ثم دخلت
سنة خمسين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه اشتدت علة
معز الدولة ليلة السبت لأربع خلون من المحرم ، وامتنع عليه البول كله ، واشتد قلقه وجزعه ، ثم بال على ساعة باقية من الليل دما بشدة ، ثم تبعه البول وخرج مع البول رمل كثير وحصى صغار ، وخف الألم ، فلما أصبح سلم داره وغلمانه وكراعه إلى ابنه الأمير
أبي منصور بختيار ، وفوض الأمور إليه ، وخرج في عدة يسيرة من غلمانه وخاصته ليمضي إلى
الأهواز ، ثم أشير عليه بالتوقف فتنقل من مكان إلى مكان إلى أن عاد إلى داره ، ثم انتقل في جمادى الأولى من داره بسوق الثلاثاء إلى البستان المعروف ببستان الصيمري ، وأخذ في أن يهدم ما يليه من العقار والأبنية إلى حدود البيعة ، وأصلح ميدانا وبنى دارا على
دجلة في جوار البيعة ، ومد المسناة ، وبنى الإصطبلات ، وقلع الأبواب الحديد التي على
مدينة [أبي جعفر] المنصور ، وأبواب
الرصافة ، وقصر
الرصافة ، ونقلها إلى داره . وهدم سور الحبس المعروف بالجديد ، ونقل آجره إلى داره ، وبنى به ، ونقض المعشوق بسر من رأى وحمل آجره ، وأنفق على البناء إلى أن مات مائة ألف ألف دينار ، وقبض على جماعة فصودروا على مال عظيم ، فأمر أن يصرف إلى بناء الدار والإصطبلات ، ولحق الناس في هذا الصقع شدة شديدة من التنزل عليهم .
[ ص: 133 ]
وفي يوم الأحد لثمان بقين من شعبان: تقلد
أبو العباس عبد الله بن الحسن بن أبي الشوارب القضاء
بالحضرة من جانبي
بغداد والمدينة ، وقضاء القضاة ، وخلع عليه من دار السلطان ، لأن الخليفة امتنع من أن يصل إليه وضرب بين يديه الدبادب على أن يحمل إلى خزانة
معز الدولة كل سنة مائتي ألف درهم ، وامتنع الخليفة من أن يصل إليه هذا القاضي في موكب أو غيره .
وفي شوال: ورد الخبر بأن
نجاء غلام
سيف الدولة دخل بلد
الروم غازيا ، وأنه غنم ما قيمته ثلاثون ألف دينار ، وسبى ألفي رأس واستأسر خمسمائة في السلاسل .
وفي شباط: جاء برد بنواحي
قطربل وبإزائها في
الجانب الشرقي ، في كل بردة أوقيتان وأكثر ، وقتل الطيور والبهائم .