ثم دخلت
سنة ثلاثين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه ظهر في المحرم كوكب مذنب رأسه إلى الغرب وذنبه إلى الشرق ، وكان عظيما جدا منتشر الذنب ، وبقي ثلاثة عشر يوما إلى أن اضمحل .
وفي نصف ربيع الأول: بلغ الكر الحنطة مائتين وعشرة دنانير والكر الشعير مائة وعشرين دينارا ، ثم بلغ الكر الحنطة ثلاثمائة وستة عشر دينارا ، وأكل الضعفاء الميتة ، ودام الغلاء ، وكثر الموت ، وشغل الناس بالمرض والفقر ، وتقطعت السبل ، وترك التدافن للموتى ، واشتغل الناس عن الملاهي واللعب .
وفي يوم الجمعة لأربع خلون من شهر ربيع الآخر: قام رجل من العامة في جامع
الرصافة والإمام يخطب ، فلما دعا
للمتقي لله قال له العامي: كذبت ، ما هو
بالمتقي ، فأخذ وحمل إلى دار السلطان ، وخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15154المتقي ، فلقي
ناصر الدولة أبا محمد بن حمدان حين دخل
بغداد ، وجاء مطر كأفواه القرب ، وامتلأت البلاليع وفاضت ، ودخل دور الناس ، وبلغت زيادة
دجلة عشرين ذراعا [وثلثا] .
[ ص: 20 ]
ووقعت حرب بين
الأتراك والقرامطة بناحية
باب حرب ، وقتل فيها جماعة ، فانهزم
القرامطة وخرجوا عن
بغداد ، وزاد البلاء على الناس
ببغداد وكبست منازلهم ليلا ونهارا وافتقر أهل اليسار ، واستتر أكثر العمال لأجل ما طولبوا به مما ليس في السواد .
وخرج أصحاب السلطان إلى ما قرب من
بغداد فأغاروا على ما استحصد من الزرع ، حتى اضطر أصحاب الضياع إلى حمل ما حصدوه بسنبله ، ووقع بين
توزون وكورتكين التركيين ، فأصعد توزون إلى
الموصل ، وأنفذ في طلبه فلم يلحق .