ثم دخلت سنة أربعمائة
[نقص الماء من دجلة نقصانا لم يعهد مثله ]
فمن الحوادث فيها :
أن الماء نقص في شهر ربيع الأول من
دجلة نقصانا لم يعهد مثله ، وظهرت فيها جزائر لم تكن قبل ، وامتنع سير السفن فيها من
أوانا والراشدية من أعالي
دجلة ، وأنفذ بمن كرى هذا الموضع وكان كرى
دجلة مما استظرف وعجب منه لأنه لم تكر
دجلة إلا في هذه السنة .
وفي جمادى الأولى
بدئ ببناء السور على المشهد بالحائر ، وكان
أبو محمد الحسن بن الفضل بن سهلان قد زار هذا المشهد ، وأحب أن يؤثر فيه أثرا ثم ما نذر لأجله أن يعمل عليه سورا حصينا مانعا لكثرة من يطرق الموضع من
العرب ، وشرع في قضاء هذا النذر ففعل وعمل السور وأحكم وعلا وعرض ونصبت عليه أبواب وثيقة وبعضها حديد ، وتمم وفرغ منه وتحصن المشهد به وحسن الأثر فيه .
[الإرجاف بالخليفة nindex.php?page=showalam&ids=14934القادر ]
وفي رمضان أرجف بالخليفة
nindex.php?page=showalam&ids=14934القادر بالله ، فجلس للناس في يوم جمعة بعد الصلاة وعليه البردة وبيده القضيب وحضر
nindex.php?page=showalam&ids=11976أبو حامد الإسفراييني ، وسأل
أبو الحسن ابن حاجب
النعمان الخليفة أن يقرأ آيات من القرآن ليسمعها الناس ، فقرأ بصوت عال
[ ص: 71 ] مسموع :
لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا فبكى الناس وانصرفوا ودعوا .
[ورود الخبر بأن الحاكم أنفذ إلى دار nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد الصادق بالمدينة من فتحها ]
وفي هذه السنة : ورد الخبر بأن الحاكم أنفذ إلى دار
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد الصادق بالمدينة من فتحها وأخذ مصحفا وآلات كانت فيها ولم يتعرض لهذه الدار أحد منذ وفاة
جعفر ، وكان الحاكم قد أنفذ في هذه السنة رجلا ومعه رسوم الحسنيين والحسينيين وزادهم فيها ورسم له أن يحضرهم ويعلمهم إشارة لفتح الدار والنظر إلى ما فيها من آثار
جعفر ، وحمل ذلك إلى حضرته ليراه ويرده إلى مكانه ، ووعدهم على ذلك الزيادة في البر فأجابوه ففتحت فوجد فيها مصحف وقعب من خشب مطوق بحديد ودرقة خيزران وحربة وسرير فجمع وحمل ومضى معه جماعة من
العلويين ، فلما وصلوا أطلق لهم النفقات [القريبة ] ورد عليهم السرير وأخذ الباقي ، وقال : أنا أحق به .
فانصرفوا ذامين له ، وأضاف الناس هذا إلى ما كان يفعله من الأمور التي خرق بها [العادات ] فدعى عليه ، فأمر بعمارة دار العلم وأحضر فيها العلماء والمحدثين وعمر الجامع وبالغ في ذلك ، فاتصل الدعاء له فبقي كذلك ثلاث سنين ، ثم أخذ يقتل أهل العلم وأغلق دار العلم ومنع من كل ما نسخ فيه .
وحج بالناس في هذه السنة
أبو الحارث محمد بن محمد بن عمر العلوي .