صفحة جزء
ثم دخلت سنة ست وثلاثين ومائتين

فمن الحوادث فيها :

أن علي بن يحيى الأرمني غزا الصائفة
، فلاقى صاحب الروم في ثلاثين ألفا من الروم ، وكان هو في نحو ثلاثة آلاف فارس ، فهزم الرومي ، وقتل من الروم أكثر من عشرين ألفا ، ثم مضى إلى عمورية ، فافتتحها وغنم ما فيها ، وأخرج منها أسارى من المسلمين ، وكانوا خلقا كثيرا ، وضرب كنائسها ، وفتح أيضا حصنا يقال له :

الفطس ، فأخرج منه عشرين ألف رأس من السبي ، وغنم غنيمة بلغت مائة ألف وعشرين ألف دينار .

[أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي عليهما السلام ]

ومن الحوادث : أن المتوكل أمر بهدم قبر الحسين بن علي عليهما السلام ، وهدم ما حوله من المنازل والدور ، وأن يبذر ويسقي موضع قبره ، وأن يمنع الناس من إتيانه ، فنادى صاحب الشرطة في الناحية : من وجدناه عند قبره بعد ثالثة بعثنا به إلى المطبق ، فهرب ، وامتنعوا من المصير إليه ، وحرث ذلك [الموضع ] وزرع ما حوله .

وقيل : كان ذلك سنة ثمان وثلاثين .

وفيها : استكتب المتوكل عبيد الله بن يحيى بن خاقان . [ ص: 238 ] وفيها : أخرج النصارى عن الدواوين ونهى أن يستعان بهم ، وعزلهم عن الولايات [ونهى أن يستخدموا في ] شيء من أمور المسلمين .

وفيها : حج محمد المنتصر ، وأقام للناس الحج ، وحجت معه جدته شجاع أم المتوكل ، فشيعها المتوكل إلى النجف .

التالي السابق


الخدمات العلمية