ومن الحوادث في زمن عيسى عليه السلام أن الأرض أجدبت فخرج يستسقي :
أخبرنا
هبة الله بن أحمد الحريري ، قال: أخبرنا
محمد بن علي بن الفتح ، قال: أخبرنا
أبو الحسين بن سمعون ، قال: حدثنا
عثمان بن أحمد بن يزيد ، قال: أخبرنا
إسحاق بن إبراهيم الجيلي ، قال: حدثنا
محمد بن حاتم الطوسي ، قال: أخبرنا
أحمد بن عبد الله الهروي ، حدثنا
إسحاق بن إبراهيم التغلبي ، قال: أخبرنا
مقاتل ، عن
الضحاك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال: خرج
عيسى بن مريم يستسقي بالناس ، فأوحى الله عز وجل إليه: لا يستسقي معك خطاء ، فأخبرهم بذلك ، فقال: من كان من أهل الخطايا فليعتزل . فاعتزل الناس كلهم إلا رجلا مصابا بعينه اليمنى ، فقال له
عيسى : ما لك لا تعتزل ؟ فقال: يا روح الله ، ما عصيت الله طرفة [ عين ] ، ولقد التفت بعيني هذه إلى قدم امرأة من غير أن كنت أردت النظر إليها فقلعتها ، ولو نظرت إليها باليسرى لقلعتها .
قال: فبكى
عيسى حتى ابتلت لحيته بدموعه ، ثم قال: فادع ، فأنت أحق بالدعاء
[ ص: 34 ] مني ، فإني معصوم بالوحي وأنت لم تعصم [ ولم تعص ] ، فتقدم الرجل فرفع يديه ، وقال: اللهم إنك خلقتنا وقد علمت ما نعمل من قبل أن خلقتنا ، فلم يمنعك ذلك أن لا تخلقنا ، فكما خلقتنا وتكفلت بأرزاقنا فأرسل السماء علينا مدرارا ، فو الذي نفس
عيسى بيده ما خرجت الكلمة تامة من فيه حتى أرخت السماء عزاليها ، وسقي الحاضر والبادي .