[ ص: 416 ] ثم دخلت سنة ثمان وثمانين ومائتين
فمن الحوادث فيها :
ورود الخبر بوقوع الوباء
بآذربيجان ، فمات به خلق كثير إلى أن فقد الناس ما يكفنون به الموتى ، وكفنوا في الأكسية والجلود واللبود [ ثم صاروا ] إلى أن لم يجدوا من يدفن الموتى ، فكانوا يتركونهم في الطرق على حالهم .
وفيها :
غزا نزار بن محمد عامل الحسن بن علي [ على ] كورة الصائفة ، ففتح حصونا كثيرة للروم ، وأدخل
طرسوس مائة علج ونيفا وستين علجا من
الشمامسة وصلبانا [ كثيرة ] وأعلاما .
ولاثنتي عشرة خلت من ذي الحجة وردت كتب التجار [ من
الرقة ] أن
الروم [ قد وافوا في مراكب كثيرة ، وجاء منهم قوم على الظهر إلى ناحية
كيسوم ، فاستاقوا من المسلمين أكثر من خمسة عشر ألف إنسان ، ما بين رجل وصبي ، فمضوا بهم وأخذوا فيهم قوما من
أهل الذمة .
[ ص: 417 ]
وفي هذه السنة :
كسفت الشمس ، فظهرت الظلمة ساعات ، ثم هبت وقت العصر ريح بناحية
دبيل سوداء إلى ثلث الليل ثم زلزلوا ، وخسف بهم فلم ينج إلا اليسير .
وورد الخبر بأنه [ قد ] مات تحت الهدم في يوم واحد أكثر من ثلاثين ألف إنسان . ودام هذا [ عليهم ] أياما ، فبلغ من هلك خمسون ومائة ألف [ إنسان ] .
وحج بالناس في هذه السنة
هارون بن محمد .