ثم دخلت
سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه جرى في يوم عاشوراء ما جرت به عادة
الشيعة من تعطيل الأسواق ، وإقامة النوح وغير ذلك وكذلك فعلوا في [يوم]
غدير خم .
وفي هذه السنة: وقع الغلاء ، وبيع الكر بتسعين دينارا ، وكان الخبز يعدم . وورد الخبر بأن
الروم دخلوا
كفرتوثا ، فسبوا وقتلوا ثمانمائة إنسان ، ومضوا إلى
حمص ، فوجدوا أهلها قد انتقلوا عنها ، فأحرقوها ونكسوا في الثغور وسبي نحو من مائة ألف إنسان [فارسي] .
وفي جمادى الأولى خرج
أبو عبد الله بن أبي بكر الآدمي القاري من منزله ، وأخذ من [بعض] الصيارف فوق من عشرة آلاف درهم ، وفقد أربعة أيام لم يعرف له خبر ، فلما كان يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى وجد ميتا مطروحا في الصراة ، بسراويله وخاتمه في أصبعه ، وليس به جراحة ، ولا أثر خنق ، ولا غرق ، وإنما طرح في الماء بعد أن مات .
[ ص: 197 ]
ودخل جوهر إلى
مصر يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة ثمان وخمسين ، وخطب
لبني عبيد في الجامعين بفسطاط
مصر ، وسائر أعمالها يوم الجمعة لعشر ليال بقين من شعبان هذه السنة ، وكان الخاطب في هذا اليوم
عبد السميع بن عمر العباسي .
[ ص: 198 ]
وفي ذي الحجة نقل الأمير
[عز الدولة] معز الدولة من داره إلى تربة بنيت له في مقابر
قريش .