ذكر
من توفي في هذه السنة من الأكابر
3002 -
عبد الرحمن بن عمر بن أحمد ، أبو الحسين المعدل المعروف بابن حمة الخلال :
سمع
الحسين بن إسماعيل المحاملي ، روى عنه
nindex.php?page=showalam&ids=13855البرقاني ،
والأزهري . وكان ثقة ، وتوفي في جمادى الأولى من هذه السنة ، وصلى عليه
nindex.php?page=showalam&ids=11976أبو حامد الإسفراييني ودفن
بالشونيزي .
3003 -
عبد الصمد بن عمر بن محمد بن إسحاق ، أبو القاسم الدينوري الواعظ الزاهد .
قرأ القرآن ودرس فقه
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي على
أبي سعيد الإصطخري ، وسمع الحديث من
أبي بكر النجاد ، وروى عنه
الأزجي ،
والصيمري . وكان ثقة ، ولزم طريقة يضرب بها المثل من المجاهدة للنفس واستعمال الجد المحض والتعفف والتقشف والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
أنبأنا
محمد بن عبد الباقي ، وأنبأنا
علي بن المحسن التنوخي ، قال : كان
[ ص: 56 ] عبد الصمد يدق السعد في العطارين ويذهب مذهب التدين والتصون والتعفف والتقشف ، فسمع عطارا يهوديا يقول لابنه : يا بني قد جربت هؤلاء المسلمين فما وجدت فيهم ثقة ، فتركه
عبد الصمد أياما ثم جاءه ، فقال : أيها الرجل تستأجرني لحفظ دكانك . قال : نعم ، وكم تأخذ مني ؟ قال : ثلاثة أرطال خبز ودانقين فضة كل يوم ، قال : قد رضيت ، قال : فأعطني الخبز إدرارا واجمع لي الفضة عندك فإني أريدها لكسوتي . فعمل معه سنة ، فلما انقضت جاءه فحاسبه فقال : انظر إلى دكانك ، قال : قد نظرت ، قال : فهل وجدت خيانة أو خللا ، قال : لا والله ، قال : فإني لم أرد العمل معك وإنما سمعتك تقول لولدك في الوقت الفلاني إنك لم تر في المسلمين أمينا ، فأردت أن أنقض عليك قولك وأعلمك أنه إذا كان مثلي وأنا أحد الفقراء على هذه الصورة فغيري من المسلمين على مثلها وما هو أكثر منها . ثم فارقه وأقام على دق السعد مدة وعرفه الناس واشتهر بفعله ودينه عندهم وانقطع إلى الوعظ ، وحضور الجوامع وكثر أصحابه وشاع ذكره ، وكان ينكر على من يسمع القضيب .
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا
أحمد بن علي ، قال : حدثني
علي بن محمد بن الحسن المالكي ، قال : جاء رجل إلى
عبد الصمد بمائة دينار ليدفعها إليه ، فقال : أنا غني عنها ، فقال : ففرقها على أصحابك هؤلاء ، فقال : ضعها على الأرض . ففعل ، فقال
عبد الصمد للجماعة : من احتاج [منكم ] إلى شيء ، فليأخذ على قدر حاجته . فتوزعتها الجماعة على صفات مختلفة من القلة والكثرة ولم يمسها هو بيده . ثم جاءه ابنه بعد ساعة فطلب منه شيئا ، فقال له : اذهب إلى البقال فخذ منه على ربع رطل تمر .
وبلغنا عن
عبد الصمد أنه اشترى يوما دجاجة وفاكهة وحلوى فرآه بعض
[ ص: 57 ] أصحابه فتعجب فمشى وراءه فطرق باب أرامل وأيتام فأعطاهم ذلك ثم التفت فرآه فقال له : المتقي يزاحم أرباب الشهوات ويؤثر بها في الخلوات حتى لا يتعب بها جسمه ولا يظهر بتركها اسمه .
توفي
عبد الصمد بدرب شماس من
نهر القلائين بالجانب الغربي يوم الثلاثاء لسبع بقين من ذي الحجة من هذه السنة .
وقيل : توفي ليلا وكان يقول في حالة نزعه : سيدي لهذه الساعة خبأتك . صلي عليه
بجامع المنصور ، ودفن في مقبرة
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد .
3004 -
أبو العباس بن واصل :
كان يخدم
الكرج ، وكان يخرج له في الحسان أنه يملك ، فكانوا يهزءون به ويقول له بعضهم : إذا صرت ملكا فاستخدمني ، ويقول الآخر اخلع علي ، والآخر يقول : عاقبني فصار ملكا وملك
سيراف ، ثم
البصرة ، وقصد
الأهواز ، وهزم
nindex.php?page=showalam&ids=15575بهاء الدولة وملك
البطيحة ، وأخرج عنها
مهذب الدولة علي بن نصر إلى
بغداد بعد أن كان قد لجأ إليه في بعض الأحوال ، فخرج إليه
مهذب الدولة بما أمكنه من أمواله ، وأخذت أمواله في الطريق ، واضطر إلى أن ركب بقرة ودخل
ابن واصل ، فأخذ أموال
مهذب الدولة ، ثم إن
فخر الملك أبا غالب قصد
ابن واصل ، فاستجار
ابن واصل بحسان بن ثمال الخفاجي فصيره إلى مشهد
علي عليه السلام ، فتصدق هناك بصدقات كثيرة وسار من المشهد [قاصدا
بدر بن حسنويه ] لصداقة كانت بينهما فكبسه
أبو الفتح بن عناز فسلمه إلى أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=15575بهاء الدولة بعد أن حلف له على الحراسة ، فحمل إليه فقتله
بواسط في صفر هذه السنة .
[ ص: 58 ]