[ ص: 377 ] ثم دخلت سنة خمس وثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيها :
خروج صالح بن مدرك الطائي على الحاج بالأجفر يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من المحرم ، فأخذ الأموال والتجارات والنساء والحرائر والمماليك ، وذكر أنه أخذ من الناس ألفي ألف دينار .
ولسبع بقين من المحرم قرئ على جماعة من حاج
خراسان في دار
nindex.php?page=showalam&ids=15272المعتضد كتاب بتولية
nindex.php?page=showalam&ids=16703عمرو بن الليث الصفار ما وراء النهر - نهر بلخ - وعزل
أحمد بن إسماعيل .
وفي هذه السنة : كتب صاحب البريد من
الكوفة ، يذكر أن ريحا صفراء ارتفعت بنواحي
الكوفة في ليلة الأحد لعشر بقين من ربيع الأول ، فلم تزل إلى وقت المغرب ، ثم استحالت سوداء ، فلم يزل الناس في تضرع إلى الله عز وجل ، ثم مطرت السماء بعقب ذلك مطرا شديدا برعود هائلة ، وبروق متصلة ، ومطرت قرية تعرف
بأحمدآباذ .
[ ص: 378 ] حجارة بيضاء وسوداء ، مختلفة الألوان ، وأنفذ منها حجرا ، فأخرج إلى الدواوين حتى رأوه .
ثم ورد الخبر من
البصرة أن ريحا ارتفعت بها بعد صلاة الجمعة لخمس [ بقين ] من ربيع الأول صفراء [ ثم استحالت خضراء ، ثم سوداء ] ثم تتابعت الأمطار بما لم يروا مثلها قط ، ثم وقع برد [ كبار ] ، وزن البردة الواحدة مائة وخمسون درهما ، وأن الريح اقتلعت من
نهر الحسن خمسمائة [ نخلة ] أو أكثر ، ومن
نهر معقل مائة نخلة عددا ، وزادت
دجلة زيادة مفرطة ، لم ير مثلها ، فتهدمت أبنية كثيرة حولها ، وخيف على الجانبين .
وورد الخبر لثلاث خلون من شعبان أن
راغبا الخادم مولى الموفق غزا في البحر ، فأظفره الله تعالى بمراكب كثيرة ، وبجميع ما فيها من
الروم ، فضرب أعناق ثلاثة آلاف منهم ، وأحرق المراكب ، وفتح حصونا كثيرة من حصون
الروم .
وفي عشر من ذي الحجة دخل
علي بن المعتضد من
الري ، فتلقاه الناس ، ودخل إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15272المعتضد ، فقال له : "يا بني خرجت ولدا ورجعت أخا" ! فقال : "يا أمير المؤمنين أبقاني الله تعالى لخدمتك ، ولا أبقاني بعدك" . فأمر أن يخلع عليه بين يديه .
[ ص: 379 ] وفى ذي الحجة خرج
nindex.php?page=showalam&ids=15272المعتضد من
بغداد قاصدا إلى
آمد واستخلف
ببغداد صالحا الحاجب ، وصلى بالناس العيد ابنه
علي ، وانصرف إلى الدار ، فعمل بها سماطا للناس .
وحج بالناس في هذه السنة
محمد بن عبد الله بن داود الهاشمي .