عميرة ، من ولد
عمرو بن لحي [الخزاعي ] .
الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=104549 "رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار" لأنه أول من بحر البحيرة ، وسيب السائبة .
ومالك بن الهيثم كان أحد نقباء
بني العباس في ابتداء دولتهم ،
وسويقة نصر ببغداد تنسب إلى أبيه
نصر .
وكان
أحمد بن نصر من كبار العلماء ، أمارا بالمعروف ، فعالا للخير ، قوالا للحق ، سمع
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس ،
nindex.php?page=showalam&ids=15743وحماد بن زيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=17249وهشيم بن بشير ، وغيرهم ، روى عنه :
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين ، وغيره .
وأخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14986أبو منصور القزاز قال : أخبرنا
أبو بكر بن ثابت ، حدثني
القاضي أبو عبد الله الصيمري ، حدثنا
محمد بن عمران المرزباني قال : أخبرني
محمد بن يحيى الصولي قال : كان
أحمد بن نصر وسهل بن سلامة - حين كان
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون بخراسان - بايعا للناس على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، إلى أن دخل
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون بغداد فرفق
بسهل حتى لبس السواد ، وأخذ الأرزاق ، ولزم
أحمد بيته ، ثم إن أمره تحرك
ببغداد في آخر أيام
nindex.php?page=showalam&ids=15465الواثق ، فاجتمع إليه خلق من الناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر إلى أن ملكوا
بغداد ، وتعدى رجلان من أصحابه يقال لأحدهما :
طالب في الجانب الغربي ،
[ ص: 166 ] ويقال للآخر :
أبو هارون في الجانب الشرقي ، وكانا موسرين فبذلا مالا وعزما على الوثوب
ببغداد في آخر أيام
nindex.php?page=showalam&ids=15465الواثق في شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائتين ، فنم عليهم قوم إلى
إسحاق بن إبراهيم ، فأخذ جماعة منهم فيهم
أحمد بن نصر وصاحباه
طالب وأبو هارون طالبا
وأبا هارون فقيدهما ، ووجد في منزل أحدهما أعلاما ، وضرب خادما
لأحمد بن نصر ، فأقر أن هؤلاء كانوا يصيرون إليه ليلا فيعرفونه ما عملوا ، فحملهم
إسحاق مقيدين إلى
سامراء ، فجلس لهم
nindex.php?page=showalam&ids=15465الواثق وقال
لأحمد بن نصر : دع ما أخذت له ، ما تقول في القرآن ؟ قال : هو كلام الله ، قال : أفمخلوق هو ؟ قال : هو كلام الله ، قال : أفترى ربك في القيامة ؟ قال : كذا جاءت الرواية . قال : ويحك ، يرى كما يرى أفمخلوق هو ؟ قال : هو كلام الله ، قال المحدود المجسوم ، ويحويه مكان ويحصره الناظر ، أنا أكفر برب هذه صفته ، ما تقولون فيه ؟ فقال
عبد الرحمن بن إسحاق - وكان قاضيا على الجانب الغربي
ببغداد وعزل - هو حلال الدم ، وقال جماعة الفقهاء : كما قال ، فأظهر
ابن أبي دؤاد أنه كاره لقتله فقال
للواثق : يا أمير المؤمنين ، شيخ مختل ، لعل به عاهة أو تغير عقله ، يؤخر أمره ويستتاب ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=15465الواثق : يا أمير المؤمنين ، شيخ مختل ، لعل به عاهة أو تغير عقله ، يؤخر أمره ويستتاب ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=15465الواثق : ما أراه إلا مؤذنا بالكفر ، قائما بما يعتقده منه . ودعا بالصمصامة وقال : إذا قمت [إليه ] فلا يقومن أحد معي فإني أحتسب خطاي إلى هذا الكافر الذي يعبد ربا لا نعبده ولا نعرفه بالصفة التي وصفه بها ، ثم أمر بالنطع فأجلس عليه [وهو مقيد ] ، وأمر بشد رأسه بحبل ، وأمرهم أن يمدوه . ومشى إليه حتى
[ ص: 167 ] ضرب عنقه وأمر بحمل رأسه إلى
بغداد ، فنصبت في الجانب الشرقي أياما ، وفي الجانب الغربي أياما ، وتتبع رؤساء أصحابه ، فوضعوا في الحبوس .
وفي رواية أخرى : أن
طالبا وأبا هارون السراج فرقا على قوم مالا ، ووعدوهم ليلة يضربون فيها الطبل فيجتمعون في صبيحتها بالوثوب على السلطان ، وكان الوعد ليلة الخميس لثلاث خلون من شعبان ، وأعطيا رجلين من
بني أشرس [العابد ] دنانير يفرقانها في جيرانهم ، فاجتمع قوم منهم على نبيذ ، فثملوا فضربوا الطبل ليلة الأربعاء وهم يحسبونها ليلة الخميس ، فأكثروا الضرب ، فلم يجتمع إليهم أحد ، فوجه إليهم صاحب الشرطة ، وقررهم فأقروا ، وأخذ
أحمد بن نصر ، فقيد وبعث [به ] إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15465الواثق ، فلم يذكر له ما قيل عنه في الخروج [عليه ] ، لكنه قال : ما تقول في القرآن ؟ وهل ترى ربك ؟ فذكر نحو ما تقدم إلى أن قال : فدعا
nindex.php?page=showalam&ids=15465الواثق بسيف
عمرو بن معديكرب ، ومشى إليه وضربه ضربة وقعت على حبل العاتق ، ثم ضربه أخرى على رأسه ، ثم انتضى
سيما الدمشقي سيفه فضرب عنقه ، وجز رأسه ، ثم صلب في الحظيرة التي فيها بابك ، وفي رجليه قيود ، وعليه سراويل وقميص ، وحمل رأسه إلى
مدينة السلام ، فنصب في الجانب الشرقي أياما وفي [الجانب ] الغربي أياما ، ثم حول إلى الشرقي ، وحظر على الرأس حظيرة ، وضرب عليه فسطاط ، وأقيم عليه الحرس .
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد قال أخبرنا
[أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ] أخبرنا
[ ص: 168 ] محمد بن علي بن يعقوب ، حدثنا
محمد بن نعيم الضبي قال : سمعت
أبا العباس السياري يقول : سمعت
أبا العباس بن سعيد المروزي قال : ضربت عنق
أحمد بن نصر ، وهذه نسخة الرقعة معلقة في أذنه :
بسم الله الرحمن الرحيم : هذا رأس
أحمد بن نصر بن مالك ، دعاه
عبد الله الإمام هارون الواثق بالله أمير المؤمنين إلى القول بخلق القرآن ونفي التشبيه فأبى إلا المعاندة فعجله الله إلى ناره ، وكتب
محمد بن عبد الملك .
فلما جلس
nindex.php?page=showalam&ids=15156المتوكل فدخل عليه
عبد العزيز بن يحيى المكي ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما رئي أعجب من أمر
nindex.php?page=showalam&ids=15465الواثق ، قتل
أحمد بن نصر ، وكان لسانه يقرأ القرآن إلى أن دفن . قال : فوجد
nindex.php?page=showalam&ids=15156المتوكل من ذلك ، وساءه ما سمعه في أخيه ، إذ دخل عليه
محمد بن عبد الملك الزيات فقال له : يا
ابن عبد الملك ، في قلبي [شيء ] من قتل
أحمد بن نصر ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أحرقني الله بالنار إن كان قتله أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=15465الواثق إلا كافرا ، قال : ودخل
هرثمة فقال : يا
هرثمة ، في نفسي [شيء ] من قتل
أحمد بن نصر فقال : يا أمير المؤمنين ، قطعني الله إربا إربا إن كان قتله أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=15465الواثق إلا كافرا ، قال : ودخل عليه
أحمد بن أبي دؤاد ، فقال : يا
أحمد ، في قلبي من قتل
أحمد بن نصر [شيء ] فقال : يا أمير المؤمنين ، ضربني الله بالفالج إن كان قتله
[ ص: 169 ] أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=15465الواثق إلا كافرا ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=15156المتوكل : أما
[ابن ] الزيات فأنا أحرقته بالنار ، وأما
هرثمة فإنه هرب ، فاجتاز بقبيلة من
خزاعة فقطعوه إربا إربا ، وأما
ابن أبي دؤاد فقد سجنه الله في جلده .
أخبرنا
[عبد الرحمن ] القزاز قال : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب [أحمد بن علي بن ثابت ] أخبرنا
إبراهيم بن هبة الله الجرباذقاني ، أخبرنا
معمر بن أحمد الأصبهاني قال : أخبرني
أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني إجازة قال : حدثني
علي بن محمد بن إبراهيم [حدثنا
إبراهيم ] بن إسماعيل بن خلف قال : كان
أحمد بن نصر خلي ، فلما قتل في المحنة وصلب رأسه ، أخبرت أن الرأس يقرأ القرآن ، فمضيت فبت بقرب من الرأس مشرفا عليه ، وكان عنده رجالة وفرسان يحفظونه ، فلما هدأت العيون سمعت الرأس يقرأ :
الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون - 2 الآية ، فاقشعر جلدي ، ثم رأيته بعد ذلك في المنام وعليه السندس والإستبرق وعلى رأسه تاج ، فقلت : ما فعل الله بك يا أخي ؟ قال : غفر لي وأدخلني الجنة ، إلا أني كنت مغموما ثلاثة أيام ، فقلت : ولم ؟ قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر بي ، فلما بلغ خشبتي حول وجهه عني ، فقلت له بعد ذلك : يا رسول الله ، قتلت على الحق أم على الباطل ؟ قال : أنت على الحق ، ولكن قتلك رجل من أهل بيتي ، فإذا بلغت إليك أستحي منك .
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا
الخطيب قال : قرأت على
أبي بكر البرقاني ، عن
أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي ، أخبرنا
محمد بن إسحاق السراج قال : سمعت
أبا بكر المطوعي قال : لما جيء برأس
أحمد بن نصر صلبوه على الجسر ، فكانت الريح تديره قبل القبلة ، فأقعدوا له رجلا معه قصبة أو رمح ، فكان إذا دار نحو القبلة أداره إلى خلاف القبلة .
قال
السراج : قتل
أحمد بن نصر يوم السبت غرة رمضان سنة إحدى وثلاثين ،
[ ص: 170 ] وأنزل رأسه وأنا حاضر
ببغداد يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شوال سنة سبع وثلاثين .
أخبرنا
القزاز قال : أخبرنا
الخطيب [أحمد بن علي قال : ] لم يزل رأس
أحمد بن نصر منصوبا
ببغداد وجسده مصلوبا
بسامراء ست سنين إلى أن حط ، وجمع بين رأسه وبدنه ، ودفن في الجانب الشرقي في المقبرة المعروفة بالمالكية .
1342 -
إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن اليزيد ، أبو إسحاق الشامي البصري .
سكن
بغداد ، وحدث بها عن
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان ،
nindex.php?page=showalam&ids=13577وابن مهدي ،
وغندر ، وغيرهم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي : هو صدوق ، وقال
يحيى : هو ثقة .
توفي في رمضان هذه السنة .
1343 -
إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر مولى بني مخزوم .
دمشقي ، ولي أمر
إفريقية nindex.php?page=showalam&ids=13597لعمر بن عبد العزيز توفي في هذه السنة .
1344 -
خالد بن مرداس ، أبو الهيثم السراج .
حدث عن
nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش ،
nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك ، روى عنه :
البغوي ، وكان ثقة .
توفي في شعبان هذه السنة .
1345 -
خلف بن سالم ، أبو محمد المخرمي مولى المهالبة .
وكان سنديا ، سمع
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبا بكر بن عياش وهشيما ،
nindex.php?page=showalam&ids=13577وابن مهدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13382وابن علية ،
وأبا [ ص: 171 ] نعيم ،
nindex.php?page=showalam&ids=17376ويزيد بن هارون ، روى عنه :
nindex.php?page=showalam&ids=17383يعقوب بن شيبة ،
وأحمد بن خيثمة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : لا نشك في صدقه .
توفي في رمضان هذه السنة .
1346 -
سليمان بن داود بن الرشيد ، أبو الربيع الأحول الختلي البغدادي .
وليس هذا
nindex.php?page=showalam&ids=15856داود بن رشيد المشهور ، هذا آخر ، حدث عنه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج ،
وأبو زرعة الرازي ،
وأبو يعلى الموصلي ، وكان ثقة .
توفي يوم السبت أول يوم من رمضان هذه السنة .
ولمسلم شيخ آخر حدث عنه في صحيحه ، يقال له :
nindex.php?page=showalam&ids=14430سليمان بن داود أبو الربيع الزهراني توفي في سنة أربع ، وسيأتي ذكره ، فلا تظن أنهما واحد ، فقد ادعى هذا
أبو بكر أحمد بن علي الأصفهاني الحافظ ، فإنه خرج شيوخ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وجعلهما واحدا ، وخطأ
أبا يعلى الموصلي ، لأنه حدث عنهما في معجم مشايخه ، وفرق بينهما ، وأورد لكل واحد حديثا منفردا ،
وأبو يعلى أعلم بمشايخه .
يدل على صحة هذا أن
أبا القاسم هبة الله بن أحمد الحريري أنبأنا عن
nindex.php?page=showalam&ids=14787العشاري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أنه ذكر مشايخ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم الذين أخرج عنهم في الصحيح ، فقال :
nindex.php?page=showalam&ids=14430سليمان بن داود أبو الربيع الزهراني ،
وسليمان بن داود أبو الربيع الأحول البغدادي .
وقال
البغوي : مات
سليمان بن داود [أبو الربيع ] سنة إحدى وثلاثين ومائتين ، [ومات
nindex.php?page=showalam&ids=14430سليمان بن داود أبو الربيع الزهراني سنة أربع وثلاثين ومائتين ] فبان وهم
أبي بكر الأصبهاني .
[ ص: 172 ]
1347 -
سليمان بن داود أبو داود المباركي .
سمع
يحيى بن أبي زائدة ، روى عنه :
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج ،
وأبو زرعة ، وقال : هو ثقة .
وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة .
1348 -
محمد بن زياد ، أبو عبد الله ، مولى بني هاشم ، ويعرف بابن الأعرابي .
كان الغاية في علم اللغة ، ومعرفة الأنساب والأيام ، وحدث عن
nindex.php?page=showalam&ids=12156أبي معاوية الضرير ، روى عنه :
nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي ،
وثعلب ، وغيرهما ، وكان ثقة ، وكان ليله أحسن ليل .
وتوفي
بسامراء في هذه السنة ، وهو ابن ثمانين سنة ، وقيل : توفي سنة ثلاثين ، والأول أصح .
1349 -
محمد بن سعدان ، أبو جعفر النحوي الضرير .
كان أحد القراء ، وله كتاب في القراءات ، وكان ثقة ، وله كتاب في النحو أيضا .
توفي يوم
عرفة في هذه السنة .
1350 -
محمد بن سلام بن عبيد الله ، أبو عبد الله البصري ، مولى nindex.php?page=showalam&ids=121قدامة بن مظعون .
كان من أهل الأدب ، وصنف كتابا في طبقات الشعراء ، وحدث عن
حماد بن [ ص: 173 ] سلمة وغيره ، وروى عنه :
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد ،
وثعلب ، قال
صالح جزرة الحافظ :
كان
محمد بن سلام صدوقا . وقال
أبو خيثمة : يرمى بالقدر ، لا نكتب عنه الحديث ، إنما نكتب عنه الشعر .
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، قال : أخبرنا
أحمد بن علي بن ثابت قال : أخبرني
أحمد بن [محمد بن أحمد بن ] يعقوب [قال : ] حدثني جدي
محمد بن عبيد الله بن الفضل ، حدثنا
محمد بن يحيى النديم قال أخبرنا
حسين بن الفهم : كان قدم علينا
محمد بن سلام سنة اثنتين وعشرين ومائتين ، فاعتل علة شديدة ، فما تخلف عنه أحد ، وأهدى إليه الأجلاء أطباءهم ، وكان
ابن ماسويه ممن أهدي إليه ، فلما جسه ونظر إليه قال له : ما أرى بك من العلة مثل ما أرى بك من الجزع فقال : والله ما ذاك لحرص على الدنيا مع اثنتين وثمانين سنة ، ولكن الإنسان في غفلة حتى يوقظ بعلة ، ولو وقفت
بعرفات وقفة وزرت قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زورة ، وقضيت أشياء في نفسي ، لرأيت ما اشتد علي من هذا الجزع قد سهل ، فقال [له ]
ابن ماسويه فلا تجزع فقد رأيت في عرقك من الحرارة الغريزية وقوتها ، ما إن سلمك الله من العوارض بلغك عشر سنين أخرى ، قال
حسين [بن الفهم ] : فوافق كلامه قدرا ، فعاش
محمد عشر سنين بعد ذلك ، ومات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين .
[ ص: 174 ]
قال
النديم : وأخبرنا
الفضل بن الحباب قال : ابيضت لحية
محمد بن سلام ورأسه وله سبع وعشرون سنة ، وسمعته يقول : أفنيت ثلاثة أهلين تزوجت وأطفلت فماتوا ، ثم فعلت مثل ذلك فماتوا ، ثم فعلت الثالثة فماتوا ، وها أنا ذا في الرابعة ولي أولاد .
توفي
[محمد بن سلام ] في هذه السنة
ببغداد .
1351 -
هارون بن معروف ، أبو علي المروزي .
سكن
بغداد ، وحدث بها عن
عبد العزيز الدراوردي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16008وابن عيينة ،
وهشيم ، روى عنه :
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ،
nindex.php?page=showalam&ids=13890والبغوي ، وكان ثقة .
وتوفي في رمضان هذه السنة .
1352 -
يوسف بن يحيى ، أبو يعقوب البويطي .
منسوب إلى قرية يقال لها :
بويط ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنه يقربه ويؤثره ، وجلس بعده في مكانه وكان فقيها ثقة ، وكان متعبدا زاهدا ، وحمل في أيام المحنة إلى
بغداد فلم يجب ، فحبس فمات في الحبس في هذه السنة .
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد قال : أخبرنا
أحمد بن علي بن ثابت ، قال : أخبرنا
أحمد بن إسماعيل بن علي الأستراباذي ، أخبرنا
أبو الحسن علي بن محمد الطيبي ، حدثنا
أبو نعيم عبد الملك بن محمد [قال : سمعت
الربيع ] قال : سمعت
أبا الوليد بن أبي الجارود يقول : كان
أبو يعقوب البويطي جاري ، فما كنت أنتبه ساعة من الليل إلا وأسمعه يقرأ ويصلي . قال
الربيع : كان
أبو يعقوب أبدا يحرك شفتيه بذكر الله تعالى - أو نحو ما قال .
[ ص: 175 ]
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد قال : أخبرنا
أحمد بن علي بن ثابت ، أخبرنا
أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز ، حدثنا
عبد الرحمن بن أحمد الأنماطي ، حدثنا
محمد بن حمدان الطرائقي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14356الربيع بن سليمان قال : رأيت
nindex.php?page=showalam&ids=13920البويطي على بغل ، وفي عنقه غل ، وفي رجليه قيد ، وبين الغل والقيد سلسلة حديد ، وفيها طوبة وزنها أربعون رطلا ، وهو يقول : إنما خلق الله الخلق بكن ، فإذا كانت كن مخلوقة ، فكان مخلوقا خلق مخلوقا ، فو الله لأموتن في حديدي هذا حتى يأتي من بعدي قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم ، ولئن أدخلت إليه لأصدقنه - يعني
nindex.php?page=showalam&ids=15465الواثق - قال
الربيع : وكتب إلي من السجن [يقول : ] إنه ليأتي علي أوقات لا أحس بالحديد أنه على بدني حتى تمسه يدي فإذا قرأت كتابي هذا فأحسن خلقك مع أهل حلقتك ، واستوص بالغرباء خاصة خيرا ، فكثيرا ما كنت أسمع
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله يتمثل بهذا البيت :
أهين لهم نفسي لكي يكرمونها ولا تكرم النفس التي لا تهينها
توفي
nindex.php?page=showalam&ids=13920البويطي في رجب هذه السنة . وقيل : سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، والأول أصح .
[ ص: 176 ]