صفحة جزء
وفي هذه السنة: تقلد أبو محمد عبد الواحد الفضل بن عبد الملك الهاشمي نقابة العباسيين ، وصرف القاضي أبو تمام الزينبي منها .

وفيها: ظهر ما كان المطيع يستره من مرضه ، وتعذر الحركة عليه ، وثقل لسانه لأجل فالج ناله قديما فدعاه سبكتكين حاجب معز الدولة إلى خلع نفسه ، وتسليم الأمر إلى ولده الطائع ، ففعل ذلك ، وعقد له الأمر في يوم الأربعاء لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة ثلاث وستين ، فكانت خلافة المطيع إلى أن خلع نفسه ، وسلم [ ص: 224 ] الخلافة إلى ولده تسعا وعشرين سنة وأربعة وعشرين يوما ، فكتب:

هذا ما أشهد على متضمنه أمير المؤمنين الفضل المطيع لله حين نظر لدينه ورعيته ، وشغل بالعلة الدائمة عن ما كان يراعيه من الأمور الدينية اللازمة ، وانقطع إفصاحه عن بعض ما يجب لله عز وجل في ذلك ، فرأى اعتزال ما كان إليه من هذا الأمر ، وتسليمه إلى ناهض به ، قائم بحقه ممن يرى له الرأي ، عقده له ، وأشهد بذلك طوعا في يوم الأربعاء الثالث عشر من ذي القعدة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة .

فكتب فيه القاضي محمد بن صالح : شهد عندي بذلك أحمد بن حامد بن محمد بن عمر ، وعمر بن محمد بن أحمد ، وطلحة بن محمد بن جعفر ، وكتب محمد بن صالح ، وقد أنبأنا جماعة من أشياخنا عن أبي منصور بن عبد العزيز قال: كان المطيع بعد أن خلع يسمى: الشيخ الفاضل .

التالي السابق


الخدمات العلمية