[ وقوع الخطبة لأبي تميم معد ]
وفي المحرم: ورد الخبر بوقوع الخطبة
لأبي تميم معد ، الملقب بالمعز ،
بمكة والمدينة في موسم [ سنة ] ثلاث وستين وثلاثمائة ، وقطعت خطبة
الطائع من يوم الجمعة لعشر بقين من جمادى الأولى إلى أن أعيدت في يوم الجمعة لعشر بقين من رجب ، فلم يخطب في هذه المدة لإمام ، وذلك لأجل تشعث جرى بينه وبين
عضد الدولة ، وكان
عضد الدولة قد قدم
العراق ، فأعجبه ملكها ، فوضع الجند ليشغبوا على
عز الدولة ، فشغبوا فأغلق أبوابه .
فأمر
عضد الدولة الاستظهار عليه ، وذلك يوم الجمعة لأربع ليال بقين من جمادى الآخرة ، وكتب عن
nindex.php?page=showalam&ids=14680الطائع لله إلى الآفاق باستقرار الأمر
لعضد الدولة ، وخلع
عضد الدولة على
محمد بن بقية وزير
عز الدولة ، ثم اضطربت الأمور على
عضد الدولة ، ولم يبق في يده غير
بغداد ، فنفذ
عضد الدولة إلى
[ ص: 236 ] ركن الدولة يعلمه أنه قد خاطر بنفسه وجنده ، وأنه [ قد ] هذب مملكة
العراق ، واستقاد
nindex.php?page=showalam&ids=14680الطائع لله إلى داره ، وأن
عز الدولة بختيار عاص لا يقيم دولة ، وأنه إن خرج من
العراق لم يبعد اضطراب الممالك ، [ ويسأله المدد ] فلما بلغه هذه الرسالة غضب؛ فقال للرسول: قل له أنت خرجت في نصرة ابن أخي أو في الطمع في مملكته ، فأفرج
عضد الدولة عن
بختيار ، وخرج
عضد الدولة عن
بختيار إلى
فارس ، وعاد جيش
بختيار إليه .
وفي يوم الخميس لعشر خلون من ذي القعدة:
تزوج nindex.php?page=showalam&ids=14680الطائع لله شاه زنان بنت عز الدولة على صداق مائة ألف دينار ، وخطب خطبة النكاح بحضرتهما
أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن قريعة القاضي ،
وفي رجب: زادت الأسعار ، وعدمت الأقوات ، وبيع الكر من الدقيق الحواري بمائة ونيف وسبعين دينارا ، والعشرة الأمناء من السكر بنيف وأربعين درهما ، والتمر ثلاثة أرطال بدرهم ، وضاقت العلوفة ، فبيع الحمل من التبن بعشرة دراهم ، وأخرج السلطان كراعه إلى السواد .
وفي هذه السنة: اضطرب أمر الحاج ، لم يندب لهم أحد من جهة السلطان ، وخرجت طائفة من
الخراسانية على وجه التغرير والمخاطرة ، فلحقهم شدة ، وتأخر
[ ص: 237 ] البغداديون والتجار ، وأقام الحج أصحاب المغربي ، وأقيمت الخطبة له .
وفي ليلة الاثنين لتسع بقين من ذي القعدة: طلع كوكب الذؤابة من ناحية المشرق ، وله شبه الذؤابة مستطيلا نحو رمحين في رأي العين ، ولم يزل يطلع في كل ليلة إلى [ ليلة ] عشر بقين من ذي الحجة .
وفي يوم الأربعاء: سلخ ذي القعدة صرف
أبو الحسن محمد بن صالح ابن أم شيبان ، عن قضاء القضاة ، وقلده
أبو محمد بن معروف ، وكتب عهده .
وفي يوم الأربعاء: لتسع بقين من ذي الحجة خلع على
الشريف أبي أحمد الحسين بن موسى الموسوي من دار
عز الدولة ، وقلد نقابة
الطالبيين ،