ثم دخلت
سنة خمس وثلاثين ومائتين
فمن الحوادث فيها :
قتل إيتاخ . وقد ذكرنا أنه استأذن في الحج فأذن له ، ولما رجع من الحج إلى
العراق ، وجه إليه
المتوكل سعيد بن صالح الحاجب بكسوة وألطاف ، وأمره أن يتلقاه ببعض الطريق ، وقد تقدم
nindex.php?page=showalam&ids=15156المتوكل إلى عامله على الشرطة
ببغداد إسحاق بن إبراهيم بأمره فيه .
فلما خرج
إسحاق وقرب
إيتاخ من
بغداد ، أراد أن يأخذ طريق
الفرات إلى
الأنبار ، ثم يخرج إلى
سامراء ، فكتب إليه
إسحاق : إن أمير المؤمنين ، قد أمر أن تدخل
بغداد ، وأن يتلقاك
بنو هاشم ووجوه الناس ، وأن تعقد لهم في دار
خزيمة بن خازم ، فتأمر لهم بجوائز .
وشحن
إسحاق الجسر بالجند والشاكرية ، وخرج في خاصته ، فاستقبله ، فلما نظر إليه أهوى
إسحاق لينزل ، فحلف عليه
إيتاخ أن لا يفعل .
وكان
إيتاخ في ثلاثمائة من أصحابه وغلمانه ، فسارا جميعا حتى إذا صار عند الجسر تقدمه
إسحاق ، فعبر حتى وقف على باب
خزيمة بن خازم ، وقال
لإيتاخ يدخل .
[ ص: 222 ]
وكان الموكلون بالجسر كلما مر بهم غلام من غلمان
إيتاخ قدموه ، حتى بقي في خاصة غلمانه ، فدخل ، وقد فرشت له دار
خزيمة ، وتأخر
إسحاق ، وأمر أن لا يدخل الدار من غلمانه إلا ثلاثة أو أربعة ، وأخذت عليه الأبواب وأمر بحراسته من ناحية الشط ، وقطعت كل درجة في قصر
خزيمة ، فحين دخل أغلق الباب [خلفه ] ، فنظر فدخل ، فإذا ليس معه إلا ثلاثة غلمان ، فقال : قد فعلوها .
فمكث يومين أو ثلاثة ، ثم ركب
إسحاق حراقة وأعد
لإيتاخ أخرى ، ثم أرسل إليه أن يصير إلى الحراقة ، وأمر بأخذ سيفه ، وصاعدا إلى دار
إسحاق ، فأدخل ناحية منها ، ثم قيد فصير في عنقه ثمانين رطلا ، فمات ليلة الأربعاء لخمس خلون من جمادى الآخرة ، وأشهد
إسحاق على موته
أبا الحسن محمد بن ثابت صاحب البريد
ببغداد والقضاة ، وأراهم إياه لا ضرب به ولا أثر ، فقيل إن هلاكه كان بالعطش ، وحبس ابناه معه ، فبقيا إلى أن ولي
المنتصر فأخرجهما .
[قدوم
بغا ]
وفي هذه السنة : قدم
[بغا ]
بابن البعيث ، فأمر
nindex.php?page=showalam&ids=15156المتوكل بقتله ثم عفا عنه .