ثم دخلت
سنة أربع وتسعين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
أن
القرامطة اعترضوا قافلة الحاج في طريق
مكة بالعقبة فقتلوهم وسبوا من النساء ما أرادوا واحتووا على ما في القافلة ، فأخذوا ما قيمته ألفا ألف دينار ، فلما ورد الخبر على السلطان أشخص
أبا عبد الله محمد بن داود الهاشمي الكاتب إلى
الكوفة لتسريح الجيوش منها إلى
القرمطي لحربه فأعطي مالا كثيرا ليفرقه في الجند ومعه
محمد بن سعيد الأزرق كاتب الجيش ، ثم صار
القرمطي إلى
الشقوق ، فأقام بها بموضع يعرف
بالطليح ينتظر القافلة الأخرى ، فلما وافته لقيهم
بالهبير فحاربوه يومهم إلى الليل ، ثم انصرف عنهم ، فلما أصبح عاودهم القتال ، فلما كان في اليوم الثالث عطش أهل القافلة وهم على غير ماء فاقتتلوا ثم استسلموا ، فوضع فيهم السيف فلم يفلت إلا اليسير منهم وأخذوا جميع ما في القافلة .
فأرسل السلطان من
بني شيبان ألفين ومائتي فارس إلى
القرمطي لحربه ، وسار
[ ص: 50 ] زكرويه إلى
فيد وراسل أهلها فلم يظفر منهم بشيء ، فتنحى إلى
النباج ، ثم إلى
حفر أبي موسى ، ثم أنهض
nindex.php?page=showalam&ids=15308المكتفي وصيف بن صوارتكين ومعه جماعة من القواد ، فنفذوا من
القادسية على طريق
خفان فلقيهم
وصيف يوم السبت لثمان بقين من ربيع الأول ، فاقتتلوا يومهم فقتلوا منهم مقتلة عظيمة . وخلصوا إلى
زكرويه فضرب بالسيف ضربة خالطت دماغه ، وأسروا جماعة من أهله وأصحابه ، وعاش خمسة أيام ثم مات ، فشق بطنه وقدم به وبالأسارى فقتلوا .
وفي هذه السنة طلع كوكب الذنب من ناحية المغرب ، وكثرت الأمطار حتى غرقت المنازل ، واستتم المجلس المعروف بالتاج على
دجلة بالقصر الحسني لسبع بقين من شعبان .
وحج بالناس في هذه السنة
الفضل بن عبد الملك .