ذكر
من توفي في هذه السنة من الأكابر
2648 -
الحسين بن داود بن علي بن عيسى بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو عبد الله العلوي .
أخبرنا
زاهر بن طاهر أبو القاسم الشحامي قال: أنبأنا
أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني ، وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، وأبو عثمان سعيد بن محمد ، وأبو بكر محمد بن عبد العزيز قالوا: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: كان
الحسين بن داود شيخ آل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصره
بخراسان وسنى العلوية في أيامه ، وكان من أكثر الناس صلاة وصدقة ومحبة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صحبته برهة من الدهر ، فما سمعته ذكر
عثمان إلا قال: أمير المؤمنين الشهيد رضي الله عنه ، وبكى وما سمعته ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة إلا قال: الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله وبكى .
سمع من
جعفر بن أحمد الحافظ ، وعبد الله بن محمد بن شيرويه ، وأكثر عن
أبي بكر بن خزيمة ، وأبي العباس الثقفي ، [وهو] من أجل بيت للحسنية وأكثرهم اجتهادا
بخراسان ، فإن
داود بن علي كان المنعم على آل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصره ،
وعلي بن عيسى كان أزهد العلوية في عصره وأكثرهم اجتهادا ، وكان
[عيسى] يلقب
بالفياض من كثرة عطاياه ، وكان
محمد بن القاسم ينادم
nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد ، ثم بعده
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون ، وكان
القاسم راهب آل
محمد صلى الله عليه وسلم في عصره وكان
الحسن بن زيد أمير المدينة في عصره وأستاذ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس ، وقد روى عنه في الموطإ .
[ ص: 177 ]
توفي
الحسين بن داود يوم الاثنين ثاني عشر جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وثلاثمائة بين الظهر والعصر ، وسمعته في ربيع الآخر سنة خمس وخمسين وثلاثمائة يقول: رأيت رؤيا عجيبة فسألناه عن الرؤيا فقال: رأيت في المنام كأني على شط البحر ، فإذا أنا بزورق كأنه البرق يمر ، فقالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: السلام عليك يا رسول الله ، فقال: وعليك السلام . فما كان بأسرع من أن رأيت زورقا آخر قد أقبل فقالوا: هذا أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب . فقلت: السلام عليك يا أبت ، فقال: وعليك السلام فما كان أسرع من أن جاء زورق آخر قد ظهر قالوا:
الحسن بن علي ، فقلت:
السلام عليك يا أبت ، فقال: وعليك السلام ، فما كان بأسرع من أن جاز زورق آخر وليس فيه أحد فقلت: لمن هذا الزورق . فقالوا: هذا الزورق لك . فما أتى عليه بعد هذه الرؤيا إلا أقل من شهر حتى توفي .
2649 -
عبد الرحمن بن محمد بن متويه ، أبو القاسم الزاهد البلخي .
محدث
بلخ في عصره ، سمع من جماعة وقدم
بغداد في سنة خمسين وثلاثمائة حاجا فانتخب عليه
محمد بن المظفر ، وروى عنه
nindex.php?page=showalam&ids=13165ابن رزقويه والحمامي ، وكان ثقة ، وتوفي في هذه السنة .
2650 -
محمد بن الحسين بن علي بن الحسن بن يحيى بن حسان بن الوضاح ، أبو عبد الله الأنباري ، يعرف: بالوضاحي الشاعر .
انتقل إلى
خراسان فنزلها ، وسكن
نيسابور وكان يذكر أنه سمع الحديث من
المحاملي ، وابن مخلد ، وأبي روق ، روى عنه
الحاكم [أبو عبد الله النيسابوري] ، شيئا من شعره ، وقال: كان أشعر من في وقته . ومن شعره:
سقى الله باب الكرخ ربعا ومنزلا ومن حله صوب السحاب المجلجل [ ص: 178 ] فلو أن باكي دمنة الدار باللوى
وجارتها أم الرباب بمأسل رأى عرصات الكرخ أو حل أرضها
لأمسك عن ذكر الدخول فحومل
توفي
[محمد] الوضاحي بنيسابور في رمضان هذه السنة .
2651 -
محمد بن أحمد بن هارون بن محمد الريوندي ، المعروف بأبي بكر الشافعي .
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15913زاهر بن طاهر ، أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=14618أبو عثمان الصابوني nindex.php?page=showalam&ids=13933وأبو بكر البيهقي قالا: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أبو عبد الله قال: سمع
nindex.php?page=showalam&ids=11944أبو بكر الشافعي مع
أبي بكر بن إسحاق بن منده من
أبي عبد الله محمد بن أيوب وأقرانه
[بالري] ثم لم يقتصر على ذلك ، وحدث بالمناكير ، وروى عن قوم لا يعرفون مثل
[أبي] العكوك الحجازي وغيره ، فدخلت يوما على
أبي محمد عبد الله بن محمد الثقفي فعرض علي حديثا بإسناد مظلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج بن يوسف قال: سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=24سمرة بن جندب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
nindex.php?page=hadith&LINKID=697076 "من أراد الله به خيرا فقهه في الدين" فقلت: هذا باطل . فقال: حدثنا به أبو بكر الشافعي . فقلت:
هذا موضوع ، وإنما تقرب به إليك لأنك من ولد
الحجاج فضحك ، فلما كان بعد أيام دخل المسجد شيخ لا أعرفه فصلى معي ، ثم قال: جئت في شيء أعرضه عليك أتعرفني؟ قلت: لا . قال: أنا
nindex.php?page=showalam&ids=11944أبو بكر الشافعي ، إنما بعث بي
أبو محمد الثقفي [إليك] لأعرض حديثي عليك ، فلا أحدث إلا بما ترى . فقلت: دع أولا
[أبا]
[ ص: 179 ]
العكوك الحجازي ، وأحمد بن عمرو الزنجاني ، فعندي أن الله تعالى لم يخلقهما ، ثم اعرض علي أصولك لندبر فيها . فقال: الله الله في فإنهما رأس المال كتبت عن
أبي العكوك بمكة ، وعن
أحمد بن عمرو ببغداد فقلت: أخرج أصولك عنهما إن كان الغلط مني ، وحدثته أن شيخنا شهد لك بالسماع معه من
محمد بن أيوب ، فلو اقتصرت على ذلك كان أولى بك ، ففارقني على هذا فكأنني قلت له زد فيما ابتدأت فإنه زاد عليه . توفي في هذه السنة .
2652 -
محمد بن عمر بن سالم بن البراء بن سبرة بن سيار ، أبو بكر قاضي الموصل ، ويعرف بابن الجعابي .
ولد سنة أربع وثمانين ومائتين ، وحدث عن
يوسف القاضي nindex.php?page=showalam&ids=14907وجعفر الفريابي ، وخلق كثير ، وكان أحد الحفاظ المجودين ، صحب
أبا العباس بن عقدة وعنه أخذ الحفظ ، وله تصانيف كثيرة في علوم الحديث .
روى عنه
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، وابن شاهين ، nindex.php?page=showalam&ids=13165وابن رزقويه ، وكان
أبو علي الحافظ يقول: ما رأيت في البغداديين أحفظ منه ، وقد رأي
nindex.php?page=showalam&ids=13298ابن صاعد ، وأبا بكر النيسابوري ، وغيرهما .
أخبرنا
القزاز ، أخبرنا
الخطيب قال: حدثني
أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي قال: سمعت
محمد بن الحسين بن الفضل القطان يقول: سمعت
أبا بكر الجعابي يقول: دخلت
الرقة وكان لي ثم قمطر من كتب ، فأنفذت غلامي إلى ذلك الرجل الذي كتبي عنده ، فرجع الغلام مغموما فقال: ضاعت الكتب ، فقلت: يا بني لا تغتم ، فإن فيها مائتا ألف حديث لا يشكل علي منها حديث لا إسنادا ولا متنا .
أنبأنا
محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا
علي بن أبي علي ، عن أبيه قال: ما شاهدنا أحفظ من
أبي بكر الجعابي وسمعت من يقول: إنه يحفظ مائتي ألف حديث ،
[ ص: 180 ] ويجيب في مثلها إلا أنه كان يفضل الحفاظ بأنه كان يسوق المتون بألفاظها وأكثر الحفاظ يتسامحون في ذلك ، وكان يزيد عليهم بحفظ المقطوع والمرسل والحكايات ، ولعله يحفظ من هذا قريبا مما يحفظ من الحديث المسند ، وكان إماما في المعرفة بعلل الحديث وثبات الرجال ، ومعتلهم ، وضعفائهم ، وأساميهم ، وأنسابهم ، وكناهم ، ومواليدهم ، وأوقات وفاتهم ، ومذاهبهم ، وما يطعن به على كل أحد وما يوصف به السداد ، وكان في آخر عمره قد انتهي هذا العلم إليه حتى لم يبق في زمانه من يتقدمه فيه في الدنيا .
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا
أحمد بن علي الحافظ قال: حدثني
علي بن عبد الغالب الضراب قال: سمعت
أبا الحسن بن رزقويه يقول ، كان
ابن الجعابي يملي فتمتلئ السكة التي يملي فيها ، والطريق ، ويحضره
nindex.php?page=showalam&ids=12898ابن المظفر nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني ، ولم يكن يملي الأحاديث كلها بطرقها إلا من حفظه .
أخبرنا
عبد الرحمن [بن محمد] أخبرنا
أحمد بن علي قال: حدثني
الحسن بن محمد الأشقر قال: سمعت القاضي
أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي يقول: سمعت
الجعابي يقول: أحفظ أربعمائة ألف حديث ، وأذاكر بستمائة ألف حديث .
قال المصنف رحمه الله: كان
الجعابي يتشيع ، ويسكن
باب البصرة ، وسئل عن حديثه
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني فقال: خلط . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13855البرقاني: كان صاحب غرائب ، ومذهبه معروف في التشيع ، وقد حكي عنه قلة دين ، وشرب الخمر ، والله أعلم .
[ ص: 181 ]
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا
أحمد بن علي بن ثابت قال: حدثني
الأزهري: أن
ابن الجعابي لما مات صلي عليه في جامع
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور ، وحمل إلى مقابر
قريش فدفن بها ، وكانت
سكينة نائحة
الرافضة تنوح مع جنازته ، وكان أوصى أن تحرق كتبه ، فأحرق جميعها ، أحرق معها كتب للناس كانت عنده .
وقال
الأزهري: فحدثني
أبو الحسين بن البواب قال: كان لي عند
ابن الجعابي مائة وخمسون جزءا فذهبت في جملة ما أحرق .
توفي
ابن الجعابي في [نصف] رجب من هذه السنة .
[ ص: 182 ]