ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر .
2716 -
إسحاق بن محمد بن إسحاق ، أبو يعقوب النعالي .
سمع
أبا خليفة ، nindex.php?page=showalam&ids=14907وجعفر الفريابي ، وغيرهما .
وروى عنه nindex.php?page=showalam&ids=13855البرقاني وقال: هو صدوق ، وتوفي يوم النحر من هذه السنة .
2717 -
سبكتكين حاجب معز الدولة ، خلع عليه
الطائع وطوقه وسوره ، ولقبه
نصر الدولة ، فسقط
سبكتكين عن الفرس ، فانكسر ضلعه ، فاستدعى
ابن الصلت المجبر ، فرد ضلعه ولازمه إلى أن برأ فأغناه وأعطاه يوم أدخله الحمام ألف دينار وفرسا ومركبا وخلعه ،
[ ص: 238 ] وكان يقدر على الركوب والقيام في الصلاة والسجود ، ولا يقدر على الركوع ، وكان يقول لطبيبه: إذا تذكرت عافيتي على يدك فرحت بك ، ولم أقدر على مكافأتك ، وإذا ذكرت حصول رجليك على ظهري اشتد غيظي منك .
توفي يوم الثلاثاء لسبع بقين من المحرم ، وكانت مدة إمارته شهرين وثلاثة عشر يوما ، وحمل تابوته إلى
بغداد ، فدفن في تربة ابنته
بالمخرم ، وخلف ألف ألف دينار مطيعية ، وعشرة آلاف ألف درهم ، وصندوقين فيهما جوهر ، وستين صندوقا منها خمسة وأربعون فيها آنية ذهب وفضة ، وخمسة عشر فيها بلور ومحكم ومائة وثلاثين مركبا ذهبا ، منها خمسون وزن كل واحد ألف مثقال ، وستمائة مركب فضة ، وأربعة آلاف ثوب ديباجا ، وعشرة آلاف ثوب دبيقيا وعتابيا ، وغير ذلك ، وثلاثمائة عدل معكومة فيها فرش ، وثلاثة آلاف رأس دابة وبغلا ، وألف رأس من الجمال ، وثلاثمائة غلام [ دارية ] وأربعة وأربعين خادما غير ما ترك عند
أبي بكر البزاز صاحبه ، وكان
لسبكتكين هذا
دار المملكة اليوم .
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا
أحمد بن علي بن ثابت قال: حدثني
هلال بن المحسن قال: كانت
دار المملكة التي بأعلى المخرم محاذية الفرضة
لسبكتكين غلام
معز الدولة ، فنقض
عضد الدولة أكثرها ، ولم يستبق إلا البيت الستيني الذي هو في وسط أروقة من روائها أروقة من أطرافها أروقة قباب معقودة ، وتنفتح أبوابه الغربية إلى
دجلة ، وأبوابه الشرقية إلى صحن ، من خلفه بستان ونخل وشجر ، وكان
عضد الدولة جعل الدار التي هذا البيت فيها دار العامة ، والبيت برسم جلوس الوزراء ، وما يتصل به من الأروقة ، والقباب مواضع للدواوين والصحن مناما
لديلم [ ص: 239 ] النوبة ، في ليالي الصيف ، قال
هلال : وهذه الدار وما تحتوي عليه من البيت المذكور والأروقة خراب ، ولقد شاهدت مجلس الوزراء في ذلك ومحفل من يقصدهم ويحضرهم ، وقد جعله
جلال الدولة اصطبلا أقام فيه دوابه وسواسه ، وأما ما بناه
عضد الدولة وولده بعده من هذه الدار فهو متماسك على تشعثه .
قال
ابن ثابت : ولما ورد
طغرل بك الغزي بغداد ، واستولى عليها ، عمر هذه الدار ، وجدد كثيرا مما [ كان ] وهي منها سنة ثمان وأربعين وأربعمائة ، فمكثت كذلك إلى سنة خمسين وأربع مائة ثم احترقت ، وسلمت أكثر آلاتها ، ثم عمرت بعد ، وأعيد كما كان وهي منها .
أخبرنا
عبد الرحمن ، أخبرنا
أحمد بن علي قال: حدثني [ القاضي ]
أبو القاسم علي بن المحسن قال: سمعت أبي يقول: ماشيت الملك
عضد الدولة في دار المملكة
بالمخرم التي كانت دار
سبكتكين حاجب
معز الدولة من قبل ، وهو يتأمل ما عمل وهدم منها ، وقد كان أراد أن يزيد في الميدان السبكتكيني أذرعا ليجعله بستانا ، ويرد بدل التراب رملا ، ويطرح التراب تحت الروشن على
دجلة ، وقد ابتاع دورا كثيرة كبارا وصغارا ، ونقضها ورمى حيطانها بالفيلة تخفيفا للمئونة ، وأضاف عرصاتها إلى الميدان ، وكانت مثل الميدان دفعتين وبنى على الجميع مسناة ، فقال لي في هذا اليوم ، وقد شاهد ما شاهد: تدري أيها القاضي كم أنفق على ما قلع من التراب إلى هذه الغاية ، وبناء هذه المسناة السخيفة ، مع ثمن ما ابتيع من الدور واستضيف ؟ قلت: أظنه شيئا كثيرا . فقال لي: هو إلى وقتنا هذا سبعمائة ألف درهم صحاحا ، ويحتاج إلى
[ ص: 240 ] مثلها دفعة أو دفعتين حتى يتكامل قلع التراب ، ويحصل موضعه الرمل ، موازيا لوجه البستان ، فلما فرغ من ذلك وصار البستان أرضا بيضاء لا شيء فيها من غرس ولا نبات ، قال: قد أنفق على هذا حتى صار كذا أكثر من ألفي ألف درهم ، ثم فكر في أن يجعل شرب البستان من دواليب ينصبها على
دجلة ، وعلم أن الدواليب لا تكفي ، فأخرج المهندسين إلى الأنهار التي في ظاهر الجانب الشرقي من
مدينة السلام ، ليستخرجوا منها نهرا يسيح ماؤه إلى داره ، فلم يجدوا ما أرادوه إلا في نهر الخالص ، فعلى الأرض بين البلد وبينه تعلية ، أمكن معها أن يجري الماء على قدر من غير أن يحدث به ضرر ، وعمل تلين عظيمين يساويان سطح ماء الخالص ، ويرتفعان عن أرض الصحراء أذرعا ، وشق في وسطهما نهرا جعل له خورين من جانبيه ، وداس الجميع بالفيلة دوسا كثيرا حتى قوي واشتد وصلب وتلبد ، فلما بلغ إلى منازل البلد وأراد سوق النهر إلى داره عمد إلى دور السلسلة ، فدك أرضها دكا قويا ، ورفع أبواب الدور ، وأوثقها ، وبنى جوانب النهر طول البلد بالآجر والكلس والنورة ، حتى وصل الماء إلى الدار ، وسقى البستان .
قال أبي: وبلغت النفقة على عمل البستان وسوق الماء إليه على ما سمعته من حواشي
عضد الدولة : خمسة آلاف ألف درهم ، ولعله قد أنفق على أبنية الدار ما أظن مثل ذلك ، وكان
عضد الدولة عازما على أن يهدم الدور التي بين داره وبين الزاهر ، ويصل الدار بالزاهر ، فمات قبل ذلك .
2718 -
عبد السلام بن محمد بن أبي موسى ، أبو القاسم المخرمي الصوفي .
سافر الكثير ، ولقي الشيوخ ، وحدث عن
أبي بكر بن أبي داود ، وأبي عروبة الحراني ، روى عنه
nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم الأصبهاني ،
وكان ثقة حسن الأخلاق متزهدا ، أقام
بمكة سنين ، وتوفي بها في هذه السنة .
[ ص: 241 ] 2719 -
الفضل المطيع لله ، أمير المؤمنين [ ابن المقتدر ] .
قد ذكرنا أنه خلع نفسه لأجل مرض لازمه ، وولى ابنه
الطائع ، وأشهد على نفسه القضاة والعدول ، وكانت خلافته تسعا وعشرين سنة وأربعة أشهر وواحد وعشرين يوما ، وخرج
الطائع إلى
واسط وحمل معه أباه
nindex.php?page=showalam&ids=15258المطيع ، فمات في العسكر
بدير العاقول في محرم هذه السنة ، فكان عمره ثلاثا وستين سنة ، وحمل إلى
بغداد ، فدفن بتربة جدته
أم المقتدر ،
2720 -
محمد بن إبراهيم بن محمد ، أبو بكر الشاهد المعروف بالربيعي .
حدث عن
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير الطبري ، وغيره ، روى عنه
أبو القاسم عبيد الله بن عمر البقال وغيره ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12477ابن أبي الفوارس : توفي في سنة أربع وستين وثلاثمائة ، وفيه نظر .
2721 -
محمد بن بدر ، أبو بكر .
كان والده يعرف
ببدر الحمامي غلام ابن طولون ، ويسمى؛ بدر الكبير ، كان أميرا على
بلاد فارس كلها ، وتوفي بتلك النواحي ، فقام ابنه
محمد في الناحية مقامه وكتب السلطان إليه بالولاية مكان أبيه وكتب إلى من معه من القواد بالسمع والطاعة له ، فكان أميرا على
بلاد فارس مدة ، ثم قدم
بغداد ، وحدث بها عن
بكر بن سهل الدمياطي ، وحماد بن مدرك ، وغيرهما . روى عنه
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، وأبو نعيم [ الأصبهاني ] وغيرهما ،
وقال أبو نعيم : ثقة صحيح السماع .
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا
أحمد بن علي قال: حدثت عن
أبي [ ص: 242 ] الحسن بن الفرات قال: توفي
محمد بن بدر الحمامي في رجب سنة أربع وستين وثلاثمائة ، وكان ثقة إن شاء الله فيما علمته ولم يكن من أهل هذا الشأن ، يعني الحديث ، ولا يحسنه ، وكان له مذهب في الرفض . قال
أحمد :
وببغداد كانت وفاته .
2722 -
محمد بن ثابت بن أحمد أبو بكر الواسطي .
قدم
بغداد ، وحدث بها عن
nindex.php?page=showalam&ids=14304عباس الدوري وغيره ، روى عنه
nindex.php?page=showalam&ids=13260ابن شاهين والكتاني ،
وكان ثقة .