ذكر
من توفي في هذه السنة من الأكابر
2474 -
توزون :
قد ذكرنا أخباره وما صنع
بالمتقي ، توفي لثمان بقين من المحرم ، ولم يتم له حول بعد فعله القبيح وإهماله ما عقد من الأيمان .
2475 -
سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل ، أبو أيوب الجلاب :
سمع
nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي ، روى عنه
nindex.php?page=showalam&ids=13103ابن حيويه ، وكان ثقة ، توفي في هذه السنة .
2476 -
عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن بكير ، أبو القاسم التميمي :
سمع
ابن قتيبة ، وروى عنه
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، وكان ثقة .
وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة .
[ ص: 49 ]
2477 -
عمر بن الحسين بن عبد الله ، أبو القاسم الخرقي :
صاحب كتاب "المختصر في الفقه" على مذهب الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، وكان فقيه النفس ، حسن العبارة بليغا وكانت له مصنفات كثيرة وتخريجات على المذهب لم تظهر ، لأنه خرج من
بغداد لما ظهر سب الصحابة فأودع كتبه في
درب سليمان فاحترقت الدار التي كانت فيها الكتب ، وتوفي
بدمشق في هذه السنة .
2478 -
محمد بن عيسى [بن عبد الله] ، أبو عبد الله ، يعرف بابن أبي موسى :
الفقيه على مذهب العراقيين ، ولاه
nindex.php?page=showalam&ids=15154المتقي لله القضاء
ببغداد ثم عزله ، وأعاده
nindex.php?page=showalam&ids=15227المستكفي بالله ، وكان له علم غزير ، وسمت حسن ، ووقار ، وكان ثقة مشهورا بالفقر ، لا يطعن عليه في شيء من ولايته ، فكبس اللصوص داره وأخذوا جميع ما كان فيها ، ولم يكن شيئا مذكورا ، وكانوا يقدرون أن له مالا ، وضربوه ضربة أثخنته وهرب في السطوح ، ورمى بنفسه إلى بيت جار له فسقط فمات ، وذلك في ربيع الأول من هذه السنة .
2479 -
محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله ، أبو الفضل السلمي الوزير :
كان فقيها مناظرا ، وسمع الحديث
بخراسان ، ونيسابور ، والري ، وبغداد ، [ ص: 50 ] والكوفة ، وأملى وكان حافظا ، وصنف ، وكان يصوم الاثنين والخميس ، ولا يدع صلاة الليل ، ولا التصنيف ، وولي الوزارة للسلطان وهو على ذلك ، وكان يسأل الله تعالى الشهادة ، فسمع ليلة جلبة الخيل فقال: ما هذا؟ فقالوا: غوغاء العسكر ، قد اجتمعوا يؤلبون ويقولون إن الذنب لك في تأخير رزقنا . فدعا بالحلاق فحلق رأسه ، وسخن له الماء في مضربة وتنور ، وتنظف واغتسل ، ولبس الكفن ، ولم يزل ليلته يصلي ، وبعث السلطان يمنعهم عنه فلم يقبلوا ، فقتلوه وهو ساجد في ربيع الآخر من هذه السنة .
2480 -
محمد بن عبد الله بن طغج ، أبو بكر :
وكان شجاعا شديد التيقظ في حروبه ، وكان جيشه يحتوي على أربعمائة ألف رجل وكان له ثمانية آلاف مملوك يحرسونه بالنوبة ، كل نوبة ألف مملوك ، ويوكل بجانب خيمته الخدم ، ثم لا يثق حتى يمضي إلى خيم الفراشين فينام فيها ، ولقبه
nindex.php?page=showalam&ids=14341الراضي بالله بالإخشيد ، لأنه فرغاني وكان من ملك
فرغانة يسمى "الإخشيد" ، كما تدعو
الروم ملكها "قيصر" ، والفرس "كسرى" ،
واليمن "تبع" ، والمسلمون "الخليفة" ، وملك
أشروسنة يسمى "الأفشين" ، وملك
خوارزم "خوارزم شاه" ، وملك
الترك "خاقان" ، وملك
جرجان "صول" ، وملك
أذربيجان "إصبهبذ" ، وملك
طبرستان "سالار" ، وتوفي
بدمشق في ذي الحجة من هذه السنة .
2481 -
أبو بكر الشبلي :
وقد اختلفوا في اسمه ونسبه ، فقيل:
دلف بن جعفر ، وقيل:
دلف بن جحدر ، وقيل:
دلف بن جعترة ، وقيل:
دلف بن جعونة ، وقيل:
جعفر بن يونس ، وقيل:
[ ص: 51 ] جحدر بن دلف ، وهو من أهل
أشروسنة ، من قرية بها يقال لها:
شبلية كان خاله أمير الأمراء
بالإسكندرية وولد
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي بسر من رأى وكان حاجب
الموفق ، فجعل لطعمته
دماوند وكان أبوه حاجب الحجاب ، حضر
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي يوما مجلس
خير النساج فتاب ، ثم رجع إلى
دماوند فقال: إن
الموفق ولاني بلدتكم فاجعلوني في حل . ففعلوا .
وصحب الفقراء وكان
nindex.php?page=showalam&ids=14021الجنيد يقول: تاج هؤلاء القوم
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي .
أخبرنا
عبد الرحمن [بن محمد] أخبرنا
أبو بكر بن ثابت ، أخبرنا
علي بن محمود الزوزني قال: سمعت
علي بن المثنى التميمي يقول: دخلت على
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي في داره يوما وهو يهيج ويقول:
على بعدك لا يصبر من عادته القرب ولا يقوى على حجبك
من تيمه الحب فإن لم تبصرك العين
فقد يبصرك القلب
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، قال: أخبرنا
أحمد بن علي ، قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14999عبد الكريم بن هوازن قال: سمعت
أبا حاتم محمد بن أحمد بن يحيى يقول: سمعت
عبد الله بن علي التميمي يقول: سأل
جعفر بن نصير بكران الدينوري - وكان يخدم
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي - ما الذي رأيت منه؟ يعني عند وفاته . قال: قال لي: علي درهم مظلمة تصدقت عن صاحبه بألوف فما على قلبي شغل أعظم منه ، ثم قال: وضئني للصلاة . ففعلت فنسيت تخليل لحيته ، وقد أمسك عن لسانه فقبض على يدي وأدخلها في لحيته ثم مات ، فبكى
جعفر وقال: ما تقولون في رجل لم يفته في آخر عمره أدب من آداب الشريعة؟ [أخبرنا
عبد الرحمن قال: أخبرنا
أحمد بن علي قال: أخبرنا
محمد بن [ ص: 52 ] علي بن الفتح قال: أخبرنا]
محمد بن الحسين بن موسى قال: سمعت
أبا نصر الهروي يقول: كان
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي يقول: إنما يحفظ هذا الجانب بي - يعني من الديالمة - فمات وهو يوم الجمعة ، وعبرت الديالمة إلى
الجانب الشرقي يوم السبت . [قال المصنف: سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13687محمد بن عمر الأرموي يقول: سمعت
أبا] الحسين ابن المهتدي يقول: سمعت
أبا حفص عمر بن عبيد بن تعويذ يقول: حدثني
أبو بكر غلام
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي وكان يعرف
ببكير قال: وجد
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي خفة من وجع كان به في يوم الجمعة سلخ ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ، فقال لي
بكير: تعزم الجامع؟ قلت: نعم . قال: فلما حصلنا في الوراقين من
الجانب الشرقي تلقانا رجل شيخ فقال لي
بكير: غدا يكون لي مع هذا الشيخ شأن من الشأن . فقلت: يا سيدي من هو؟ فقال [لي] هذا المقبل وأومأ بيده إلى الشيخ . قال: فلما كان في ليلة السبت قضى رحمة الله عليه ، فقيل لي: في موضع كذا وكذا شيخ صالح يغسل الموتى . فجئت إلى الباب فنقرته وقلت: سلام عليكم . فقال لي: مات
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي؟ فقلت: نعم . فخرج إلي ، فإذا هو الشيخ الذي لقينا بالأمس ، فقلت: لا إله إلا الله . فقال لي: مالك؟ فقلت: يا سيدي ، سألتك بالله من أين لك بموت
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي؟ فقال لي: فقدتك [أمك] ما أجهلك من أين يكون
للشبلي أنه يكون له معي شأن من الشأن؟
أخبرنا
أبو القاسم الحريري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14787أبي طالب العشاري ، أخبرنا
علي بن المظفر الأصبهاني ، حدثنا
أبو القاسم النحاس قال: سمعت
يوسف بن يعقوب الأصبهاني يقول: قال
الأدمي القارئ: رأيت في المنام كأن [كل من في] مقبرة
الخيزرانية جلوس على قبورهم ، فقلت: من تنتظرون؟ فقالوا: قد وعدنا يجيئنا رجل يدفن عندنا ، يهب الله محسننا ومسيئنا له . قال: فبكرت وجلست فإذا بجنازة
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي تدفن عندهم .
[ ص: 53 ]